رحمه الله أيام كان وزيرا للتعليم في سنة 1967 كنت ضمن أسرة التعليم بمدرسة سوق السبت أولاد النما . نحو ( 40 كلم ) عن مدينة بني ملال . كل شيء كان جميلا ورائعا في البداية بهذه المؤسسة ، على الرغم أن التعليم في هذا الوقت كان يمربفترة حاسمة ، نظرا لإقبال وزارة التعليم على إصلاح أطرها وتجديدها ، وقيام بعض الإنتهازيين من مفتشي التعليم ومديري المدارس الإبتدائية باستغلال هذه الفرصة التاريخية للإبتزاز وجمع الرشاوي من المعلمين . وهو ما شغلني وجعلني أفكرفي طريقة أفضح بها هذه العصابة ، وأبلغ بها الوزارة ، ضانا مني آنذاك أنها لا تعلم شيئا عنهم . ففي يوم الخميس 27 أبريل 1967 إنقطعت عن عملي من تلقاء نفسي وسافرت الى مدينة الرباط . حيث كنت في اليوم الموالي حوالي الساعة 8.30 أمام باب وزارة التعليم . وبمجرد وصول السيارة التي تقل الوزير ، قفزت نحوها وأنا أصرخ سيدي الوزير .. سيدي الوزير أحد الحراس حاول منعي من الإقتراب .. لكن الوزير قال له : خليه .. خليه .. قلت بصوت عال : الرشوة .. الرشوة معالي الوزير قال : عندك الحجج ؟؟ ! قلت : نعم .. أنا شاهد عيان .. قال للحارس : أديه عند السي أحمد أقلال ( وهو مدير ديوانه آنذاك ) . هذا الرجل إستقبلني بإدب ودامت مقابلتي معه ساعتان ، أطلعته على كل ما يجري من تجاوزات في التعليم ببني ملال . وبعد ذلك أحالني على السي أحمد اليمني ، رئيس المفتشين آنذاك ، وقد إلتحق الآن بالرفيق الأعلى . واستمع إلي بدوره ، لكنه لم يعري الموضوع أي اهتمام ، وفي الأخير قال لي : أخرج علي أمتبقاش تجي عندي ، وسد الباب في وجهي . انتهت الشكايات دون نتيجة ودون أن ينصفني أحد ، وبقيت : ( لا ديدي لا حب لملوك ) . وأخيرا لجأت إلى الديوان الملكي عند مولاي حفيظ العلوي رحمه الله . الذي استمع الي وأخذ شكايتي مع قصيدة شعرية في الموضوع بكل عناية ، بل ووعدني خيرا . بعض الأبيات من القصيدة : جودي يااااااااسماء .. سماء بني ملال جودي ولا تجمدي .. بربك وحق المظلوم أنصريه ولا تخمدي ألست بربك أرض الفدى والأطلس والسؤددي ؟ جودي فإن القرآن دستور الحسن البطل الماجدي جودي ياسماء الرحمن بعقوبة أوإنذار أو تأدبي .. لإخوان لنا انتهزوا فرصة إصلاح أطرالوطن الخالدي . بعد خمسة عشر يوما من إيداع الشكاية بالديوان الملكي ، فتح التحقيق فيما يجري ويدور بنيابة بني ملال . وعلى ضوء ذلك تم تعييني من لدن رئيس الموظفين بالوزارة آنذاك ، ( سي أحمد لخصاصي ) بمدينة تازة . لكن لدى حضوري عند رفظت هذا التعيين ، وتركته على مكتبه وخرجت . وفي أخبار ذلك المساء سمعنا تعديلا جديدا في وزارة التعليم ، فقد تم تعيين ثلاث وزراء لها : وزير إبتدائي وثانوي وعالي . بعد أسبوع من هذا التاريخ تم تعييني من جديد بمدينة مراكش ، والتحقت فورا