ولد الفنان الأستاذ عبد الصادق اشقارة سنة 1931 بتطوان . واستهل حياته الدراسية بحفظ القرآن في الكتاب ( المسيد ) ، ثم المرحلة الابتدائية في المدرسة الخيرية والمدرسة الأهلية . وفي هذه الفترة كان يأخذ عن أبويه للا السعدية الحراق وسيدي أحمد اشقارة المبادئ الأولى في الآلة والذكر والمديح وعزف الكمان . ثم أخذ يلازم زاوية أجداده الزاوية الحراقية ، فصقلت موهبته وكونته تكوينا متينا في حقل المديح والإنشاد والآلة والكمان، وجعلته عملاقا كبيرا لايضاهيه أحد في المغرب إطلاقا . وذلك بفضل شيخ الطريقة سيدي عرفة رحمه الله. ثم ازداد تكوينه الموسيقي منذ عام 1947 بفضل أعلام الآلة بالمعهد الموسيقي ، فأخذ ينهل منهم صنائع الآلة وأدوارها وموازينها . ومن جملتهم الأساتذة المرحومون : العياشي الوراكلي ، والعربي الغازي ، وأحمد الدريدب ، ومحمد العربي التمسماني . وقد أمضى أوقاته باحثا عن نوادر قصائد المديح وصنائع وأدوار الآلة في تطوان وبعض المدن ، حتى جمع كنزا ثمينا منها ومن التراث التطواني الأصيل والبراويل والطقطوقة الجبلية . ثم دخل ميدان التلحين ، فلحن عدة قصائد تراثية تطوانية وسجلها على الأسطوانات والأشرطة . وكان يقود مجالس الذكر والمديح بالزاوية الحراقية. لقد منحه الله تعالى ملكة عظيمة وبراعة نادرة في إنشاد المواويل التي لايستطيع المسمعون تقليده في إنشادها ، ومهارة نادرة في عزف الكمان فاق بها جميع أقرانه . إنه كنار تطوان ، المغني والعازف البارع المنفرد باستعمال الزخارف البديعة غناء وعزفا . وهذه ملكة فريدة تسير في وجدانه سير الدم في شرايينه . وتتويجا لمسيرته الموسيقية ، حصل على جائزة أول وأمهر عازف كمان بالمغرب ، وعلى شهادة حقوق المؤلفين ، ووشح صدره بوسام العرش ووسام الرضى من درجة فارس. وأسندت له رئاسة جمعية مرتع الأذواق لشباب زاوية الحراق ، ورئاسة الجمعية التطوانية للموسيقى الأندلسية ، ورئاسة الجمعية التطاونية لعشاق الموسيقى الأندلسية . وتوفي رحمه الله يوم 31 أكتوبر 1997 بتطوان. ذ علي الزكاري