تفتتح، مساء اليوم الخميس بمدينة الصويرة، الدورة السادسة عشرة من مهرجان "كناوة موسيقى العالم" وذلك بمشاركة عدد من نجوم هذا الفن من القارات الخمس، عبر وصلات فنية كناوية متنوعة، سيجري استعراضها في موكب المهرجان المتشكل من عدة فرق موسيقية ستصدح ألحانها وإيقاعاتها بمعظم فضاءات المدينة. ويشكل مهرجان كناوة موسيقى العالم، الذي يستمر على مدى أربعة أيام، فرصة لتجديد اللقاء بين ظاهرة تاكناويت وباقي الثقافات٬ في مزيج ثقافي يشهد على فرادة النموذج الحضاري المتميز لحاضرة موكادور٬ أرض اللقاء بين الشعوب. وستتخلل دورة هذه السنة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصلات موسيقية تمزج بين فن كناوة وألوان موسيقية عالمية، تؤديها أسماء عالمية من بينها، على الخصوص، المغنية الألمانية من أصل نيجيري نيكا، والمجموعة الإفريقية موكومبا، والفنان السينغالي يوسو ندور، إلى جانب فرق وفنانين مغاربة حققوا نجاحات فنية كبيرة داخل وخارج المغرب مثل الفنانة أوم، والمغني الحساني محمد بايعة، ومجموعتي مازاغان وأماينو، وفرقة هاوسة. وتتواصل عروض المزج الموسيقي (الفيزيون) بحفلات تجمع محمود غينيا بالعازف الكوبي على البيانو عمر سوزا، والمعلم عبد القادر أمليل وعازف الناي رشيد زروال، والمعلم عبد الكبير مرشان بالفنانة البريطانية إيسكا، التي تعود جذورها إلى زيمبابوي، والمعلم عزيز باقبو بالفنانة ماجدة اليحياوي، لتجسيد قيم الأخوة والتسامح التي يقوم عليها المهرجان، الذي يحتفي بموسيقى كناوة كتراث إنساني عالمي. ويشكل الجاز جزءا لا يتجزأ من المهرجان، إذ سيكون له مكان بارز في برمجة هذه الدورة، وسيحمل كل من عمر سوزا وريتشارد بونا محبي هذا النوع الموسيقي إلى عالم ساحر من الأنغام الأفرو أمريكية، التي تحتفي بتلاقح الثقافات وتعكس بشكل جميل روح المهرجان. ويعرف مهرجان كناوة في دورته 16 مشاركة عدد من الأسماء الفنية اللامعة في سماء الجاز، حيث ستتميز دورة هذه السنة، على الخصوص، بمشاركة عازف الساكسوفون الأمريكي، ماسيو باركر، إلى جانب كبار معلمي الفن الكناوي المغربي في مزيج مع عدد من الفنانين الدوليين، ويستمر السفر في عالم الموسيقى الكناوية مع معلمين كناويين آخرين بفضاءات مختلفة، وسيكون الإبداع المغربي ممثلا بأنواع موسيقية مختلفة وراسخة في التراث المغربي. ويتوقع المنظمون أن تستقبل الصويرة مئات الآلاف من عشاق هذا اللون الموسيقي، الذين سيأتون إليها لاكتشاف فقرات برنامج غني دأب المهرجان على تنظيمه، تشمل حفلات موسيقية وفعاليات فنية وفضاءات للحوار والنقاش. وتعرف دورة 2013 برمجة جديدة، تتنوع بين الجاز والفيزيون، والبلوز والسول، إذ سيجري خلال هذه الدورة الاحتفاء بالموسيقى بجميع أطيافها من طرف معلمين مغاربة وأسماء أخرى كبيرة، أعطت الكثير للموسيقى العالمية، وسيكون التنوع والحوار مرة أخرى، ضيف شرف فوق العادة لهذه الدورة، حيث سيستمتع الجميع بموسيقى كناوة المميزة بأنغامها الصوفية والساحرة، القادمة من أعماق إفريقيا. ويشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه الدورة من خلال برمجة مجموعة من العروض الفكرية بمشاركة باحثين مغاربة وأجانب، لمناقشة قضايا تهم حركية المجتمعات وانشغالات شباب العالم، إذ سيجري التباحث حول موقع الشباب في المجتمع، ومستوى التعليم ودرجة حرية الإبداع المنصوص عليها في الدستور. وتحتفي الدورة 16 من مهرجان كناوة بمجموعة من رموز الفن الكناوي، الذين فقدتهم الساحة الفنية خلال المدة الأخيرة، من قبيل الشريف الركراكي وباكو الذي ارتبط اسمه بمجموعتي جيل جيلالة وناس الغيوان، وعبد الله كينيا، بفضاءات مختلفة، كما سيجري الاحتفاء بالموسيقى بجميع أطيافها من طرف معلمين مغاربة وأسماء أخرى كبيرة، أعطت الكثير للموسيقى العالمية. وسيختتم مهرجان "كناوة موسيقى العالم" مساء يوم الأحد المقبل بحفل ساهر يجمع بين المعلم باقبو والفنان الأمريكي ويل كالون، الذي يعد من أبرز العازفين على الطبل في العالم، في دويتو موسيقي يتيح للجمهور اكتشاف عالمين موسيقيين مختلفين في اللحظة نفسها. وحسب نائلة التازي عبدي، مديرة ومنتجة مهرجان كناوة، فإن هذا الأخير يبقى من المواعيد التي ينتظرها العديد من محبي الموسيقى وعشاق هذا الحدث المفعم بالحياة والتفاؤل. وأضافت التازي في ورقة تقديمية للدورة 16 من مهرجان كناوة، أن المهرجان راهن منذ بدايته على الشباب، حيث سيكون منتدى مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي أنشئ السنة الماضية، في طبعة ثانية تحت عنوان "حركية المجتمعات، شباب العالم"، فضاء للنقاش والتبادل بين المتحدثين المرموقين وطنيا ودوليا.