تم يوم الثلاثاء تقديم مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة لتطوان, خلال يوم دراسي بمشاركة السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني الذين شددوا على ضرورة تظافر الجهود لإنقاد هذا التراث الإنساني العالمي. وخصص لهذا المشروع الذي اطلع عليه الملك محمد السادس خلال الزيارة التي قام بها لمدينة تطوان في دجنبر الماضي, غلاف مالي بقيمة 315 مليون درهم. ويهدف المشروع الى إعادة تأهيل الجانب المعماري الأصيل للمدينة وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي وتحسين الظروف المعيشية لفائدة ساكنة المدينة وترميم المباني التاريخية. ويشمل ايضا هذا المشروع الذي سينجز في أجل مداه 48 شهرا (2011-2014) تجديد شبكة توزيع الماء الصالح للشرب واعادة تاهيل البنيات التحتية والمنشآت الدينية بالاضافة الى المراكز الثقافية. وتمتد المدينة العتيقة التي أعلنت تراثا إنسانيا عالميا من طرف اليونيسكو سنه 1997 , على مساحة اجمالية 50 هكتارا, والتي تواجه العديد من الاكراهات المرتبطة اساسا بتدهورالبناء, والخلل المسجل على مستوى الفضاءات العمومية, وتدهور المآثر التاريخية وشبكة الماء الصالح للشرب. ويعتبر هذا البرنامج الذي ستستفيد منه ساكنة تقدر ب26 ألف نسمة, ثمرة شراكة بين العديد من المصالح الوزارية, بالاضافة الى مساهمة وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات والاقاليم الشمالية, ووكالة الحوض المائي للكوس, والمجلس الحضري لتطوان, والسلطات المكلفة بالتدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء, بالاضافة الى المجتمع المدني. وشكلت المدينة العتيقة لتطوان محور العديد من المحاضرات والموائد المستديرة التي خصصت في مجملها للحفاظ على المدينة العتيقة التي يعود تاريخ مسالكها وأزقتها الى نهاية القرن الخامس عشر والتي يتم الولوج إليها عبر سبعة أبواب: باب العقلة وباب السعيدة (عبر الشرق), وباب المقابر وباب الجياف (عبر شمال), وباب النوادر (عبر الغرب), وباب التوت وباب الرموز (عبر الجنوب). وكان خبراء مغاربة وإسبان وأكاديميون وفاعلون في المجتمع المدني قد دعوا خلال الى تدخل من لدن كافة مكونات المجتمع لتفادي حدوث اي تدهور مرتقب بالمدينة العتيقة . ومن بين هؤلاء الخبراء الدكتور امحمد بنعبود, المتخصص في المدينة العتيقة والذي مافتئ يدق ناقوس الخطر والدعوة الى إعداد تصور شامل وإحداث وكالة مستقلة للحفاظ على المدينة, عبر احداث مراكز لشرطة القرب, وتهيئة وترميم الأزقة التجارية الكبرى, وتنظيم السير للمارة وتدعيم المنازل الآيلة للسقوط وذات القيمة التاريخية, بدعامات. ومن بين الأولويات التي ذكرها بنعبود الذي يعمل ايضا استاذا جامعيا بكلية الآداب بتطوان, تجديد الشبكة القديمة للتزود بالماء التي تعرف عند العامة بماء "السكوندو". ماء "السكوندو" الذي يعتبر مفخرة سكان مدينة تطوان والذي يعود تاريخه إلى أزيد من ثلاثة قرون, حيث كان يزود المنازل والعديد من النافورات بالماء عبر القنوات التقليدية التي تضفي جمالية وسحرا على المدينة. وجدد بنعبود النداء أيضا لترميم المقبرة الإسلامية وإحداث متحف مخصص للمطمورات, وهي حفر أرضية تمت تهيئها من طرف المستعمرين الإسباني والبرتغالي اللذين حولاها الى سجون في القرن الثامن عشر, وتحولت إحداهما الى كنيسة بنيت بسواعد السجناء .