يوميات حملة انتخابية اليوم الثامن "الشعب يريد الطالبي والبكوري" هذا هو الشعار الذي كان يردده العشرات من الشباب المستخدمين في الحملة الانتخابية لحزب "الحمامة" وذلك مساء اليوم الثامن من الحملة الانتخابية، بمناسبة المهرجان الخطابي الذي نظمه الحزب لتقديم مرشحيه، وشرح مضامين برنامجه الانتخابي. لقد غصت سينما أبينيدا بالمئات من الشباب والأطفال الذين تم تجنيدهم لحضور هذا المهرجان، فالهدف كان واضحا، وهو أن تكون القاعة ممتلئة، أما نوعية الحاضرين فإنها غير مهمة، لأن الكم هو الأهم، الحزب يريد أن يثبت للجميع أنه "ما زال بخير" ولا يقل شعبية عن "العدالة والتنمية" لقد ملأ الشباب المتحمس القاعة ضجيجا بهتافات شبيهة بالتي ترفع في مدرجات ملعب "سانية الرمل"، ولم تترك لنا الفرصة لنستمع إلى البرنامج العام للحزب الذي تعاقب على تقديمه الوافدان الجديدان من حزب "البام" وقبله حزب الاستقلال، زين العابدين الحسيني ومحمد بنونة، اللذان كان إلى غاية الأمس القريب يوقعان على التحالف الذي عقدته معظم أحزاب مدينة تطوان ضد لائحة "الحمامة". لقد كان من الضروري دفع الوافدين الجديدين إلى الواجهة ليتضح للجميع أن الحزب منفتح على الكفاءات، وكان من الضروري كذلك الحرص على حضور الذين أعلنوا عن توبتهم من"20 فبراير" ليبين للمخزن أنه حزب "قاد بشغلو" ويساند الدولة في محنتها. كما كان من الضروري حضور المنسحبين من حزب "اليد في اليد" ليبين الحزب للعالم أن الذين رفعوا صور رموزه في تظاهرات 20 فبراير كان مضللين. (بفتح اللام الأولى). إن وكيل لائحة حزب الحمامة يتقن خلط أوراق اللعبة السياسية جيدا، ولا بد له من توظيف جميع الأوراق المتاحة لبلوغ قبة البرلمان، "فالغاية تبرر الوسيلة" لذلك لا حاجة به لكي "يصدع راسو" في خطبة رنانة، لن يستوعبها المجندون في الحملة الانتخابية، فخاطبهم على قدر عقولهم "اللي باغي رخصة البناء يصوت على الحمامة، واللي باغي الما والضو يصوت على الحمامة، واللي باغي يخدم يصوت على الحمامة، واللي باغي مدخول قار (ربما يقصد الدكاكين) يصوت على الحمامة واللي باغي المغرب التطواني تربح البطولة، يصوت على الحمامة، إذا كنتم مدريديين، فالريال سيربح الليلة ب 5-0 وإذا كنتم كطالونيين، فإن برشلونة ستفوز ب 5-0، وإذا صوت الجميع على الحمامة، فإن الأحرار سيفوزون على باقي الأحزاب ب 5-0." لقد اطمأن وكيل اللائحة إلى الحضور المكثف "لشباب الحملة"ّ وطمأن الجميع بأن أصوات العالم القروي "ما زالت في الجيب" بحضور رؤساء الجماعات القروية، رغم كيد الكائدين. لن نلوم وكيل اللائحة على هذا الاختصار، ولكن على الأقل كان على الرجل أن يتذكر بأن هذه الانتخابات تشريعية وليست جماعية، حتى يعد الناس برخص البناء وبحل مشاكل المواطنين مع شركتي أمانديس وتيكميد. في الحقيقة، لم نكن نتوقع هذا الخطاب من القيادي التجمعي، الذي يأتي في المرتبة الثانية في حزبه بعد مزوار، كنا ننتظر خطاب رجل دولة، يحلل المشهد السياسي المغربي بعد إقرار دستوره الجديد، ويبين الإكراهات التي يعرفها الاقتصاد المغربي (ما دام وزيرا سابقا للشؤون الاقتصادية) والاختلالات التي تعرفها الإدارة المغربية (ما دام خبيرا في الحكامة الرشيدة) ويشرح كيف ستعمل الحكومة التي سيقودها صلاح الدين مزوار من أجل بلوغ معدل نمو مرتفع كفيل بتشغيل 200 ألف معطل كل سنة، ويضمن السيولة المالية للتعويض عن البطالة والزيادة في الحد للأجور... إن المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار، بحضور شخصية بارزة في قيمة "الطالبي العلمي" لا تبشر بأن المغرب متجه فعلا نحو التغيير الحقيقي المأمول الذي ينشده المواطنون، وبالتالي يحق لنا أن نصف، على غرار، الاقتصادي "ادريس بنعلي" الحملة الانتخابية الحالية، بأنها سباق نحو الابتذال، كما ورد في عدد اليوم من جريدة المساء. في الأخير، لا بد أن نؤكد بأن الحملة الانتخابية في يومها الثامن قد شهدت تصعيدا من طرف الأحزاب المتنافسة ولا سيما من طرف حزب الحمامة على إغراق جدران الأحياء الهامشية، والمدينة العتيقة بملصقاتها، الشيء الذي يتوجب معه أن تقوم معه السلطات المحلية في تكثيف حملاتها لردع كل المخالفين لمقتضيات قانون الانتخابات. سليمان الخشين لتطوان نيوز