ضاق سكان مدينة القصر الكبير درعا بالنفايات، التي تجمعت على مدى ثلاثة أيام الماضية، بسبب غياب عمال النظافة، الذين خاضوا إضرابا، من الثلاثاء إلى الخميس، من الأسبوع المنصرمأزبال متراكمة خلال أيام إضراب رجال النظافة (خاص) في إطار الإضراب الوطني للجماعات المحلية، لتغرق بذلك المدينة في الأزبال والروائح الكريهة المنبعثة منها والحشرات المضرة، لا فرق في ذلك بين الأحياء الشعبية وشوارع الأحياء الراقية. فأينما اتجهت في مدينة القصر الكبير تصادفك الأزبال، التي ألقي بها، تلك الأيام من الإضراب، بشكل عشوائي، فمن خلال جولة ببعض شوارع وأحياء القصر الكبير، بعد ظهر الخميس المنصرم، وقفت "المغربية" على حجم الازبال المنتشرة في كل مكان، إذ لا يكاد يخلو شارع، أو حي، أو زقاق من الأزبال المتكومة هنا وهناك، ناهيك عن رائحتها المقرفة، والمنبعثة من بعيد. أحياء السلام، والعروبة، والأندلس، والديوان، والقطانين، وطريق تطفت، وشارع 20 غشت، وشارع مولاي علي بوغالب، كلها أصبحت ترزح تحت وطأة الازبال والنفايات، التي يسهل تعفنها بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وأكثر هذه المناطق تأثرا هي الأحياء الشعبية، التي تتميز بكثرة نفاياتها، وبضيق أزقتها، التي تجعل الوضع لا يطاق. فالسكان لم يجدوا مفرا سوى إلقاء نفاياتهم في أي مكان، وبشكل عشوائي مادام يبعد عن مساكنهم، ودون اعتبار لما تسببه من أضرار بالنسبة للسكان، الذين توضع الأزبال أمامهم، خصوصا جراء انتشار الروائح الكريهة والحشرات المضرة. وساهم في ذلك عدم توفر أغلب الأحياء على حاويات وضع القمامة، التي من شأنها أن تستوعب جزءا من هذه الازبال بدل رميها في الطريق العمومية بشكل عشوائي يؤذي السكان، ويؤثر على جمالية المدينة، خصوصا عند إلقائها بمحاذاة المؤسسات العمومية، وفي بعض الشوارع الرئيسية. وكثيرا ما يفضي رمي الأزبال إلى ملاسنات ومشاداة كلامية بين الجيران، الذين يطالب بعضهم بعدم إلقاء النفايات أمامهم وبين البعض الأخر ممن يصر على ذلك بدعوى أن الجميع يقوم بذلك. بل أدى تجمع النفايات بشكل كبير في بعض الأحياء إلى قيام البعض بحرقها للتخلص منها، وهو ما كاد يؤدي إلى نتائج وخيمة، حيث قام بعض سكان بحي الديوان، بدرب "عدة"، بإضرام النار في الأزبال، التي جرى رميها في بناية فارغة، للتخلص من رائحتها الكريهة والحشرات المضرة، التي تزداد بشكل كبير مع منتصف النهار، خصوصا أن الزقاق ضيق جدا، لكن إشعال النار بهذه الطريقة، وفي منتصف النهار، كاد أن يجر على السكان مأساة كبيرة بفعل اشتعال النار بشكل كبير، وكادت تنتقل إلى المساكن المجاورة، ولولا تدخل بعض السكان ورجال الوقاية المدنية، الذين قاموا بإخمادها في الوقت المناسب لحدثت كارثة.