بعد انتهاء الأشغال من مسجد جامع الكبير التي حيرت الجميع من المؤيد والمعارض إلا أن ما الفت أنظار المواطنين هي تلك معلمة التي كانت مشاهدتها من أي جهة من المدينة وشامخة بأضوائها و أسطورة رايتها ، بل كان منظرها يثير عشق السياح والأخذ صورها إلا انه بعد عملية الترميم أصبحت هذه الصومعة موضوع الحديث بين الجميع حتى أن السياح أصبحوا لا يهتمون بمنظرها الذي اتلف بين لون المنازل وحسب المقربين من المسجد أن تغيير هذه الجمالين كانت من قرار مسؤول وزاري الذي أكد بدون احتشام و بكل إلحاح على ذلك دون مراعاة مكانة المسجد لذا التطوانيينوالمدينة على العموم خصوصا أن اغلب رجال المدينة تخرجوا منه. وفي سياق نفسه أكد صاحب صفحات فايسبوك "أنهم يحافظون على خصوصية بلادهم وتراثهم الحضاري إلا المغرب فهو يدمج بلد ببلد ويمحي خصوصيتها لكي لا يعرف السائح ولا الباحث من هي فاس ومن هي تطوان مع أن كل بلد له خصوصيته في البناء والنجار والصباغة والزليج وما إلى ذلك" وفي هذا الموضوع يستغرب المواطنين عن دور المجتمع المدني خصوصا في المدينة العتيقة في الحفاظ عن ثراتها؟ وما دور الندوات واللقاءات التي كانت تنظم في صلب الموضوع ؟ولمن كانت ترفع تلك التوصيات.؟ والغريب ما في الأمر انه عندما يريد أي مواطن القيام ببعض الإصلاحات طفيفة في منزله ترفع القيام من طرف السلطات وتتدخل جميع القطاعات لتبني الموضوع بدعوى تشويه التراث ولكن عندما يكون قرار وزاري خاطئ يصمت الكل . وحسب المصادر أن تاريخ تأسيس الجامع الكبير منذ إعادة (المنظري) لتطوان التي كانت حصنا خربا يعوي فيه اليوم، فجاء مهاجرا من الأندلس، وأعادوا إليه الحياة فتم ببنائه الجامع الأعظم الذي كان صغيرا بالنسبة إلى ما هو عليه الآن، وكان محاطا بالأبنية، وكان موقعه بوسط المدينة في مكان بارز، يظهر من جميع جهات البلد بصومعته التي ترى من كل نواحي تطوان، والتي يبلغ ارتفاعها نحو العشرين مترا، ويحتوي سلمها على 107 درجة، يبلغ ارتفاع الدرجة الواحدة نحو الشبر ....تقريبا، وشكل الصومعة مربع، ونصفها السفلي أبيض، ونصفها الأعلى فيه من الجوانب الأربع، أربع مستطيلات بيضاء مطوقة بالأجر الأحمر، والباقي من محيط الصومعة ملبس بالزليج الأخضر، ما عدا القمة فإنها حمراء وسطحها المحدد الرأس مسقفا بالقرميد الأخضر. وأضاف المصدر أن هذا الجامع ظل بقارع السنين، ويعارك الزمن، ويقوم بحاجات أهل تطوان من عبادة وعلم وتدريس وغير ذلك من خدمات حتى سنة 1223ه الموافق ل 1808 م فهيأ الله له ذلك الملك الصالح (مولاي سليمان) الذي كان مجبولا على حب الخير والسهر على مصالح الأمة خصوصا ما كان منها يتعلق بالعلم والدين وتشييد معاهده ومساجده فقد كان من مصالح أفعاله وجليل أعماله التي توجهت إليها عنايته، بناء وتجديد عدد كبير من المساجد كان من جملتها الجامع الكبير بتطوان، فإنه أمر بتجديده وتوسيعه فهدم وأضيفت إليه المدرسة المجاورة وبعض الرباع الموالية، فكانت المدرسة مدرسة الفقيه الروشة عددا من الحجرات لسكنى الطلاب، وفي نفس السنة أعيد ذلك المسجد بعد ما أبعد عنه اليهود الذين كانوا يسكنون بجواره في الملاح البالي. نورالدين الجعباق