علمت «المساء» أن الغرفة السادسة في محكمة سبتة قررت حفظ ملف وفاة المغربيتين الزهرة بودغية وبشرى المريوتي، اللتين ليقيتا حتفيهما رفسا واختناقا يوم 25 ماي من السنة الماضية على سلالم «البيوت» في سوق تاراخال في مدينة سبتة، خلال قيامهما بحمل السلع من سبتة إلى تطوان. ووفقا لمحاضر الاستماع المأخوذة عن جميع الأطراف المتهمة بتحمل المسؤولية عن وفاة المغربيتين، فإن الحادث لا يتحمل مسؤوليته أي مسؤول عن السوق، سواء كان أمنيا أو مدنيا. ولم يستطع أي شاهد من الشهود الثلاثة الذين عاينوا الحادث تقديم أي دليل مادي يحمل المسؤولية لأي طرف بالتحديد، أو يكشف عن ملابسات وظروف حالة التدافع الكبير التي أدت إلى وفاة المغربيتين. وكانت الضحية الزهرة، البالغة من العمر 53 سنة والتي كانت تقطن بحي «كونديسة» الشعبي بمدينة الفنيدق، قد لقيت حتفها رفقة زميلتها بشرى، 33 سنة، بينما هما تنزلان عبر سلالم سوق تاراخال، بسبب التدافع الكبير الذي حدث حينها. وكانت الزهرة قد شرعت في التعاطي لمهنة حمل رزم الأمتعة المهربة من سبتة إلى تطوان بعد طلاقها من زوجها منذ 20 سنة، حيث قررت الخروج للعمل في المعبر الحدودي باب سبتة لتضمن قوت عائلتها بشرف، فالمرأة فضلت تحمل الإهانات اليومية التي تلقاها على يد الشرطة الإسبانية أو المغربية فجر كل يوم أثناء دخولها إلى معبر «البيوت»، الذي يؤوي أكبر مخازن السلع الإسبانية، لتمريرها إلى المغرب مقابل 50 درهما للرزمة، علما بأن وزن كل رزمة يفوق 30 كيلوغراما. أما الضحية الثانية فلم تكن أوفر حظا من زميلتها، فالشابة بشرى المريوتي عرفت المصير نفسه، بسبب التدافع الكبير الذي يحدث بين المتعاطين لحمل السلع المهربة. وكانت الضحيتان تتوجهان في الرابعة صباحا من كل يوم إلى سبتة لحمل رزم الألبسة من ممر «البيوت» إلى سوق الفنيدق، حيث تسلمانها إلى أصحابها، لتعودا مجددا إلى المنطقة، من أجل تكرار العملية مرتين أو ثلاث مرات يوميا.