يوميات حملة انتخابية 10 اليوم العاشر خلال اليوم العاشر من الحملة الانتخابية، خلقت حركة 20 فبراير الحدث بمدينة تطوان، حينما تظاهرت لليوم الثاني على التوالي، في مسيرة حاشدة اتجهت من ساحة مولاي المهدي في اتجاه باب العقلة مرور بالمدينة العتيقة، رافعة شعارت تدعو إلى مقاطعة الانتخابات. وفي صبيحة نفس اليوم حلقت طائرة وزارة الداخلية فوق سماء مدينة تطوان، مخلفة وراءها الآلاف من المنشورات التي تدعو المواطنين للتصويت بكثافة يوم الاقتراع للمساهمة في مغرب التغيير. إن هذه الحدثين خلفا نقاشا واسعا بين المواطنين بمدينة تطوان، بخصوص أي من النداءين يمكن اختياره. فأنصار الخيار الأول يرون بأن نوعية الأسماء المرشحة بإقليم تطوان كفيلة وحدها كي يقاطع المواطنون هذه الانتخابات، بينما يرى آخرون يدافعون عن نفس الطرح، بأنه لا بد من إعادة النظر في الأحزاب الحالية، لأن أغلبيتها مفروضة على الشعب المغربي بعد صنعها من طرف الإدارة، كما يجب إقرار الديمقراطية داخل الأحزاب وتنقية صفوفها من الانتهازيين والفاسدين، حتى يطمئن الشعب إلى مصداقية المرشحين الذين تقترحهم، ويذهب إلى صناديق الاقتراع. وفئة ثالثة، ترى بأن الخلل يكمن في كون النظام السياسي يعتمد ديمقراطية شكلية، وانتخابات متحكم فيها، وبالتالي لا داعي للمشاركة ما دامت النتائج محسومة سلفا. بينما المدافعون عن التصويت المكثف يرون أن المشاركة في الاقتراع هو الوسيلة الوحيدة لقطع الطريق على المفسدين وسماسرة الانتخابات، وأن التغيير الحقيقي لا يمكن إقراره دون مشاركة الجميع. وأن هذه المشاركة هي التي ستكون كذلك عائقا حقيقيا في وجه من يريدون التحكم المسبق في نتائج الانتخابات. ربما لأول مرة في تاريخ المغرب، سوف تصبح المشاركة في عملية الاقتراع أو مقاطعتها تتم عن وعي مسبق، وليس باللامبالاة، وانعدام الحس السياسي، فلقد أصبح العديد من المواطنين يدركون أن التغيير السياسي قادم لا محالة، وأن ربيع الديمقراطية بالمغرب لا بد أن يزهر بطريقة تدريجية ومتوافق عليها، قبل غيره من الدول العربية التي ما زالت تعاني من مخلفات الثورات الشعبية. بعيدا عن هذا النقاش السياسي الدائر بين المواطنين، أصبح يتداول في أوساط المتتبعين للشأن الانتخابي، اللجوء المفرط للمال من طرف بعض اللوائح من أجل شراء أصوات الناخبين. عن طريق الوسطاء والسماسرة، بينما المواطن العادي، ما زال يتساءل أين هم المرشحون.؟ لماذا لا يقومون بالحملة بأنفسهم، مفضلين الانزواء داخل المقرات الحزبية ؟ وما الذي يدفعهم للخوف من مواجهة الجماهير ؟ في خضم هذه الحملة ينتظر أن يقوم وكيل لائحة "السفينة" محمد كركب، يومه الثلاثاء 22 نونبر الجاري، بندوته الصحفية الثانية، التي سيخصصها لاستعراض الخروقات التي قامت بها اللوائح المنافسة. فيما سيكون يوم الأربعاء مخصصا للمهرجان الخطابي الذي سينظمه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتأطير حسن طارق عضو المكتب السياسي للحزب، وينتظر في نفس الإطار أن يقوم أنصار لائحتي "الوردة" و"الكتاب" بمسيرة انطلاقا من محطة "ّالردام" بالطريق الدائري في اتجاه وسط المدينة، بينما سيكون اليوم الأخير من الحملة الانتخابية موعدا لمهرجانين خطابيين الأول لحزب العدالة والتنمية والثاني لحزب التجمع الوطني للأحرار. سليمان الخشين .