...في البداية كانت الكلمة أو ربما الموسيقى أو ربما هما معا....وفي البداية كان العشق بأبهى صوره وتلاوينه... ذات قالت الملكة فيروز : اعطني الناي وغني فالغناء سر الوجود... وقال أهل" تطاون" العامرة عشقنا كذلك يشمل السلطان : سيد الآلات : العود ، وحتى نبين الأمر سنعقد لسيادته كل سنة مهرجان عالميا ، وسنرعاه بأبهى الحلل وسنخصص له أحسن الفصول وسنؤثث له أفضل الفضاءات، وطبعا سنستدعي له أجمل العرسان... أمسية العشق الأول في سهرة الافتتاح بمعلمة " اسبانيول"كانت مزكرشة بألوان زاهية ، فضاء أثث بطريقة جميلة :اختيار مناسب للألوان ,ولتقنيات الصوت،وديكور يواتي سيولة نغم العود " ورهطه"،ووسط " الحلقة" توالت في الأمسية الأولى صفوف العرسان ، قدمت من تركيا ومرورا بلبنان-بعدما شبع السوبرا من مدارس الغرب-لتستقر عند سيد العود عالميا واسمه الشرايبي من بلد المغرب الأقصى. وبين هذه اللحظات العشقية كان لأهل تطوان موعد خاص لضيف كبير وعزيز ، فنان بصم بمداد من ذهب مراحل عديدة من الموسيقى المغربية :الموسيقار محمد بلخياط ، تطوان كرمته كما يليق بتاريخه وبانتاجاته والرجل وبمعية أهل بيته أحس بالفخر وبالاعتزاز ورد الجميل بكلمات شاعرة ، كان يجلس إلى جنبي وبسرقات سريعة لملامح وجهه رأيت العرفان بالجميل واستشرفت ملامح موسيقية حول تطاون أكيد ستأتي في القريب أو هكذا استشرفت.. كما قلت من تركيا قدم ضيف الشرف وعبر مجموعته " اسطانبول" أبحر بنا الموسيقار العالمي "محمد بيتماز" بمقاطع رائعة أطربتنا جميعا حتى الذين استمعوا لأول مرة إلى هذا الصنف طربوا وصفقوا كثيرا... الموسيقار الكبير سعيد الشرايبي كان له وعد الجزء الثالث من السهرة الأولى وبصحبة اللبناني وسيم سوبرا ومجموعته، مزجوا -ما بين موسيقى الجاز ودفوف الهند تحت أمرة العود العربي-، لونا موسيقيا رائعا ،هيامات لكل ذواق ولحظات عشق خالدة ...وتطاونيون تفاعلوا بشكل ايجابي وسهروا لما بعد منتصف الليل حتى يسمعوا العشاق والعرسان خلجات عرفانهم بالجميل، وهكذا كان... ومرور الكرام ، نقول، حضر كذلك وزير الثقافة الأمين الصبيحي وقال كلمات شاعرية في حق الموسيقى وفي حق تطوان ،وحضر كذلك سفير العراق وحضر من حضر، وغاب من غاب، وطرب من طرب ، وانصرف الجميع لموعد قريب .... كتب/يوسف بلحسن