الصويرة مدينة مفتوحة على التنوع العالمي أفريقيا المستقبل تحت عنوان أفريقيا المستقبل، انطلقت يوم أمس الخميس فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، بمدينة الصويرة، وقد انطلق موكب يتشكل من الفرق المشاركة ....عبارة عن فسيفساء من الألوان والإيقاعات والرقصات كما جرت العادة يشكل استعراض الفرق التراثية وعلى رأسها كناوة ايدانا بانطلاق الموسم الذي يقصده آلاف العشاق لدرجة تجعل المدينة تضيق بالزحمة الشديدة ولكن في القلوب مساحات للمحبة والأخوة. لا فوارق في هذه المدينة بين الأعراق والألوان أو المعتقدات، المهرجان يهب الفرجة للجميع والسعادة يتشاركها الغني مع الفقير والشيخ الطاعن مع الشاب الصغير، إحساس لا يستطيع أي مهرجان أن يهبك إياه سوى الصويرة التي كانت مقصدا لكبار الموسيقيين نهاية القرن الماضي أمثال لاعب الغيتار الساحر والذي رغم رحيله مازال قويا بفنه الأمريكي دجيمي هاندريكس أو مجموعة ليدزيبلين وغيرهم كثير. الصويرة التي عانقت بالأحضان مجموعات الهبيزم الهاربين من الاضطهاد...لعل قدر هذه المدينة أن تكون كونية وأن تكون هويتها فنية وهذا ما صار حتى تمخضت منذ مايزيد عن عقد ونصف عن المهرجان الذي بدأ فكرة وصار مشروع تطور لجميع مرافق وبنيات مدينة تعكس الانفتاح المغربي بكل قيمه الأصيلة. يقول أندري أزولاي، الرئيس المؤسس ل«جمعية الصويرة موغادور»، أن المدينة ، اليوم، «عنوان للمغرب المنفتح الذي يتقدم من دون عقد. المغرب المتجذر في هويته وقيمه، مع وفاء كبير للذاكرة، من دون خوف أو تخوف من الذهاب نحو الآخر والانفتاح على كل أنواع الموسيقى والثقافات والديانات والأعراق». انطلقت فعاليات المهرجان وقد طال انتظارها ولعل التنوع الذي يميز مدينة الصويرة، سينعكس على فقرات الدورة السابعة عشرة للمهرجان التي ستكون غنية دون شك بأجمل الفقرات التي ستؤثث فضاء الصويرة حتى الخامس عشر من الشهر الجاري وسينشطها عشرون فنانا من مختلف جهات المغرب بالإضافة الى فنانين افارقة وعالميين سوف يتألقون على منصات الصويرة من أمثال الفنان المالي باسيكو كاوياتي، ونجم الجاز ماركوس ميللر من الولاياتالمتحدة، وديدييه لوكوود من فرنسا، وأيو (ذات الأصول النيجيرية) من ألمانيا والعازف اللبناني الشهير إبراهيم معلوف، وماريو كاهوغ والفنان السينغالي الجديد ميطا أند ذاكورنرستونز من السنغال ، كما ستعرف هذه الدورة مشاركة خدام التراث الكناوي، من أمثال محمود غينيا مصطفى باقبو وعمر حياة وعبد السلام عليكان ومحمد كويو وحميد القصري وحسن بوسو وعبد الكبير مرشان وعبد النبي الكداري، علاوة على مجموعة حمادشة، وعيساوة، والفنان فولان بوحسين، ومجموعة دردبا، وكذا مجموعة «كيف سامبا». المهرجان والمدينة أية علاقة؟ عن علاقة المهرجان بالمدينة تشير بعض الدراسات أجريت بهذا الخصوص، أن 60 في المائة من أفراد العينة المستجوبة تربط الصويرة بالفن، وبكناوة والمهرجان. وأنه مقابل كل درهم استثمر في المهرجان، عاد بالنفع على المدينة بقيمة 17 درهم، وأن الدخل الناتج خلال انعقاد مهرجان الصويرة حتى الآن، يقارب 1.7 مليار درهم في 16 دورة، حسب نفس الدراسة. أما بالنسبة للدورة السابعة عشرة وبغض النظر عن الفقرات الموسيقية فإن برنامجها العام يتضمن تنظيم «منتدى مهرجان (كناوة)»، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو لقاء يناقش مواضيع آنية، في سياق وطني وعالمي. منتدى المهرجان الذي استحدث قبل عامين بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي شاركنا في دورته الأولى من خلال الأمين العام للحزب الاستاذ نبيل بنعبد الله، يتخذ مادة لنقاشاته هذه السنة موضوع «إفريقيا المستقبل». بمشاركة باحثين من بوركينا فاسو والسينغال ومالي والمغرب وفرنسا باعتبارهم مؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا وسينمائيين ومفكرين وباحثين، بهدف جعل هذا اللقاء مناسبة للنقاش وإعادة التفكير في المغرب الإفريقي وتاريخه، حيث تتوطد العلاقات الإنسانية خارج الحدود الجيوسياسية. و وبهذا الخصوص أبرز إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن المنتدى سيكون مناسبة لبحث عدد من المواضيع سيما المتعلق بالصويرة، التي اندمجت منذ قرون في تاريخ إفريقيا، وجددت ارتباطها، منذ 20 سنة، بالقارة وثقافاتها بفضل مهرجان كناوة وموسيقى العالم، وهي موسيقى وتقليد روحي يشهد على الذاكرة المتقاسمة، مؤكدا أن المنتدى سينكب على قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان، في ظل السياسة التي اعتمدها المغرب في مجال الهجرة والمخططات السياسية والاقتصادية لدول جنوب الصحراء. ويتوقع المنظمون أن تستقبل الصويرة عشرات الآلاف من عشاق الموسيقى، الذين سيأتون لاكتشاف برمجة غنية تتضمن حفلات موسيقية وإقامات فنية وسوف تكون بانتظارهم مفاجأة جميلة، تتمثل في طرح أنطولوجيا موسيقى «كناوة»، التي تطلبت ثلاث سنوات من الإعداد بتعاون مع جمعية «يرما كناوة، ناهيك عن لقاءات الحوار والنقاش، كل هذا يتم داخل فضاء المدينة وسحر مشهدها البحري. **** نائلة التازي في هذا المغرب الذي يتغير، نحن بحاجة لأماكن يجري فيها تبادل الأفكار بعيدا عن لغة الخشب، بشكل يبرز نموذجنا الديمقراطي. أندري أزولاي إن الصويرة اليوم،عنوان للمغرب المنفتح الذي يتقدم من دون عقد. المغرب المتجذر في هويته وقيمه، مع وفاء كبير للذاكرة، من دون خوف أو تخوف من الذهاب نحو الآخر والانفتاح على كل أنواع الموسيقى والثقافات والديانات والأعراق. إدريس اليزمي المنتدى سينكب على قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان، في ظل السياسة التي اعتمدها المغرب في مجال الهجرة والمخططات السياسية والاقتصادية لدول جنوب الصحراء.