تقوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بزيارة إلى المغرب في سياق المساعي الدولية لتطبيع العلاقات بين الرباطوالجزائر. وتأتي زيارة كلينتون التي تستغرق يومين في إطار دينامية "متواصلة" و"مدعومة" من قبل الولاياتالمتحدة. على اعتبار أنها تحمل في طياتها عدة مكاسب للمنطقة. أقلها فتح الحدود بين المغرب والجزائر. وكان نائب وزير الخارجية المساعد المكلف بالمغرب العربي راي ماكسويل صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء. أن هذا التقارب "لا يخدم فقط الاستقرار بالمنطقة. الذي يمثل هدفاً للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية. ولكنه يخدم أيضاً وبالتأكيد مصلحة البلدين". وأعرب ماكسويل. في هذا الصدد. عن أسفه لكون العلاقات التجارية بين الدول المغاربية تمثل بالكاد نحو 2 إلى 3 في المائة من الحجم الإجمالي لمبادلات هذه الدول مع باقي دول العالم. مؤكداً أنه من شأن فتح الحدود بين الجزائر والمغرب الرقي بهذه المبادلات إلى مستوى أعلى. وقال المسؤول الأميركي. الذي كان زار المغرب الشهر الماضي في إطار الشراكة الإستراتيجية والمشاورات المنتظمة بين مسؤولي البلدين بغرض تبادل وجهات النظر بخصوص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. "إننا لا نشجع هذه الدينامية فحسب بل إن التفاؤل والأمل الذي يحدونا" بهذا الخصوص كبير. وكانت كلينتون أعربت. خلال زيارتها الاخيرة للمغرب قبل نحو ثلاث سنوات عن أملها في أن يتم فتح الحدود بين الدول المغاربية. بما يسمح بتحقيق أفضل تفاهم وتعاون اقتصادي إقليمي. ومما جاء في التصريح. الذي أدلت به آنذاك كلينتون لوكالة المغرب العربي للأنباء. على هامش مشاركتها في الدورة السادسة لمنتدى المستقبل الذي انعقد بمراكش. "إننا نأمل في تحقيق أفضل تفاهم إقليمي وتعاون اقتصادي بين بلدان المغرب العربي وفتح الحدود(...) فعندما ننظر إلى شمال إفريقيا والمغرب العربي. نجد أن هنالك مؤهلات كبرى كفيلة بضمان النجاح الإقتصادي لهذه المنطقة ". وخلال مكالمة هاتفية لها مؤخراً مع نظيرها المغربي سعد الدين العثماني. أكدت كلينتون أن الزيارة التي قام بها هذا الأخير للجزائر تمثل "دليلاً ملموساً على الرغبة التي تحدو المغرب والجزائر من أجل المضي قدما في توثيق علاقاتهما". وفي هذا السياق يرى العديد من المراقبين في واشنطن أن المغرب العربي مقبل على بداية تحول إيجابي. ومسلسل سيقود لا محالة نحو تعاون مغاربي على المدى القصير. وبحسب التونسي نجيب عياشي رئيس المركز الأميركي للتفكير حول المغرب العربي. فإن شعوب المنطقة آخذة في النهوض بدولها تدريجياً وأن ذلك سيقود. وفقاً لإرادة الشعوب. نحو تعاون مغاربي أكثر كثافة وأكثر قرباً". ومن جانبه يرى جو غريبوسكي رئيس المنظمة الأميركية غير الحكومية. (معهد الديانة والسياسة العمومية). أن الملك محمد السادس يقود دبلوماسية "ناجعة" تروم تحقيق اندماج حقيقي للبلدان المغاربية. في إطار دينامية حميدة تؤشر على أن المنطقة بكاملها مقبلة على تحول هام. وأوضح غريبوسكي أن "هذه الدبلوماسية الناجعة تتجلى أساساً في الزيارة التي قام بها مؤخرا للمغرب الرئيس التونسي السيد منصف المرزوقي. وكذا في الزيارة الناجحة التي قام بها للجزائرالسيد سعد الدين العثماني". وأضاف. في هذا الصدد. أن الاندماج المغاربي يجب أن يتم عبر استخلاص الدروس من تجارب التكتلات الإقليمية الأخرى مثل الاتحاد الأوربي مؤكداً على العامل الاقتصادي كمحرك للتقارب بين الشعوب. وأكد أن "الإصلاحات الكبرى التي انخرط فيها المغرب عززت الموقع الريادي للمملكة بالمنطقة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" مبرزاً أن هذا النموذج من شأنه أن يكون مثالاً تقتدي به البلدان الأخرى بهذا التجمع الجغرافي الذي يزخر بالعديد من الثروات الطبيعية والبشرية.