أنا ابن البحر،لا أتصور نفسي بدونه ،إذا أردت أن تعذبني يكفيك أن تفرض علي السكن في مدينة لا أفتح فيها عيني على البحر...انا من البحر لكن جذوري جبالية. اذكر من طفولتي أبا يكنى الغزاوي _رحمه الله _يأخذني في فصل الشتاء بسيارة رونو4 الشهيرة نحو قبيلتنا ،عبر عبر طريق وزان، نقف في مكان يسمى "الزيتونة" نقطع الوادي ونمشي ونمشي ونمشي على أقدامنا في الجبال لساعات (وانا الصغير) قبل أن نصل إلى مدشر"النجارين" (يقول لي القوم .أجدادكم يرتطبون أصولا بالأمام علي كرم الله وجه،أحس بفخر لا يصدق، لذلك عندي محبة ال البيت لا تقارن. ). مرتين" اعتقلتني" مند طفولتي ولم تسمح لي" بالطيران" ، حالت بيني وبين فرص كثيرة .لولا ذلك لكنت اللحظة في ديوان وزير أو وزيرا حتى ... هل ذاك يؤلمني ؟أبدا،أبدا. ابدا ... ولا اريد عنه بديلا. ( أو لست عاملا على مرتين وملحقاتها الجبلية والاوربية هههههه) لم اذهب كثيرا لجبالنا وحتى بقايا "البركة" هناك أكاد أضيعها بكسلي وتقاعسي.تصر امي مرارا علي للذهاب الى غزاوة "أرض اجدادك وزيتوناتهم تضيع يا ولدي. متى تذهب؟". سأذهب. سأذهب وكأني املك عمر الدنيا!!!يا لغباوتي.. الاسبوع الماضي حملتني شلةrando rio Martin لعشاق رياضة المشي إلى جبال غزاوة المجاهدة .دلفنا عبر باب تازة ثم فيفي بالسيارة ومنها انحدرنا مشيا في اتجاه سيدي" علال الحاج" البقالي .يقولون انهم يحييون ليلة سابع المولد هنا بطريقة صوفية رائعة .انا اقرب الى "السلف " ولكن ذلك لا يمنعي من حضور الليالي اردد مع "الطولبا" القراءة" باللغط" الجبلي الجميل واحفظ الأذكار والأناشيد اردد منها ما لا يعارض قناعاتي العقدية.. واسكت عن الباقي .. شلة المشي ساقتني نحو مرتفعات غزاوة يا لروعتها يا لجمالها يا الله كم هي أرض أجدادي فاتنة ..!!!! ذاك الشاب "الياس" اعطانا لبنا وخبزا وشرح لنا عملية تعصير الزيت على الماء .. .عثمان صاح فينا "انظروا.. .حتى نساء المدينة لم يعدن يطبخن الخبز بحبة الحلاوة"!!! ".... الياس" نظر الي بامتعاظ :" لا تكرر مرة أخرى سؤالك عن الثمن ...لا نحب ذلك ". أحسست بالفخر الغزاوي وبالعلية أمام الأصدقاء " غمارة وروافة..." نور الدين نظر إلى السماء التي تعانق قمة الجبل مبتغانا في هذه الرحلة. "هنا تنتهي مسيرتي .سأعود ونلتقي بعد عودتكم في باب تازة ..." نظرت إلى فارس والإدريسي والى قمة الجبل البعيدة ..سنستمر ... صوت المياه قوية وكأنك تمر على شلالات لا تتوقف ..هي شفاء ولذة .من لن يتذوق ماء باب القرن ؟. كرماء اخرون خرجوا من منازلهم .عرضوا علينا الأكل ..وودنا لكن الجبل كان امامنا يخيفنا ويعجل علينا بغوره...ليست لنا خريطة ولم يسبق للاصدقاء أن امتطوه من هذه الطريق الوعرة .ولتكتمل فرجتنا تركنا "الامارة"مقسمة بين خليل وعبد الكريم(مول جافيل) ويا لها من معارك وخطط حول افضل الطرق إلى القمة ..وياما عانينا وياما ضحكنا .والأهم تعبنا بشكل جنوني حتى سقط مني الهاتف اللعين (استغل الفرصة خليل ونزل درجات من الجبل ليعود به ومعه وعد مني بزلافة حريرة وسندويتش spéciale هههههه). عدنا ادراجنا بعد تسع ساعات مشي . ورغم الام قدمي .أحسست بلذة ونشوة. ....في الليل قلت" للصغير خاي محمد :."لك أرض وجبل تمتد في عروقك؛ ولك اصل لا تضيعه مثلي؛ .لا ضير أن يكون البحر منزلك ، ولكن تذكر أن جبال غزاوة واشجارها وخبزها وناسها جزء من وجودك فارجع لزيارتها كل مرة.