إن المتجول في أحياء مدينة تطوان، سيثير انتباهه عبارة "ممنوع رمي الأزبال من فضلكم" مكتوبة بالبنط العريض على الجدران، والسبب في ذلك راجع الى الغياب المطلق لصناديق القمامة واختفائها المثير لمدة تزيد على أربعة أشهر، مما جعل الساكنة تراكم الازبال في الشوارع بشكل عشوائي ،مما ينتج عنه روائح كريهة ازكمت أنوف المارة واصبحت تهدد صحة المواطن خصوصا في ظل ارتفاع درجة الحرارة . وعلى الرغم من الشكايات المتعددة للسيد رئيس الجماعة الحضرية قصد التدخل لانقاذ الوضع الذي ينبئ بحدوث كارثة صحية، خاصة في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، والتي تحتضن اسواقا في الهواء الطلق، على الرغم من ذلك فلا شئ حدث، الصمت المطبق من كل الجهات فلا الرئيس قام بجولات في الاحياء للوقوف على الوضع، ولا اعضاء المجلس تواصلوا مع الساكنة لشرح هذا الوضع القائم، ولا جمعيات المجتمع المدني قامت بدورها التوعوي، ولا الاحزاب المعارضة احتجت ونددت ولا السلطة تدخلت في اطار دورها المنوط بها. وامام هذا الوضع ابتكرت الساكنة عدة اجراءات لتقي نفسها شر هذه الأزبال، فهناك من يجمع هذه الأزبال بنفسه ويقوم بحرقها فيتشكل بذلك دخان يزيد للوضع قتامة، وهناك من شكل ملشيات مزودة بالهروات تقوم بمطاردة كل من يريد رمي الأزبال في الاماكن المعتادة فقامت مناواشات بين المواطنين مما حذا ببعضهم الى رمي الازبال في الشارع باعتباره ملك عمومي مما زاد في تشويه المدينة بشكل بشع، وهناك من عمل على صباغة الاماكن المعتاد رمي الازبال فيها وقام بتزيينها وكتب شعار تطوان هذه السنة "ممنوع رمي الأزبال من فضلكم"، وهناك من الساكنة الفقيرة من اقتطعت من حليب اطفالها وقامت بكراء من يحمل لهم الازبال بعيدا عن منازلهم. ولكن على الرغم من هذه الاجراءات فلا زال الوضع قائما لان هناك من يقوم برمي الازبال في الهزيع الاخير من الليل بشكل عشوائي مما اضطر الساكنة الى زيادة بعض الكلمات الى الشعار المذكور أعلاه فصار" ممنوع رمي الازبال هنا يا حمار،يا حيوان" لذا نلتمس من المسؤولين في هذا الشهر الفضيل التواصل مع الساكنة لشرح كيفية التعامل مع هذه الوضعية الاستثنائية بدل التهرب والحديث من بعيد بلغة العاطفة والخشب. سعيد المنصوري