جمهور المغرب التطواني على العهد و الوعد، مساند، مصاحب و داعم لفريقه أينما حل و ارتحل و صال وجال، لا يعيقه أي عائق سواء كان ماديا أم معنويا ليملأ المدرجات الشبه فارغة ، فيكون خير متتبع لخير مكافح ، وأبرز دليل على هذا الصورة التي قدمها يوم لقائه باتحاد الخميسات. فأوفى جحوح بالعهد حين سجل الهدف الأول في الدقيقة 19 و رفع الجمهور عبارة vamos tétuan hasta el final، ليبرهنوا بأنهم معهم حتى النهاية ، آنذاك وضع اللقاء في خانة استفهام كبيرة عن مصير هذه المقابلة الحرجة، و بقيت الآمال معقودة على الدقائق المتبقية حتى يظل الجمهور مستمتع بهذا العرض الذي زاد هدف زيد كروش من حلاوته في الدقيقة45 من الشوط الأول فرددت الجماهير التطوانية بصوت واحد: campeones...campeones انتهى الشوط الأول بهدفين لصفر، فأعطت هذه النتيجة إكسير التنشيط للجمهور الذي ردد أناشيد في غاية الإتقان، و التوازن جعلت السامع يحس و كأنه في مسرح بالهواء الطلق، مرددين كل ما يدل على أنهم تطاونيون، أو تطوانيون أو أبناء الحمامة البيضاء بشتى العبارات، و أصبحوا كما نقول بعاميتنا :“محا يحين” بما للكلمة من معنى، لدرجة أنهم أثاروا انتباه جمهور الخميسات الذي بدأ يتابعهم بدل تتبع المبارة، كما كنا نحس بإعجاب المذيع الذي كان يتوقف عن التعليق لبعض الثواني كي يشنف أذانه بما يسمع و يعلق عليه بثناء كبير. قرعت الطبول و كانت الاحتفالية كبيرة و أخذت المباراة المنحى الهام المتمثل في حفاظ المغرب التطواني على النتيجة المبهمة، و محاولة الاتحاد لتعديل الكفة باستغلاله للعرقلة التي كان يحس بها لاعبوا المغرب التطواني لرداءة أرضية الملعب، و لكن دون جدوى و ذلك حين سدد بن هنية الهدف الثالث في الدقيقة 80 ، ليستفيق سكان الخميسات على صرخة المدوية في أرجاء هذا الملعب من جديد، و يطلق الجمهور لنفسه العنان ليتغنى ب: مبروك علينا، هذه البداية مازال، ما زال...، بعدها بدأ التوتر واضحا في صفوف الاتحاد الزموري الذي عرف حالتي طرد واضحة ، مما زاد من تأكيد بأن الأمور قد حسمت بشكل كبير للتطاونيين. دوت صافرة الحكم لإعلان النهاية، و برهن المغرب التطواني على أنه قادر على أن يكون بطل هذا الموسم بلعبه المتقن، و خطط مدربه السيد العامري الذكية و المتجددة، و جمهوره الرائع، و قوة فتيانه اليافعين الذين نتمنى ألا يكلوا أو يملوا لغاية إحرازهم لهذا اللقب الثمين، و يسدوا أفواه كل من يشككوا في مصداقية لعبهم. آمنة أحرات