أتذكر اليوم بأنه قبل 10 سنوات، لقيت بشرى المريوتي، أول مغربية لقت حتفها بمعبر العار، جراء التدافع حين كانت تكسب قوت يومها كحاملة لرزم السلع المهربة من سبتة إلى تطوان. كان للحدث وقع الصدمة لدى الرأي العام المغربي والاسباني والدولي. أجرينا تحقيقات حول الحادث وأسبابه، سواء لدى الإعلام الدولي أو المغربي. وتم طرح سؤال بالبرلمان الإسباني، وحلول لجان تحقيق. خرج حينها الآلاف من ساكنة مدينة الفنيدق في مسيرة احتجاجية وهم يشيعون جنازة الفقيدة حيث سلموا نعشها إلى سلطات المعبر الحدودي. اليوم، تلقيان مغربيتين اخريتين حتفهما بنفس المعبر وبنفس الطريقة.. وسط صمت مهيب وسط المغرب وإسبانيا و تجاهل تام من طرف الهيئات الحقوقية. هل بلغنا مرحلة التطبيع التام مع الذل والموت والإهانة.. هل يعقل ان نلوذ بالصمت والتجاهل؟ هل قدر المغاربة هو التطبيع مع الموت.إنهما مغربيتين لقيتا حتفهما جراء سياسة التفقير والتهميش والتمعن في الإذلال من طرف الدولة المغربية.