ودع قياديو ومناضلو حزب جبهة القوى الديمقراطية، أمس الأحد، جثمان كاتبهم الوطني التهامي الخياري، الذي توفي ليلة الجمعة - السبت بالرباط، بعد صراع طويل مع المرض عن سن تناهز 70 سنة. وووري جثمان الراحل في موكب مهيب، أمس الأحد، الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط، شاركت فيه قيادة جبهة القوى الديمقراطية، وزعماء العديد من الأحزاب السياسية، وشخصيات حكومية، بالإضافة إلى العديد من المناضلين. وفي بلاغ نعي الراحل، أعلنت الأمانة العامة للحزب، أنه "بقلوب يملِؤها الحزن والأسى تنعي الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية إلى كافة مناضلات ومناضلي الحزب وإلى عموم الرأي العام الوطني الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية التهامي الخياري، تغمده الله برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته". وأضاف البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه "أمام هذا الرزء الجلل والخسارة الفادحة، والفاجعة التي ألمت بنا بفقدان الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، القائد السياسي المتبصر، والمناضل التقدمي، وأحد أبرز المدافعين عن قيم التحرر والحداثة وكرامة الإنسان المغربي، نسأل الله أن يلهمنا وذويه الصبر في فقدانه، وأن يكون لنا سندا وخير معين في مواصلة أداء الرسالة النبيلة التي كرس حياته لها منذ مطلع شبابه، والسير قدما بثبات على نهج خطاه لبناء مغرب المواطنة والحداثة وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والمساواة، مجددين العهد لروح الفقيد بعزمهم على الوفاء للرسالة التي نذر نفسه لها، والحفاظ على المبادئ النبيلة التي ألهمت مسيرته النضالية الحافلة". وكان الخياري قدم استقالته من الأمانة العامة للجبهة بعد نتائج الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر 2011، معبرا عن رغبته في الاعتزال السياسي، لكن تمسك المناضلين به جعله يتخلى عن فكرة الاعتزال. انخرط الراحل، المزداد بمدينة تازة، سنة 1943، مبكرا في النضال السياسي، منذ أن كان طالبا جامعيا بمدينة فاس، إذ تحمل مسؤولية نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وانخرط في العمل السياسي إلى جانب رفيقه في النضال علي يعتة في الحزب الشيوعي المغربي، "حزب التقدم والاشتراكية" حاليا، الذي تحمل فيه مسؤولية العضوية في الديوان السياسي، قبل أن ينشق رفقة بعض رفاقه ليؤسس الجبهة، سنة 1997. ساهم الراحل في صنع "التناوب التوافقي"، وشارك في حكومة عبد الرحمان اليوسفي سنة 1998 وزيرا للصيد البحري ثم الصحة. وكان الخياري مهووسا بتوحيد اليسار المغربي، كي يتحول إلى قوة قادرة على النهوض بالبلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وشارك في بعض مبادرات توحيد قوى اليسار، أغلبها مع حزب التقدم والاشتراكية. عمل أستاذا للعلوم الاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة٬ ورئيسا لقسم الدراسات بالمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز تانسيفت٬ ورئيسا لجمعية فريواطو لتنمية إقليمتازة٬ ورئيسا شرفيا للفيدرالية الوطنية للفلاحين بالمغرب، وعضوا بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سابقا. وكان الراحل، بحكم تكوينه، منشغلا كثيرا بالشأن الاقتصادي الوطني، من خلال نشاطه ضمن جمعية الاقتصاديين المغاربة، وإصداره لمجلة الاقتصاد والمجتمع.