حوالي الساعة السابعة والنصف من صباح يومه الثلاثاء 7 ماي 2013 اندلع حريق مهول بمصنع للنسيج وصباغة وطباعة وتطريز الأقمشة وصناعة الألبسة الجاهزة المعروف ب " معمل بنيس " الواقع بطريق الأقصر بالمنطقة الصناعية "المجد" بالعوامة . وفور اندلاع الحريق هرعت وحدات من سيارات الإطفاء إلى مكان الإخبار ، حيث تم التركيز على الطابق الثالث من المصنع الذي شب به الحريق ، وهو عبارة عن بناية عشوائية من الصفيح ، والخشب ، وهذا ما أوقع رجال الوقاية المدنية في ظروف صعبة في مواجهة مهمة شبه مستحيلة دامت لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة من العمل الشاق والصعب منع امتداد ألسنة اللهب إلى المعامل الأخرى المجاورة ، وتم ذلك بمعية العديد من العمال الذين انخرطوا في عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، بعدما كانت النار قد أتت على اليابس والأخضر من محتويات ومنتجات جاهزة كانت مخزونة في هذا الطابق . وحسب المعلومات الغير المؤكدة التي استقيناها من عين المكان عن مصادر من مصالح الوقاية المدنية أو من قبل عمال المصنع فيرجح أن يكون سبب الحريق ناجم عن تماس كهربائي . الخطير في الأمر أن الطابق السفلي من المعمل يضم فيما يعرف ب " الشوديير " التي تعمل بمادة الفيول ، التي تقدر حمولتها بحوالي 250 طن من المادة المذكورة ، وتعمل على توليد الطاقة البخارية المضغوطة ذات الحرارة المرتفعة والقياسية ، وهنا تتجلى ذروة الخطر الذي يشكله هذا المصنع الذي بات يشكل خطرا واضعا منذ إنشائه سنة 1994 على سلامة العاملين به ، وهم أكثر من 500 عامل ويشكل خطرا أكثر على كل المحيط من معامل أخرى وخصوصا معمل الزرابي المحادي له وخطر على ساكنة حي المجد التي تجاور هذا الفضاء الصناعي الذي أثيرت حوله الكثير من القيل والقال، وكان محط جدل كبير خصوصا من قبل الساكنة الذين باتوا يعانون ليل نهار من إفرازات المواد الكيماوية المستعملة التي تسري مع سريان المياه العادمة ، أو حتى من الدخان المتصاعد من الفوهة التي تعلو المصنع ومصدره " الشوديير " التي تشتغل على امتداد يوم كامل ، هذا الوضع الذي يؤثر سلبا على سلامة البيئة وصحة المواطنين ، هذا الجدل الواسع تطور إلى قضية أصبحت معروضة على القضاء ، حيث كل الساكنة تتابع باهتمام تطورات هذا الملف في انتظار ما ستقضي به المحكمة من قرار يدعو إلى تحويل المصنع إلى وجهة ثانية أو بقاء الحال على حاله . وموازاة مع هذا الحادث عرفت منطقة المجد وخصوصا الأماكن المحيطة بمكان الإبلاغ إنزالا مكثفا لمختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية التي وضعت في حالة استنفار ، تحسبا لأي طارئ لا قدر الله ، كما التحقت بمكان الحادث فريق من الشرطة التقنية الذي عكف في الحال على إجراء بحث معمق من أجل تحديد مسببات الحريق . ويذكر أن ما حدث ليس بالأمر المفاجئ فخلال سنتين فقط وقعت ثلاث حوادث مماثلة بنفس هذا المنشأة الصناعية آخرها كان قبل شهرين فقط . القندوسي محمد