تنطلق اليوم، وإلى غاية الخامس عشر من الشهر الجاري، بمدينة الصويرة، فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان كناوة وموسيقى العالم تحت عنوان «إفريقيا المستقبل». عنوان يختزل فلسفة المهرجان منذ نشأته باعتباره سؤالا حول الهوية المغربية العميقة التي يشكل البعد الإفريقي جانبها الأصلي والأولي، والتي تلاقحت وانصهرت مع العديد من الثقافات العالمية على مر العصور. هذا التنوع سينعكس على فقرات مهرجان كناوة الذي ستؤثث الفقرات الغنية المبرمجة لدورة هذه السنة بأبهى الحلل، وسيتابع المهووسون بالفن الكناوي عشرين فنانا من مختلف جهات المغرب بالإضافة إلى فنانين أفارقة وعالميين سيتألقون بالتأكيد على منصات الصويرة من أمثال المالي باسيكو كاوياتي، ونجم الجاز ماركوس ميللر من الولاياتالمتحدة، وديدييه لوكوود من فرنسا، وأيو «ذات الأصول النيجيرية» من ألمانيا والعازف اللبناني الشهير إبراهيم معلوف، وماريو كاهوغ والفنان السينغالي الجديد ميطا أند ذاكورنرستونز من السنغال ، كما ستعرف هذه الدورة مشاركة خدام التراث الكناوي، من أمثال محمود غينيا مصطفى باقبو وعمر حياة وعبد السلام عليكان ومحمد كويو وحميد القصري وحسن بوسو وعبد الكبير مرشان وعبد النبي الكداري، علاوة على مجموعة حمادشة، وعيساوة، والفنان فولان بوحسين، ومجموعة دردبا، وكذا مجموعة «كيف سامبا». أكثر من 30 حفلا موزعا على فضاءات موغادور في لقاء حضاري تذوب فيه الهويات والثقافات والمعتقدات والأعراق واللغات في مزج فني وثقافي يتوخى الاحتفاء بالإنسان في كونيته بغض النظر عن الاختلافات والخلافات أيضا. فبأي معنى يمكن للمتتبع قراءة مهرجان موغادور كلقاء ثقافي يتخذ من الموسيقى والرقص والإيقاع وسيلة لدعم الأخوة الإنسانية والسلم كبديل عن الصراع الثقافي الذي يعد ميزة هذا العصر؟. وبأي معنى تدفعنا هذه التظاهرة الثقافي إلى إعادة طرح أسئلة حول الذات وحول الأخر؟ وهل يمكن اختزال الخطاب الذي ظل المهرجان يمرره عبر مختلف دوراته، ويعمل لأجله....في تبادل حب الحياة ..... والتبادل من خلال الموسيقى التي هي لغة الكون؟. كيف استطاع مهرجان محلي أن يكسر سلاسل العزلة ويصير في مستوى أكبر مهرجانات الموسيقى عبر العالم؟ هل يمكن اعتبار مهرجان كناوة مجرد تمجيد وإعلاء لراية الانتماء لجذورنا الإفريقية؟ هل هو مجرد احتفال واحتفاظ بذاكرتنا عبر خدمة التراث الكناوي كخاصية فنية من خصائص المدينة المفتوحة؟ أسئلة سيجيب عنها، وعلى مدى أربعة أيام، مهرجان ينشد التنوع والتميزبعد أن صار حلقة رئيسية من في سلسة التظاهرات الموسيقية الكبيرة داخل الأجندة الثقافية للمغرب كموازين الرباط والموسيقى الروحية بفاس وتيميتار بأكادير وغيرها. فمرحى بمهرجان الصويرة كمشروع مدينة تتطور باستمرار لتعانق الكونية، مدينة تعكس الانفتاح المغربي بكل قيمه الأصيلة عبر الدرس الذي تقدمه عن كيفية جعل الثقافي في خدمة التنموي، وكيفية الجمع بين الممتع والمفيد، وكيفية جعل .....كيف السعادة تمشي على ساقين متعافيتين وتعتبر الفائدة المادية والمعنوية وجهان لعملة واحدة. مرحى بالمهرجان. فهو فعلا جدير بالحب والتقدير لتكسيره أغلال الانعزال، أو كما وصفه أندري أزولاي، الرئيس المؤسس ل»جمعية الصويرة موغادور»، مهرجان كسر « الخوف أو التخوف من الذهاب نحو الآخر والانفتاح على كل أنواع الموسيقى والثقافات والديانات والأعراق».