وجهت الأجهزة الأمنية المغربية، والإسبانية ضربة جديدة موجعة للمنظمات الدولية، المتخصصة في تهريب الحشيش من شمال المملكة صوب سواحل الجنوب الإسباني. وتمكن الأمن المغربي، بتعاون، وتنسيق مع نظيره الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية، وصفت ب"الخطيرة جدا"، تعمل على تهريب المخدرات، وتبييض الأموال، ومهاجمة أفراد الأمن، الذين يعترضون سبيلها بين المغرب، وإسبانيا، حسب بلاغ وزارة الداخلية الإسبانية، يوم أمس الأحد. وتوضح المعطيات الأولية أنه تم توقيف 30 فردا من الشبكة الإجرامية – جلهم مغاربة وإسبان- المسماة "آل كاستانيون"، والتي تتخذ من "كامبو دي جبل طارق"، منطقة في مدينة قادس، مركزا لعملياتها؛ علاوة على حجز طن من الحشيش لديها، ومبلغ مالي نقدي قيمته 350 مليون سنتيم، و6 عربات رباعية الدفع، و3 قوارب، والعديد من الأسلحة. وأكثر من ذلك، فإن الشبكة ذاتها تمتلك 17 عقارا بقيمة 3 مليارات سنتيم، تستغلها في تهريب، وتخزين الحشيش المغربي وإيواء عناصرها في إسبانيا. وتمكن الأمن المغربي والإسباني، كذلك، من تجميد 24 حسابا بنكيا، ينتمي لمختلف عناصر الشبكة. صحيفة "إلباييس" أوضحت أن الشبكة تعتمد في تهريب الحشيش المغربي على قاربين سريعين طولهما 12 مترا بقوة 300 حصان تصل قيمة كل واحد 100 مليون سنتيم، والقارب الواحد قادر على نقل 3 أطنان من الحشيش في رحلة واحدة. وكشفت المصادر عينها أن زعيم الشبكة أمر المهربين بمهاجمة كل من يحاول توقيفهم، سواء كانوا رجال أمن، أو منظمات إجرامية أخرى متخصصة في تهريب المخدرات. ويأتي تفكيك هذه الشبكة بعد أن كشف تحقيقان محرجان لصحيفتي ل"إلبايس"، و"إلاسبانيول"، الأسبوع الماضي، أن شبكات الحشيش أصبحت تتحدى الأمن، وتهاجمه في مدينة قاديس. وأظهرا أن السلطات الإسبانية حجزت في هذه المدينة 202 طن من الحشيش المغربي عام 2015، بارتفاع قدره 38 طنا تقريبا مقارنة مع عام 2014، التي حجزت فيها 164 طنا. وأشار التحقيقان، كذلك، إلى حجز 373 طنا من الحشيش عام 2016 في إسبانيا، 40 في المائة منها حجزت في الجنوب الإسباني؛ مقابل حجز 378 طنا من الحشيش، عام 2015، 299 طنا منها حجزت في منطقة الأندلس، القريبة من الشمال المغربي، أي إن المحجوزات، التي تمت في هذه المنطقة تمثل 78 في المائة من محجوزات الحشيش في كل إسبانيا، حسب أرقام مركز الاستخبارات لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر إسبانية كشفت أن أحد زعماء الشبكة هرب إلى المغرب بعد أن شعر بقرب اعتقاله في إسبانيا، إلا أن دخول السفارة الإسبانية في الرباط على الخط، والتحريات، التي قام بها الأمن المغربي مكن من توقيفه بمدينة الرباط. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الشرطة القضائية في مدينة تطوان لعبت دورا مهما في توقيف 10 من أفراد الشبكة، مبينة أن أبرزهم كان زعيم شبكة "آل كاستانيوس" نفسه، وابنه، أن زعيم الشبكة من كان يتكلف بالحصول على جوازات السفر المزورة لأفراد العصابة. يذكر أن عمليات التنسيق بين الأجهزة المغربية، والإسبانية لإسقاط الشبكة بدأت، منذ عام 2015 من خلال تجنيد لها أكثر من 150 عنصر أمن.