تحتضن مدينة الصويرة، من 20 إلى 23 يونيو المقبل، الدورة 16 لمهرجان كناوة موسيقى العالم، التي تعد بسحر الموسيقى، قوة الحوار وانصهار الثقافات. وأوضح بلاغ للمنظمين أن هذه الدورة، التي ستحمل برمجة غنية تجمع بين الفن الكناوي وفن الجاز وموسيقى العالم، تعمل على تجديد وجود هذا الموعد السنوي الموسيقي المتفرد، الذي يحتل مكانة هامة ضمن الأجندة الثقافية المغربية والدولية، من خلال حرصه على نقل ثقافة وتراث كناوة العريق عبر العالم. ويجعل هذا المهرجان، الذي يظل وفيا لروحه المجسدة لأصالة المغرب، من المزج الفني والاكتشاف جوهر برمجته الموسيقية، من خلال تثمين الإرث الإفريقي ضمن الهوية المغربية المتعددة والانفتاح على باقي ثقافات العالم. فبأزيد من 40 حفلا موسيقيا على مدى أربعة أيام، يعد المهرجان عشاقه هذه السنة بلحظات استثنائية يلتقي خلالها كبار معلمي الفن الكناوي بضيوفهم من العالم، في مزيج موسيقي فريد من نوعه، بمدينة الصويرة، المتجذرة في إفريقيا والمنفتحة على العالم والتي تعد ملتقى للحضارات وشكلت على الدوام أرضا للحوار بين الثقافات والأديان. وحسب البلاغ فان سحر الموسيقى، قوة الحوار والتواصل بين الثقافات، هو ما تعد به الدورة 16 من مهرجان كناوة و موسيقى العالم بالصويرة عشاقها، إذ سيكون الحدث الفني الكبير، احتفالا جديدا بالموسيقى بجميع ألوانها: كناوة والجاز وموسيقى العالم. ويضيف البلاغ الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه: أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم مازال حاضرا، متجددا ومستمرا في عطائاته بعد خمسة عشر سنة من الوجود. يحتفي المهرجان كل سنة بكناوة وموسيقى العالم، إذ يحتل هذا الموعد الموسيقي المتميز مكانة مهمة في الأجندة الثقافية داخل وخارج المغرب ، حيث يتجاوز الحدود ليحافظ وينقل تراثا قديما هو تراث موسيقى كناوة. وعلى مدى 16 سنة، يجتمع في المهرجان عشاق الموسيقى من كل حدب وصوب، حيث يضرب الفن موعدا متميزا يلتقي فيه الجمهور مع كبار المعلمين الكناويين وضيوفهم الموسيقيين من جميع أنحاء العالم. الصويرة واجهة مشرفة للمغرب تلتقي فيها الحضارات والديانات والثقافات. بجذورها الإفريقية وانفتاحها على العالم ستكرم مدينة الصويرة إفريقيا عبر الدورة 16 لمهرجانها الذي يستوحي برمجته من موسيقى الجاز العالمية ومن مزيج من الأنغام المغربية والإفريقية. ويؤكد نفس البلاغ على برنامج السنة الماضية، عندما حركت «أومو سنغري» مشاعر الآلاف من الجمهور حين غنت بصحبة المعلم مصطفى باقبو ودعت للسلام والحوار في بلدها مالي قائلة «من فضلكم، انضموا إلينا لنعيد السلام إلى مالي. أنا أعاني وبلدي يتمزق». وهذه السنة ستتغنى أصوات إفريقية أخرى في مدينة الصويرة لتوصل رسالتها، إذ إلى جانب المعلمين الكناويين من جميع أنحاء المغرب، سيستضيف المهرجان نجوما في سماء الموسيقى الإفريقية مثل يوسو ندور، وفنانين صاعدين موهوبين. سيستمتع الحضور أيضا بنجوم من موسيقى الجاز، اللذين سيلهبون منصات المهرجان بمزيج موسيقي أضحى بصمة مميزة لهذه المناسبة السنوية. كما سيميز دورة هذه السنة التكريم الذي سيقدمه منظمو المهرجان لثلاث أسماء معلمين رحلوا عن عالمنا هذه السنة وهم مايسترو مجموعة ناس الغيوان، الفقيد عبد الرحمن باكا، والمعلمين الكناويين الكبيرين، الراحل الشريف الركراكي و المرحوم عبدالله غينيا، أبناء مدينة الصويرة الباريين. وسيقدم كبار المعلمين الكناويين أجمل ما لديهم لتخليد ذكرى الراحلين، وسيشارك في التكريم أبناء المرحوم باكا، وسط المدينة الأم، إكبارا له وتقديرا لما قدمه للفن المغربي والموسيقى العالمية. من جهة أخرى، يعود منتدى المهرجان، الذي أنشئ السنة الماضية، في طبعة ثانية بعنوان «حركية المجتمعات، شباب العالم»، حيث سيكون منتدى مهرجان كناوة و موسيقى العالم فضاء للنقاش والتبادل بين المتحدثين المرموقين وطنيا و دوليا مثل وزير السياحة السنغالي، يوسو ندور. منذ 16 سنة ومهرجان كناوة موسيقى العالم يناضل من أجل الحفاظ وتعزيز تراث تقليدي وأصيل. جنبا إلى جنب مع جمعية «يارما كناوة"، إذ ستحمل الدورة 16 الكثير من المستجدات التي سيتم الإعلان عنها خلال ندوة صحافية في وقت قريب.