تعودنا كلما تحدثنا عن مدينة الناظور -وعن الريف عموماً- أن نستحضر كلمتي تهميش وإقصاء من قاموس برامج التأهيل الوطنية... لكن وفي عهد الملك محمد السادس نصره الله رأت المنطقة عصراً جديداً... عصر التغيير والتجديد، عصر أريدَ له أن يجعل المنطقة في مستوى تسميتها ببوابة أوروبا. لكن للأسف وبعد بداية الأشغال اكتشفنا أن المدينة تحتاج إلى أزيد من ذلك، أو بالأحرى تحتاج إلى الكثير لتتحسن بالتأهيل، ولا أظن أن أشغال التأهيل ستنتهي في يوم من الأيام بعبارة مجازية. لنقل إن أشغال التأهيل انتهت كما هو مقرر وفي موعدها المحدد، وأصبحت الناظور أحلى من حيث المظهر، فكيف يُتوقع أن تكون الناظور من حيث الرائحة؟ قد يكون السؤال مبهماً، لكن بوضوح أكثر كيف سيتأهل الناظور إذا بقيت حال النظافة بالمدينة على ما هي عليه، وبقيت إضرابات عمال النظافة متواصلة، مما يؤجل جمع النفايات من الشوارع ويعجل تخمرها تحت أشعة الشمس لتطلق روائح زكية، أزكى من العطر الفرنسي... (خصوصاً في الصيف حيث تحتد الرائحة)؟؟ للإشارة فقط، فعمال النظافة بالبلدان الأوروبية تصل رواتبهم الألفي أورو أو تزيد، أي ما يعادل أزيد من مليوني سنتيم في الشهر، بالإضافة إلى سمعتهم الطيبة واحترام الناس لهم، بينما مدخول عامل النظافة بالمغرب لا يزيد عن الألف درهم في حال توفر عامل الأقدمية، بالإضافة أيضاً إلى النظرة السيئة التي ينظر إليهم المجتمع بها. فكيف تُتوقع منهم الجودة في الأداء؟ وكيف تُتوقع شوارع نظيفة خالية من روائح ومساحات سوداء تمثل أمكنة وضع الأزبال، حيث تسْوَدّ بعد مدة من الزمن لغياب القائمين لتنظيفها من حين لآخر، هذا في حال انعدام تراكمات الأزبال. في الحقيقة، فمشروع تأهيل مدينة الناظور لم يتم إلغاؤه بصفة مباشرة كما فهم البعض من خلال عنوان الموضوع، بل إن الأشغال حقاً مستمرة. لكن ما فائدة الإصلاح إذا انعدمت النظافة؟؟ نترك زوارنا الأعزاء مع آخر الصور التي تم التقاطها، ليكتشفوا مدى تقدم الأشغال بالمدينة، والوجه الجديد للمدينة التي أصبحت عبارة عن فوضى عارمة سيظن زوارها من خلال النظرة الأولى أنها من مخلفات قنابل انفجرت بها. منظر من أمام مسجد الحاج مصطفى شارع محمد الخامس الذي سيتحول إلى رصيف للراجلين الصورة بعد التأهيل الشارع البحري (سيدي علي) الصورة بعد التأهيل ساحة المحطة الطرقية التي تواجد بها سوق الخضر سابقاً الصورة بعد التأهيل الساحة المقابلة لمقهى فكتوريا الممر التحت-أرضي للسكة الحديدية الصورة بعد التأهيل صور الأزبال بالمدينة (من الأرشيف)