قام وفد من بلدية برشلونة ومؤسسة أرت غورد وميد سيتي وبعض رؤساء المصالح الخارجية بزيارة للمدينة العتيقة لتطوان صباح يوم الأربعاء 11 ماي 2011، وذلك في إطار سلسلة ورشات محورية لمناقشة المخطط الجماعي لتطوان، والذي يتضمن محورا حول تأهيل المدينة العتيقة التي تصنف كتراث إنساني. وقف الوفد الزائر حول أهم المعالم الأثرية للمدينة العتيقة لتطوان، وعلى الأسوار التي تحيط بالمدينة والتي تعتبر جدار دفاعي طوله 5 كلم وسمكه 1,20 متر أما علوه فيتراوح بين 5 و7 أمتار. وتلتصق به من الخارج عدة دعامات وأجهزة دفاعية محصنة مثل قصبة جبل درسة في الشمال وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي، وتخترق هذا الجدار من كل الجوانب سبعة أبواب، و بني هذا السور على عدة مراحل ما بين القرنيين 15 و18م، إلا أنه عرف أعمال هدم وتخريب خلال منتصف القرن 18م أثناء الأحداث التي شهدتها تطوان بعد وفاة المولى إسماعيل. ثم أعيد بناؤه في نفس الفترة إبان حكم سيدي عبد الله بن المولى إسماعيل. كما قدمت للوفد الإسباني شروحات ومعطيات حول قصبة سيدي المنظري، والتي تقع بالزاوية الشمالية الغربية للمدينة، الشيء الذي يمكن من مراقبة كل الممرات انطلاقا من المرقاب الذي يعلو أحد الأبراج، وقد بنيت كل المعالم الداخلية للقصبة خلال القرن 15 أثناء فترة إعادة بناء المدينة، وهي تتكون من قلعة ومسجد جامع ودار وحمام صغير، وكانت تشكل في ما مضى مركزا للسلطة الحاكمة وقاعدة عسكرية إضافة إلى مقر للسكنى بالنسبة لمؤسسها. ووقف المشاركون في ورشة تأهيل المدينة العتيقة حول معالم جامع القصبة، والذي يقع بالحي الذي توجد به بقايا حصن سيدي المنظري وسط المدينة العتيقة، وقد بني من طرف سيدي المنظري مع نهاية القرن 15، و صمم هذا الجامع على شكل مربع يصل طول أضلاعه إلى 20 مترا ، وهو لا يتوفر على صحن ويتم الدخول إليه عبر ثلاثة أبواب الأولى جنوبية والثانية شمالية أما الأخرى فغربية ومجاورة للصومعة، وهذه الأخيرة ذات شكل مربع وهي تنتصب في الزاوية الشمالية الغربية، و يرتكز المسجد على أعمدة تعلوها أقواس مكسورة وهو مغطى بسقوف خشبية مائلة مغطاة بالقرميد. كما اطلع هذا الوفد على الأشغال الجارية بالجامع الكبير، والذي يقع بالقرب من الملاح البالي وسط المدينة العتيقة، تم بناؤه بإذن من السلطان المولى سليمان في سنة 1808م،(بني على شكل مستطيل) يصل طول أضلاعه إلى 35م من جهة الشرق و45م من جهة الشمال. ويتكون من قاعة عميقة للصلاة وصحن كبير مكشوف تتوسطه نافورة ماء تصب مياهها في صهريج، وتحيط بالصحن أروقة. يتم الولوج إلى المسجد عن طريق بابين رئيسيين وثالثة مخصصة للإمام في الجهة الشمالية، وترتكز الأقواس المتجاورة والمكسورة لقاعة الصلاة على أعمدة مبينة ويعلوها سقف خشبي مائل مغطى بالقرميد، وفي الزاوية الجنوبية الغربية ترتفع المئذنة التي تعد الأعلى بالمدينة وهي مزخرفة على الواجهات الأربعة بعناصر هندسية متشابكة تتخللها زخارف زليجية تطوانية متعددة الألوان. وزار الوفد الإسباني عدد من البيوت التاريخية بتطوان، مثل دار بنعبود التي تحولت إلى متحف للمقاومة حيث مازالت أشغال الترميم بها جارية، وتتوفر تطوان على عدة منازل تقليدية وقديمة تجسد التطور العمراني الكبير والفني والزخرفي الذي شهدته هذه المدينة التي يشار إليها على أنها وليدة غرناطة، ومن بين أجمل هذه البيوت منها دار اللبادي بنيت وسط المدينة القديمة من طرف الباشا اللبادي خلال القرن 19م. وقد تغيرت وظيفتها حاليا لتصبح قصرا للحفلات والأفراح، بالإضافة إلى دار الطريس ودور أخرى . واطلع الوفد الزائر على بعض النماذج من الأشكال المقترحة لترميم أزقة ودروب المدينة العتيقة في إطار أشغال تأهيل هذه المدينة.