خريبكة غارقة قي الأزبال و المسؤولون منغمسون في أنشطة نخبوية

الزائر لمدينة خريبكة يلاحظ أن الأزبال منتشرة هنا وهناك. هذا الغول الذي أصبح يخيف المواطنين ولا ينكر عاقل أنها (الأزبال) أصبحت في كل مكان بمثابة أوكار للكلاب الضالة وملاجئ آمنة للحشرات، ناهيكم عن روائحها الكريهة التي تعد المصدر الرئيسي للقلق، نظرا لما تسببه من أضرار صحية.
فمنذ الايام الاخيرة لاحظ سكان خريبكة أن شوارعهم بدأت تمتلئ بالأزبال بشكل لم يألفوه من قبل، ومع توالي الأيام، بدأت تسبح شيئا فشيئا في بحر من النفايات: حاويات القمامة القذرة، و إن وجدت، فهي ممتلئة عن آخرها بالأزبال، وفي كل ركن من شوارع المدينة وأزقّتها أصبحت توجد كميات كبيرة من الازبال و النفايات تنبعث منها روائح تزكم الأنوف، حتى أصبح الموضوع الشاغل لسكان خريبكة وحديث المقاهي هناك هو مشكل الأزبال في المدينة، وكيف يقوم المسؤولون في الجماعة بتدبير الشأن المحلي للمدينة. ويزيد انتشار الأزبال في تشويه المجال البيئي نتيجة لجوء السكان إلى رمي هذه الأزبال بشكل عشوائي إما في أكياس بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض، حيث تصبح مرتعا للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى الأكوام لتقتات منها، كما أن العديد من المطارح العشوائية المتواجدة بالشوارع الرئيسية و أمام المقاهي و حتى بجانب الإدارات العمومية يوحي بمدى عبث المسؤولين بجمالية المدينة و صحة المواطنين، حيث لا يمكنك أن تجد مواطنا من المدينة إلا ويتذمر مما آلت إليه الأوضاع.
من جهة اخرى لاحظ في الايام الاخيرة انشغال المسؤولين بانشطة نخبوية محدودة الى جانب وجوه معتادة تجدها دائما الحضور في جميع الحفلات بصفات متعددة، الرياضة ،السنيما، عبيدات الرمى،الصحافة،...
فملتقى السنيما الافريقية لم يتمكن من استقطاب شباب المدينة وظل محدودا وشكليا ومسيطرا على نفس " النخبة" رغم الأموال التي صرفت عليه منذ ما يربو عن اكثر من 15 سنة ، فالعروض السنمائية لايحضرها الا القلة القليلة من الاطفال، ابناء " المحظوظين "، هولاء الاطفال احيانا يشاهدون افلاما كتب عليها لا يسمح بمشاهدة هذا الفيلم من طرف الاطفال...
أما الرياضة فرجالاتها والذين تقادموا و شاخوا فوق كراسي دون أن يعطوها ذرة أمل فسح المجال للذين يريدون الاشتغال بإرادة حتى اصبحت عبارة " ارحل عنا " مكتوبة على جدران منزلهم.
اما الصحافة مول بقع مول جوج ... و حكاية الشاب الوسيم الذي تسلق المراتب سلاليم " صحافة التنبرة" و اصبح يعيش الغنى المزيف معروفة في الأوساط الخريبكة.
ان مدينة خريبكة تعيش التهميش و الإقصاء و تحلم بتنمية حقيقية شاملة تقي ابناءها شر البطالة القاتلة و الانتفاضات المتكررة.