في ليلة الختام ،اعتلى داك القادم من عمق "مالي التاريخ والفن "، مسرح اسبانيول وعلى عادة المكرمين الكبار منحت له جائزة "زرياب للمهارات" ليلحق بركب عمالقة الفن الحاملين لها . قامته الطويلة المتناسقة ولباسه الافريقي الجميل وبصحبة زوجته الفنانة معه ذات الصوت القوي النافد بلجهة أهل بلدها مع مفردات محشوة من العربية ؛شكلا حدث الختام .حمل الرائع "باسيكو كوياطي"الته الوترية المسماة ngoni (نكوني) واصطفت الى جنبه زوجته (اعتدر لم احفظ الاسم )وارخى للوتر حرية العقد والطلق ، وياله من روعة .وحتى يكمل تمازج الأرواح دعا صديقه وحليفه المبدع والفنان المغربي الذي عاش عقدين بين فنون افريقيا عبد المجيد بقاس والذي نجح في المزج fusion ليمتطي الى جنبه بالة العود مسرح تطاون ..من منكم سمع البلوز الافريقي بالات تراثية ؟ انها الروعة والفن الجميل .( يا رشيد انت الذي يتذوق الفن اضعت البارحة امسية خالدة) باسيكو كوياكي قال لي..:"ليس علينا ان نحمل الات النغم الغربية لنتواصل فنيا.نحن نملك تاريخنا وذواتنا وابداعتنا وقد نمزج، وفي نفس الوقت نحافظ على تراثنا ونطوره كما فعلت مع الة نكوني ..) ليلة ختام المهرجان طربنا كثيرا وشخصيا وددت لو ان ادارة المهرجان خصصت لنا ولو بعد حين سهرة خاصة لهذا الرائع ومجموعته المكتملة . باسيكو قال للحاضرين( انا سعيد جدا ..أريد ان امتلك منزلا في تطوان وان اسكن معكم..)يبدو ان غرام ابنة غرناطة قد اوقعه واهله .من يدري لعلنا غدا نسمع لالة ngoni ومثيلاتها وقعا بين ازقة المدينة التاريخية، ونسمع عن مدرسة للفن الافريقي على ضفاف وادي مرتيل..من يدري؟ الاحتفاء بختام الدورة 19 لمهرجان العود العالمي بدأ بطرب المدرسة العراقية الرائدة وطبعا عود العراق له وقع بحجم باقي الدول بل ان رواده اشهر من الشهرة .ولعل ناصر شمة كفاية الان بالمثال.البارحة حضر لتطوان سفير العود العربي الاستاذ صادق جعفر .تتلمذه على يد اساتذة العراق الكبار مكنه من ولوج عالم الابداع ومن تلك الولادات اتحفنا الليلة بمقتطفات من ابداعاته .تمكنه من الالة وحسن مزج فرقته لالات اخرى اكدت ان اختيار صادق ومجموعته كان صائبا .الجمهور تفاعل مع فنه وأكيد أننا سنراه مستقبلا في تطوان وهو يريد ذلك فقد قال ان شهرة مهرجانكم هذا وصلت الى كل الدول. وعلى قاعدة أهل الدار اولى بالاطراب.برمجت ادارة المهرحان في ليلة الختام ابداعا تطوانيا خالصا . الاستاذ عبد الاله مصواب ومجموعته وتر تهتم بالتراث وتنفتح على تجارب دولية . والمجموعة التي ضمت فنانين رائعين، امتعوا الجمهور بقطع من ابداع مصواب : وحي البحر .ثم سماعي ...واعترافا بدور الرواد قدمت المجموعة كشكول اهداء لاحد اعلام الموسيقى المغربية الراحل الراشدي. ليلة ختام مهرجان العود الدولي بتطاون كانت بالفعل رائعة واكيد ان الادارة المشرفة بصمت بمداد من فخر على لقاء فني للموسيقى العالمة .وأكيد اننا سننتظر بشوق الدورة القادمة من هذا المهرجان الراقي .فتطاون الحضارة تقول لكم :نحن هنا نختار لاسماعنا .. لكم الف تحية في انتظار القادم.