تنطلق، مساء اليوم الخميس بالصويرة، الدورة السابعة عشرة من مهرجان "كناوة، موسيقى العالم"، بمشاركة نجوم من القارات الخمس، عبر وصلات كناوية متنوعة، ستستعرض في موكب المهرجان المتشكل من فرق موسيقية ستصدح بفضاءات المدينة. وسيكون الجمهور على موعد مع سهرة فنية، من خلال أداء مشترك بين ثلاثة فنانين، هم عازف الكمان الشهير ديدييلوكوود، والمعلم حسن بوسو، والفنان الأمازيغي فولان، الذين سبق لهم تقديم مواهبهم بشكل مشترك، خلال حفل فني بباريس. ويشكل مهرجان كناوة موسيقى العالم، الذي يستمر على مدى أربعة أيام، فرصة لتجديد اللقاء بين فن تاكناويت وباقي الثقافات٬ في مزيج ثقافي يشهد على فرادة النموذج الحضاري المتميز لحاضرة موكادور٬ أرض اللقاء بين الشعوب. وستتخلل دورة هذه السنة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصلات موسيقية تمزج بين فن كناوة وألوان موسيقية عالمية، تؤديها أسماء عالمية، من بينها العازف الشهير الشاب إبراهيم معلوف، الذي بات اسمه يحظى بإعجاب الملايين، ويعتلي صدارة المنصات العالمية،بعد عرض تجريبي في 2008. وسيكون عشاق الموسيقى الكناوية على موعد مع نجم موسيقى "الريغي" السنغالي الصاعد "ميتا أند ذو كورنرستونز"، والعازف الشهير ماركوس ميلر، الذي سيحيي حفلا فنيا رفقة المعلم مصطفى باقبو، لتجسيد قيم الأخوة والتسامح، التي يقوم عليها المهرجان الذي يحتفي بموسيقى كناوة كتراث إنساني عالمي. ويخصص المهرجان، الذي وضع الموسيقى الإفريقية في صلب برمجته، مكانة متميزة لفناني إفريقيا جنوب الصحراء، وعلى رأسهم المالي باسيكوكوياتي ومجموعته نغونيبا، وسينضم صاحب الآلة الموسيقية التقليدية المسماة (نكوني)، التي سبق ظهورها آلة "الكنبري"، إلى المعلم حميد القصري، لاختتام إيقاعات المهرجان بآلتين موسيقيتين تطفحان بالتقاليد. وتتواصل حفلات المهرجان بمختلف منصات هذه التظاهرة الثقافية، من خلال 30 حفلا فنيا، تمزج مواهب معلمي كناوة بإبداع كبار رواد عالم الجاز، لتقديم تجربة موسيقية فريدة، لتكون ثمرة مزيج متجانس من غنى التراث الكناوي وتنوع موسيقى العالم. ويشكل الجاز جزءا من المهرجان، إذ سيكون له مكان بارز في برمجة هذه الدورة، من خلال مشاركة عدد من الأسماء الفنية اللامعة، إلى جانب كبار معلمي الفن الكناوي المغربي، في مزيج مع عدد من الفنانين الدوليين، ويستمر السفر في عالم الموسيقى الكناوية مع معلمين كناويين آخرين بفضاءات مختلفة، وسيكون الإبداع المغربي ممثلا بأنواع موسيقية مختلفة وراسخة في التراث المغربي. ويتوقع المنظمون أن تستقبل الصويرة مئات الآلاف من عشاق هذا اللون الموسيقي،لاكتشاف برمجة دسمة دأب المهرجان على تنظيمها، تشمل حفلات موسيقية وفعاليات فنية وفضاءات للحوار والنقاش. وتعرف دورة 2014 برمجة جديدة، تتنوع بين الجاز والفيزيون، والبلوز والسول، مع الاحتفاء بالموسيقى بجميع أطيافها من طرف معلمين مغاربة وأسماء أخرى كبيرة، أعطت الكثير للموسيقى العالمية، وسيكون التنوع والحوار، مرة أخرى، ضيف شرف فوق العادة لهذه الدورة، إذ سيستمتع الجميع بموسيقى كناوة المميزة بأنغامها الصوفية والساحرة، القادمة من أعماق إفريقيا. ويشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه الدورة بمجموعة من العروض الفكرية بمشاركة باحثين مغاربة وأجانب، لمناقشة قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان، خصوصا أن المغرب اعتمد سياسة طموحة في مجال الهجرة، وارتبط بخطط سياسية واقتصادية بإفريقيا جنوب الصحراء. وحسب نائلة التازي عبدي، مديرة ومنتجة المهرجان، فإن هذه التظاهرة تبقى من المواعيد التي ينتظرها العديد من محبي الموسيقى وعشاق هذا الحدث المفعم بالحياة والتفاؤل. وقالت التازي، في تصريح ل"المغربية"، إن هذه الدورةستستقبل "فنانين استثنائيين، وستصدر أنطولوجية موسيقى كناوة، وهو عمل ضخم استغرقسنوات وأنجز بتعاون مع جمعية يرما غناوة"، مشيرة إلى أن معلمين مغاربة كبارا سيقدمون عروضهم، إلى جانب موسيقيين موهوبين مثل ماركوس ميلر، وباسيكوكوياتي، وإبراهيم معلوف، وديدييلوكوود. من جانبه، قال إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن المهرجان سيكون مناسبة لبحث عدد من المواضيع، خاصة ما يتعلق منها بمدينة الصويرة، التي اندمجت منذ قرون في تاريخ إفريقيا، وجددت ارتباطهابالقارة وثقافاتها، بفضل مهرجان كناوة وموسيقى العالم، وهي موسيقى وتقليد روحي يشهد على الذاكرة المتقاسمة.