في إطار سلسلة الحوارات التي تجريها جريدة بريس تطوان مع عدد من الفاعلين في مجالات مختلفة بالمدينة، ارتأت الجريدة وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح 27 مارس من كل سنة، إجراء حوار حول واقع أبو الفنون، مع الإعلامي والمسرحي رئيس محترف الفدان للمسرح بتطوان السيد بلال بلحسين. وهذا نص الحوار بريس تطوان: ماهي قراءتكم للمشهد المسرحي بمدينة بتطوان ؟ المشهد المسرحي بتطوان يمكن النظر إليه عبر ثلاث نوافذ : الأولى : الفرق المسرحية بتطوان سواء المحترفة أو الهاوية التي تشتغل بجد و تسعى للتمكين للممارسة المسرحية بالمدينة كل حسب إمكانياتها الإبداعية سواء عبر تقديم العروض المسرحية أوالورشات و كذا تنظيم تظاهرات ترقى لسمعة المدينة . الثانية : البنيات المسرحية التي تفتقر إليها المدينة باستثناء المركز الثقافي الذي يعد المتنفس الوحيد للفرق المسرحية و الجمعيات و الذي لا يمكنه أن يلبي كل هذا الاحتياج إلى المسرح . الثالثة : الإمكانيات المادية التي تظل دون مستوى تطلعات هذه الفرق خاصة من طرف المؤسسات العمومية المعنية أما القطاع الخاص فهو في دار غفلون و لا يعنيه أبدا –حسب اعتقاده - الفعل المسرحي.
بريس تطوان: هل يؤدي المسرح دوره المنوط به داخل المدينة؟ المسرح بتطوان كان و لا زال هو المؤطر للوعي الجماعي و هو المحفز للطاقات المبدعة ، فالمسرح ليس بمنظوره الضيق فرجة مسرحية أو عرض مسرحي ، المسرح في شموليته هو الباني لشخصية الإنسان السوي داخل المجتمع منذ الصغر أو ما نصطلح عليه بالمسرح المدرسي أو التعليمي.
بريس تطوان: في رأيك ماهي أنجع السبل لتطوير الفن المسرحي بتطوان ؟ لا يمكن الرقي بالممارسة المسرحية بتطوان إلا من خلال مجموعة من المداخل : أولا : دعم الفرق و الجمعيات المسرحية و تطوير آليات الدعم كي لا تقتصر فقط على المنح السنوية بل يجب على المؤسسات العمومية و أيضا القطاع الخاص اقتناء العروض المسرحية من هذه الفرق . ثانيا : إعادة الإعتبار للمسرح داخل المؤسسات التعليمية لأنها هي المشتل ثالثا : التشجيع على التكوين المسرحي و هنا لا بد من إحداث معاهد جهوية للفنون الدرامية للتكوين و التأطير. رابعا : تعزيز البنيات التحتية المسرحية خاصة ما يتعلق بفضاءات تداريب الفرق بريس تطوان: هل أخذ المسرح نصيبه من الدعم والإهتمام من طرف المسؤولين بالمدينة؟ أي مسؤولين تقصد ؟ لأن المؤسسات متعددة، لكن على العموم فالمسرح بالمدينة لا يحظى بالدعم و الاهتمام الذي تستحقه مدينة تطوان ، هناك دعم بطبيعة الحال لكنه لا يرقى لمستوى مجهودات الفرق المسرحية و المسرحيين بالمدينة .
بريس تطوان: محترف الفدان للمسرح من الفرق التي استطاعت أن تبصم على حضور قوي في المشهد الثقافي بتطوان ، كيف تم ذلك ؟ بالعمل الجاد و حب المسرح و نكران الذات، ففي هذه اللحظة التي نجري فيها هذا الحوار فرقة محترف الفدان للمسرح تتواجد بمدينة الكاف بجمهورية تونس الشقيقة للمشاركة و تمثيل المغرب في التظاهرة الدولية 24 ساعة مسرح ، ثم نحن في خضم الإستعدادات لتنظيم الدورة 9 من مهرجان الفدان العربي للمسرح الذي سيكون نهاية ابريل المقبل ان شاء الله ، ثم مؤخرا قمنا بإصدار نص مسرحي "داخل المطعم " للفائز في مسابقة رضوان احدادو للنص المسرحي و أيضا نظمنا ماستر كلاس مع الاديب عبد الجليل التهامي الوزاني ، نحن لا نفتر و لا نكل من التفكير الجدي في كيفية تطوير الممارسة المسرحية بمدينة تطوان، ويكفي أن تضطلع على موقع www.alfeddane.com لترى حجم مواكبتنا للفعل المسرحي وطنيا و عربيا .
بريس تطوان: كلمة أخيرة أشكر الموقع الرائد بريس تطوان على هذه الدردشة و ما أرجوه هو أن يحظى الفعل المسرحي بتطوان بكل الدعم و العناية والتكريم و هو على قيد الحياة ، فإن مات المسرح فلا تسموا الشوارع باسمه .
بلال بلحسين إعلامي / مسرحي رئيس محترف الفدان للمسرح بتطوان