يكرم الركراكي وباكو وكينيا ويقارب قضايا شباب العالم تعمل إدارة مهرجان كناوة المرتقب تنظيم دورته السادسة عشر بالصويرة خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 23 يونيو القادم، على دعم الملف المتعلق بإدراج الفن الكناوي ضمن قائمة التراث الشفوي العالمي لمنظمة اليونسكو، وفي هذا الإطار أوضحت منتجة المهرجان نائلة التازي، أنه تم إعداد أنطولوجيا لفن كناوة. وقرأت في هذا السياق رسالة قصيرة كانت قد بعثت بها منظمة اليونسكو إلى إدارة المهرجان، ومما جاء فيها أن الموسيقى لغة عالمية، وصيغة من الصيغ الحضارية للحوار بين الثقافات، وأن ذلك يشكل مصدر الهوية والكرامة ووجه من وجوه حرية التعبير والانفتاح على الآخر.. وتشير رسالة اليونسكو كذلك إلى أن مبادئ السلم والرقي الحضاري مسؤولية مشتركة، وأن مهرجان كناوة شاهد على حركية الفنانين.. وذكرت التازي خلال الندوة التي أقيمت مساء أول أمس بقاعة الندوات بأحد الفنادق الفخمة بالدار البيضاء، أن مهرجان كناوة استطاع على امتداد خمس عشرة سنة من عمره أن يستقطب ستين معلما ينتمون إلى مدن مغربية مختلفة، وسيتم خلال الدورة الحالية الاحتفاء بمجموعة من هؤلاء المعلمين الذي رحلوا خلال السنة الجارية. وأكدت التازي كذلك على أن مهرجان كناوة يأخذ بعين الاعتبار انتظارات وتطلعات قطاع واسع من الجمهور الذي يمثل آفاق مختلفة، وضمنهم بالطبع فئة الشباب. ويشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه الدورة من خلال برمجة مجموعة من العروض الفكرية بمشاركة باحثين مغاربة وأجانب، وبهذا الصدد أوضح رئيس المجلس إدريس اليزمي، أنه سيتم التطرق من خلال تلك العروض إلى قضايا تهم حركية المجتمعات وانشغالات شباب العالم، وعيا بأننا نعايش في الوقت الراهن نموا ديمغرافيا كبيرا لفئة الشباب، ففي المغرب يمثل هؤلاء نسبة ستين في المائة، وسيتم التباحث حول موقع الشباب في المجتمع، ومستوى التعليم ودرجة حرية الإبداع المنصوص عليها في الدستور. وأوضح المدير الفني للمهرجان عبد السلام علكان أن مهرجان كناوة منذ انطلاقه هو يشتغل على فكرة الحفاظ على التراث الكناوي، وأنه خلال الدورة الحالية سيتم الاحتفاء بمجموعة من رموز هذا الفن الذين فقدتهم الساحة الفنية خلال المدة الأخيرة، من قبيل: الشريف الركراكي وباكو وعبد الله كينيا، وذلك بفضاءات مختلفة: ساحة مولاي الحسن ودار الصويري وبعض الزوايا.. وجاء في الورقة التقديمية للمهرجان، أن «مغامرة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة يستمر هذه السنة ببرمجة جديدة ونفس جديد ووعود جديدة.. من الجاز إلى الفيزيون، مرورا بالبلوز والسول، سيتم خلال هذه الدورة الاحتفاء بالموسيقى بجميع أطيافها من طرف معلمين مغاربة وأسماء أخرى كبيرة، أعطت الكثير للموسيقى العالمية، وسيكون التنوع والحوار مرة أخرى، ضيف شرف فوق العادة لهذه الدورة، حيث سيستمتع الجميع بموسيقى كناوة المميزة بأنغامها الصوفية والساحرة، من أعماق إفريقيا جاءت موسيقى كناوة، وهنا في المغرب ما زالت أنغامها تغذي القلوب والأفئدة وتلهم الفنانين وإبداعاتهم. فتحت شعار التنوع، تتلاقح الثقافات في مهرجان كناوة وموسيقى العالم، حيث تمتزج الموسيقى والألحان فتعطي للحدث كل سحره وتميزه. طوال أربعة أيام، سيتم التنافس بين المعلمين بكل ما في الموسيقى من نبل وكرم لإسعاد الجمهور، إذ سيكون حفل الافتتاح سيلا جارفا من الإيقاعات والأنغام التي ستنساب عبر مدينة الصويرة، ودعوة لاكتشاف موسيقى العالم. سترافق إيقاعات فرقة النادي البحري الإماراتية، والمعلم سعيد كويو فرقة هوارة الرودانية، إضافة إلى لقاء غني بالإيقاعات موسوم بتلاقح عوالم موسيقية تتقاسم حب الموسيقى والنغم في حفل من إخراج كريم زياد..». وتضيف الورقة التقديمية أن «مهرجان كناوة، مفتخرا بجذوره الإفريقية، يقدم فنانين كبارا طبعوا ببصمتهم موسيقى تشرب من معين الثقافة الإفريقية الذي لا ينضب: يوسو ندور وأسماء أخرى عملاقة، إلى جانب خلفاء سيحملون المشعل بفضل موهبتهم، من قبيل: نيكا وموكومبا. ويشكل الجاز جزءا لا يتجزأ من المهرجان، إذ سيكون له مكان بارز في برمجة هذه الدورة، وسيحمل كل من عمر سوزا وريتشارد بونا محبي هذا النوع الموسيقي إلى عالم ساحر من الأنغام الأفرو أمريكية التي تحتفي بتلاقح الثقافات وتعكس بشكل جميل روح المهرجان، إضافة إلى ويل كالون – الذي يعد من أمهر العازفين على الطبل- والذي سيقدم رفقة المعلم مصطفى باقبو عرضا فنيا مشتركا. ويستمر السفر في عالم الموسيقى الكناوية مع معلمين كناويين آخرين بفضاءات مختلفة. وإلى جانب المعلمين، سيكون الإبداع المغربي ممثلا بأنواع موسيقية مختلفة وراسخة في التراث المغربي..