مافراسيش..أو رئيس الحكومة في دار غفلون البرلمان المغربي المعروف عنه أنه مجلس للشعب،يتخده بعض طالبي الحقوق مكانا مناسبا للفت الانتباه لمطالبهم و معاناتهم..يتظاهرون سلميا أمامه و يعتصمون بالقرب منه متخدين كل الأشكال النضالية لعلها تثني الحكومة على الاستجابة لمطالبهم العادلة.رافعين شعارات تبين من يكونون و ما دوافع تظاهرتهم السلمية بالاضافة الى شعارات أخرى تنتقد الحكومة بشكل مباشر..سواء كانت هذه التظاهرة مرخص لها أم لا و في الغالب يكون الاحتمال الثاني هو الأرحج لهذا فاننا جد واثقين في ظل هذه الحكومة الهجينة و الغير مسؤولة،.سيكون مآل المتظاهرين التعنيف على أقصى تقدير.. من أهم التظاهرات المرسخة في بالنا و التي كانت وصمة عار في جبين الدولة ،مايعرف بالخميس الأسود، اذ بعد سلسلة من الأشكال النضالية من طرف الأساتذة المتدربين سواء داخل أو خارج العاصمة ، تدخلت الأجهزة الأمنية بشكل عنيف في ذلك اليوم ..لم تفرق الهراوات المسلطة على المتظاهرين، بين متظاهر أو متظاهرة و بين الضرب على الرأس أو الرجل..بلارحمة و لا شفقة لأن الأوامر أعطيت من وزارة الداخلية في شخص وزيرها محمد حصاد بمباركة من السيد بنكيران.سالت دماء و كسرت عظام في مشهد مفزع يكاد يكون مجزرة حقيقية سمي ذلك اليوم المشؤوم بالخميس الأسود.الأمن المغربي تدخل بشكل مبالغ فيه متفاديا القتل العمد..لكنه لم يتفادى العنف بكل أشكاله و الضرب المبرح و التهويل بغية تفريق المتظاهرين و ترك بصمات أليمة و كدمات بارزة حتى لا يعود المتظاهرون الى الساحة من جديد. المشهد كان مبرمجا في أجندة الحكومة التي كان حزبها الحاكم من أشد المدافعين عن الحق في التشغيل و التظاهر السلمي عندما كانوا في المعارضة لكن الآية انقلبت فتحولوا الى دعاة الزيادات و اعطاء الضوء الأخضر للتعنيف و زيادة الضرب و الاعتقال في صفوف الأساتذة المتدربين و الطلبة المضربين و العمال و مختلف المتظاهرين .. الغريب في كل ما قيل و ما كتب و ما عشناه بعد الخميس الأسود أن تصريح وزير الداخلية حمل المسؤولية للحكومة التي كانت على علم بذلك بينما جواب عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة كان هو (مافراسيش)..مافراسيش كلمة مخدوعة أو حتى مبطنة تظهر أن رئيس الحكومة لا يحكم أصلا.لا يعرف ما يدور في البلاد لأنه يظهر السداجة بكلمة ذكية تمسح عنه ذنوبه..ما فراسيش أو أن التماسيح و العفاريت هم السبب في كل ما جرى و حتى عندما يظبط متلبسا بأنه كان على علم بذلك، يربط ذلك بالقضاء و القدر..و مؤخرا اخترع سلاح جديد مع زميله في الحكومة نبيل بنعبدالله سلاح التحكم و الدولة العميقة المتحكمة ..هكذا عشنا طيلة خمسة سنوات سيناريو رجل شعبوي يظهر ما لا يبطن و يتقن دور الضحية و البريء باقتدار كبير.حقا الدولة كالجسد الانساني ،ليست كل وظائفها شريفة حتى و لو كانت تمثلنا باسم الدين ،بل ان منها ما يجب اخفاؤه عن الأنظار ،و قد أبانت الحكومة أن قرار استعمال القوة هو الوظيفة الأوجب للتحكم و سلاح مافراسيش لا غنى عنه للتبرير .