تفعيلا لقرارها، بشأن إحداث مؤسسة التهامي الخياري، للدراسات والأبحاث، إكراما للفقيد، ووفاء لإيمانه، بأهمية البحث العلمي، في تحقيق التقدم، وإنجاز مهام التنمية، وبعد سلسلة مداولتها المستفيضة، في الموضوع، تعلن الأمانة العامة، لجبهة القوى الديمقراطية، أن للجنة التحضيرية التي أسندت إليها مهام، هذا التأسيس، تعقد أول اجتماع لها، يوم السبت المقبل 7 أبريل 2018، بمدرج بول باسكون، بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بالرباط. والمبادرة مفتوحة، في وجه كل الباحثين، من مختلف المشارب والتخصصات العلمية، بهدف الإعداد الأنسب،لإخراج هذا المشروع البحثي، الى الوجود،وكذا كل الملاحظات والتدقيقات الضرورية لإنجاح هذه المبادرة العلمية.
نبذة عن حياة التهامي الخياري. 1943 تازة - 23 فبراير 2013 الرباط
تمثل شخصية الفقيد التهامي الخياري، نموذج الإنسان المغربي، المرتبط بالأرض، المتشبع بروح الوطنية الحقة ومثال الانتماء اللا مشروط، المنخرط في صلب قضايا وانشغالات المجتمع. ساهمت في تشكيل معالم شخصيته الفذة، نشأته في كنف أسرة مقاومة، دافعت عن حرية البلاد، وحاربت الوجود الاستعماري، بروح مخلصة للوطن ولثوابت الأمة المغربية، وهو ما أهله لينخرط، في مسارات النضال، ويرتمي في أحضان عمل الحركات الطلابية، الجمعوية، الحقوقية، المهنية، والسياسية، عبر مختلف محطات حياته، ومن خلال المواقع والمسؤوليات التي تدرجفيها تلميذا طالبا، أستاذا جامعيا، ومسؤولا سياسيا، جمعويا، وفي دواليب الإدارة. كما ساهم مساره التعليمي الابتدائي والثانوي والجامعي بدء من مسقط رأسه تازة، مرورا عبر أزرو وفاس، ثم الرباط والدار البيضاء، وفرنسا، من تكوين وإنتاج إنسان مغربي، مؤهل للقيادة والتدبير والمسؤولية، ومراكمة التجارب والخبرات، على كل الواجهات، فجاءت شخصيته مزيجا يلامس تطلعات الإنسان المغربي، الذي يحمل هم الأسئلة والإشكالات الحقيقية، التي تقض مضجع المواطن المغربي البسيط، المتواضع، والتواق للأفضل، ويترجم نبض المجتمع، الواعي بواقعه، المتطلع للإسهام في الرقي به، عبر كافة قنوات العملوالمواجهة، المشروعة والمتاحة، ثقافيا، اجتماعيا، نقابيا وسياسيا. وما يبرهن على امتلاك الفقيد التهامي الخياري، لمقومات الشخصية المتميزة، في حياته، موسوعية ثقافته، وغنى وتنوع مشاربها، وهو ما تجسد في رويته الثاقبة، وفكره المتقدم، وتدبيره السديد، ومواقفه المنتجة للقيمة المضافة، بما شكله من قوة اقتراحية، تنضح بالفكر والتحليل ووضوح الرؤيا. لقد استطاع الفقيد، أن يجعل من عصارة زاده الفكري والمعرفي، الوصفة المناسبة، لبلورة تصور متجدد للعمل الفكري، المؤطر للفعل النضالي والسياسي، على امتداد مراحل ومحطات، حياته. والأكيد أن نسيج علاقات التهامي الخياري مع كل من جايلوه، سواء عبر نضاله الطالبي، النقابي، السياسي، الحقوقي، المثقف الأكاديمي والجامعي، البرلماني والوزير، يشهدون للراحل، بخصاله العالية، خاض نضالات بإخلاص وشجاعة من اجل محاربة الظلم وصيانة وحدة واستقلال البلاد والدفاع عن حقوق الإنسان. كما تجمع هذه الشهادات على كون الفقيد، أحدالرجالات الذين ساهموا في صنع التاريخ المغربي المعاصر، وباعتباره رقما كبيرا في الحركة التقدمية المعاصرة،وبالدور الذي لعبه كواحد من الاقتصاديين المغاربة الأوائل الذين أسهموا في تقدم الفكر الاقتصادي المغربي، يتمتع بفكر عميق يوظفه بشكل جيد في التحليل والاستشراف، مثلما كان يتحلى بشجاعة قوية كلما تعلق الأمر بالثوابت، ويجسد جزء هاما من التراث النضالي في المغرب. والفقيد التهامي الخياري حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ودبلوم الدراسات العليا بجامعة "غروبوبل" بفرنسا، والدكتوراه بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. عمل أستاذا جامعيا للعلوم الاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. وبحس رجل الثقافة والفكر، والأستاذ الجامعي والأكاديمي، حرص الفقيد، على إصدار مجلتي الاقتصاد والاشتراكية ناطقة بالفرنسية، والاقتصاد والمجتمع ناطقة بالعربية بصفته مديرا لهما، وساهم بأبحاث ودراسات علمية بعدة إصدارات، كما كان المدير المؤسس لجريدة المنعطف لسان حال جبهة القوى الديمقراطية. شغل الفقيد، إبان حياته، مناصب كثيرة، منها منصب وزير للصيد البحري مارس 1998شتنبر 2000، وزير للصحة شتنبر2000نونبر 2002. ونائب برلماني عن دائرة تاملالت بإقليمقلعة السراغنة لولايتين تشريعيتين. كما انتخب نائبالرئيس مجلس النواب. وعمل الفقيد رئيسا لقسم الدراسات بالمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز تانسيفت. كما خبر الفقيد المسؤولية في المجال التنظيمي والمجتمع المدني كرئيس جمعية فريواطو لتنمية إقليمتازة،رئيس شرفي للفدرالية الوطنية للفلاحين بالمغرب،نائب رئيس جمعية الاقتصاديين المغاربة،نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب،وعضو بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. وفي العمل السياسي انتخب الفقيد عضوا بالديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ثم انتخب كاتبا وطنيا لجبهة القوى الديمقراطية، إلى أن توفي بتاريخ 23 فبراير 2013 بالرباط.