أسدل مهرجان الفدان العربي للمسرح ستار دورته التاسعة، و ما أحب ضيوفه مفارقة أجواء المهرجان وما فارقه جمهور مدينة تطوان إلا بالشوق للقاء آخر من حجم تظاهرة مهرجان الفدان للمسرح، والسر كل السر في ما صار يحققه المهرجان من صدق اللقاء، تظاهرة انضافت سريعا لقائمة أرقى تظاهرات الوطن والعالم العربي، وكل ضيف يحل بالمهرجان تفاجئه صدقية أطر مسرحية شابة تمسك بالجمر من أجل مشروع مسرحي لا ينتهي بالزمان و المكان، فمرة تلو أخرى تحقق التظاهرة نجاحا تلو النجاح، وبالرغم من محدودية الإمكانيات المادية للتظاهرة أو انعدامها استطاع المهرجان أن يحرج باقي التظاهرات، و أن يحرج معها المجالس المنتخبة بتطوان ومؤسساتها العمومية ومقاولاتها الخاصة، و وكالاتها للتنمية الجهوية، و يثبت أن عدم انخراط مثل هذه المؤسسات في مشاريع ثقافية متميزة يقوض صورة هذه المؤسسات ويسائلها عن حقيقة برامجها التنموية والثقافية والتأطيرية التي تستهدف شباب تطوان. الدورة التاسعة لمهرجان الفدان العربي للمسرح المنظمة في الفترة ما بين 24 و29 أبريل 2018 قدمت كل الدروس في التنظيم الإحترافي، و ربطت من خلاله الجمعية المنظمة علاقات مع تظاهرات مماثلة على المستوى الوطني قصد تأطيرها في مجال الإعداد و البرمجة والتنظيم، بكل نكران الذات وبكل الصبر وبكل التفاني تجند شباب المدينة لإنجاح التظاهرة في مشاهد عزت في وقتنا الحالي، وعلى مستوى البرمجة قدمت الدورة التاسعة مأدبة باذخة لجمهور مدينة تطوان قوامها العروض المسرحية الاحترافية المتعددة المدارس، توابلها الورشات التكوينية عالية المستوى، مقبلاتها الندوات الفكرية بضيوف من طينة الكبار، محلاة بتوقيعات وتكريمات ومعارض فنية متعددة، فحق لجمهور مدينة تطوان أن يتحلق حول مائدة مهرجان الفدان العربي للمسرح وكل أمانيه أن تستمر هذه التظاهرة منارة للإشعاع الفني والثقافي لمدينة تطوان "المبدعة". فهنيئا لمهرجان الفدان العربي للمسرح بهذا النجاح الآخر، وهنيئا لمدينة تطوان بتظاهرة مسرحية حقيقية، وشكرا لمن كان خلف هذا النجاح.