بعد فضيحة الموظفين الأشباح الذين أصبحوا "ينتشرون" كالفطر داخل الجماعة الحضرية لتطوان، والذين يقدر عددهم بالعشرات، أغلبهم أقارب نواب الرئيس ومستشاري المجلس وبعض رجال السلطة المحلية والقضاء والاستعلامات العامة، السابقين والحاليين، وإصرار رئيس الجماعة على تكذيب ذلك جملة وتفصيلا في اللقاءات والدورات، كان آخرها بدورة أكتوبر الأخيرة، رغم ثبوت تواجدهم بأكثر من دليل، لتنضاف إليها فضيحة ترقية بعض هؤلاء الموظفين "مكافأة" لهم على مساهمتهم الفعالة في استنزاف المال العام دون تقديمهم أي خدمة تذكر، مقابل التنقيلات والتوقيفات التعسفية التي طالت، ومازالت تطال بعض الموظفين المتفانين في عملهم... انفجرت فضيحة تنقيل رئيس مقاطعة المصلى إلى مقاطعة مولاي المهدي رغم معارضة جميع موظفي المقاطعة، بدون استثناء، لهذا القرار التعسفي الذي طال رئيسهم بناء على "وشايات كاذبة وضغوطات من طرف أربع موظفين بالجماعة الحضرية، ومعروفين بتحطيمهم الأرقام القياسية في ملفات الفساد"، حسب ما أكدوه لنا بعض المطلعين على خبايا الجماعة الحضرية. علما أن هذا الأخير كان يشغل سابقا منصب رئيس قسم الممتلكات بنفس الجماعة، وتم تنقيله وتعيينه رئيسا لمقاطعة المصلى عقابا له على معارضته وفضحه للتجاوزات الخطيرة التي شابت عملية توزيع دكاكين سوق الإمام مالك. وفور إصدار هذا القرار، الذي اعتبره كل موظفي مقاطعة المصلى "تعسفيا" و"أتى إرضاء لخواطر بعض اللوبيات داخل المجلس الجماعي"، قاموا بإصدار عريضة استنكارية حملت 40 توقيعا منددين فيها بتنقيل رئيسهم ومطالبين بوقف هذا القرار الجائر، في انتظار إصدارهم لبلاغ تنديدي شديد اللهجة بداية الأسبوع المقبل، محملين كامل المسؤولية في هذا الإطار لرئيس الجماعة الحضرية. وحسب ما أكدته مصادرنا بالجماعة، أنه إضافة إلى الموظفين الأربعة المذكورين أعلاه، سيتم إلحاق موظف خامس بهذه المقاطعة، كان يشتغل بمصلحة تصحيح الإمضاء بمقر الجماعة الحضرية الأزهر، والذي ثبت مؤخرا تورطه في عملية ابتزاز أحد المواطنين، إذ عوض ما يتم إحالته على المجلس التأديبي وإصدار قرار في حقه يناسب والتجاوزات المشينة التي ارتكبها، يتم "مكافأته" بتعيينه بمقاطعة المصلى، الأمر الذي أثار سخط واستياء جل موظفي هذه الإدارة الذين اعتبروا هذا القرار بمثابة "تشجيع للمفسدين على مواصلة ارتكاب المزيد من التجاوزات و الاختلالات في حق المواطنين والمال العام". وأمام توالي مثل هذه الفضائح داخل حضرية تطوان، تبقى عبارة "كن فاسدا تصل.. وكن صالحا تنفصل" هي الشعار الدائم لهذه الإدارة المثيرة للجدل.. محمد مرابط