عاش عشاق موسيقى كناوة، ليلة أول أمس الخميس، في افتتاح الدورة 17 من مهرجان كناوة موسيقى العالم، بساحة مولاي الحسن بمدينة الصويرة، لحظات مميزة من المتعة والموسيقى الكناوية (سوري) واهتز من خلالها الجمهور على إيقاع صوت المعلم حسن بوسو، والفنان الأمازيغي فولان، والتي امتزجت بأصوات الطبول والكمان لعازفه ديديي لوكوود، والأناشيد الروحانية ذات الجذور الإفريقية، التي قابلتها أحاسيس الفرح من قبل الجماهير الغفيرة الحاضرة بمدينة موكادور، ليعلن المهرجان عن انصهار وتنوع عرقي وثقافي بالمغرب. واستطاعت الموسيقى الكناوية، أن تسافر بالجمهور الغفير إلى أجواء روحانية رفرفت بالنفوس رفقة إيقاعات لون موسيقي ذي جذور إفريقية ضاربة، وألهبت حماس كل من لحسن حداد،وزير السياحة، ومحمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، ومحمد اوزين، وزير الشباب والرياضة، وأندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، الذين تفاعلوا مع الموسيقى الكناوية بالتصفيقات. وانطلقت الدورة 17، المنظمة تحت الرعاية الساميةلصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بلوحة فنية مغربية أصيلة، تجسدت في موكب افتتاحي تقليدي تشكل من عناصره الأساسية المعهودة، كناوة وعيساوة وحمادشة، من باب دكالة، ليجوب أرجاء المدينة العتيقة، وصولا إلى أسوار ساحتي المنزه ومولاي الحسن، في مزيج فني رائع بين مجموعة من الفرق الكناوية القادمة من مختلف المدن، في سمفونية من الألوان والأنغام والإيقاعات، حفاظا على الأصالة والتقاليد التي حرص المهرجان، منذ 17 سنة، على إحيائها. وتتواصل، اليوم السبت وغدا الأحد، فعاليات مهرجان كناوة في دورته السابعة عشرة، بتقديم برنامج غنيومتنوع ينفتح على كافة الأنواع الموسيقية، من خلال إحياء مجموعة من الليلات الكناوية، بمشاركة العديد من المجموعات على منصات العروض التي وضعتها إدارة المهرجان رهن إشارة عشاق الموسيقى، للاستمتاع بالإيقاعات الكناوية الممزوجة مع التراث الإفريقي، والآسيوي، والأميركي. ويشكل مهرجان كناوة موسيقى العالم، الذي يستمر على مدى أربعة أيام، فرصة لتجديد اللقاء بين ظاهرة تاكناويت وباقي الثقافات٬ في مزيج ثقافي يشهد على فرادة النموذج الحضاري المتميز لحاضرة موكادور٬ أرض اللقاء بين الشعوب. وتخلل دورة هذه السنة وصلات موسيقية تمزج بين فن كناوة وألوان موسيقية عالمية، تؤديها أسماء عالمية، من بينها العازف الشهير الشاب إبراهيم معلوف، الذي بات اسمه يحظى بإعجاب الملايين، ويعتلي صدارة المنصات العالمية،بعد عرض تجريبي في 2008. ويخصص المهرجان، الذي وضع الموسيقى الإفريقية في صلب برمجته، مكانة متميزة لفناني إفريقيا جنوب الصحراء، وعلى رأسهم المالي باسيكو كوياتي ومجموعته نغوني با، وسينضم صاحب الآلة الموسيقية التقليدية المسماة (نكوني)، التي سبق ظهورها آلة "الكمبري"، إلى المعلم حميد القصري،لاختتام إيقاعات المهرجان بآلتين موسيقتين تطفحان بالتقاليد. وفي كلمة خلال حفل الافتتاح٬ الذي حضره أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور٬ ورئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز٬ وعامل إقليمالصويرة٬ وعدد من سفراء البلدان المعتمدة بالمغرب، أبرز لحسن حداد، وزير السياحة، أن مهرجان كناوة موسيقى العالم، الذي دأبت مدينة الصويرة على احتضانه منذ17 سنة٬ يعد تعبيرا عن انصهار الكل المتنوع، في إطار ثقافة إنسانية كونية متعددة المشارب. وأضاف حداد، في تصريح ل"المغربية"، أن المهرجان يعد أيضا تعبيراحيا عن غنى الذاكرة المشتركة لمدينة الصويرة٬ التي شكلت على مر العصور فضاء للتلاقح الفكري والثقافي بين مختلف سكانها٬ من مسلمين ويهود وعرب وأمازيغ٬ مشيرا إلى أن حاضرة موكادور، التي تختزن كنوز التاريخ والثقافة والموسيقى٬ تعد نموذجا للفضاء المتعدد الهويات.