أسدل الستار اليوم الاحد بتطوان على فعاليات المهرجان الدولي الخامس عشر للعود بتكريم خاص للعراق كضيفة شرف دورة هذه السنة . واكدت إدارة المهرجان بالمناسبة أن تكريم العراق٬ من خلال فنها المتميز٬ يأتي اعتبارا للعلاقات الثقافية والانسانية والأخوة المتينة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية العراق٬ والرغبة في تقريب الجمهور المغربي من الإنتاجات الموسيقية الخالدة٬ التي أبدعها فنانو العراق من ضمنهم الفنان المتألق نصير شمة٬ الذي بدأ العزف منذ سن الثانية عشر قبل ان يصبح احد ابرز وامهر العازفين العراقيين على آلة العود٬ وهو صاحب انجاز العود المثمن٬ الذي اعتمد فيه على مخطط للفارابي عمره ألف عام٬ وقدمه خلال حفل في بلده سنة 1986 لينال شهرة واسعة كعازف من الطراز الخاص . واعتبر القيمون على المهرجان أن الفقرات التي تضمنتها دورة هذه السنة بقيت وفية لأهداف المهرجان منذ انطلاقته٬ واحتفت بالتجارب الموسيقية العالمية سواء بالعالم العربي أو بدول اخرى٬ بهدف تجسير الفجوة بين مختلف المجتمعات وعزف سيمفونية التسامح وتعزيز الحوار بين الثقافات٬ وكذا إشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب ودعم ومواكبة الابداع والمبدعين وتثمين التراث وابراز الرصيد الحضاري للمغرب وللدول المشاركة. وهو ما جعل المهرجان يخصص اليوم الاحد فضاء خاصا لمبدعين من جزيرة كريت اليونانية "ستيلوس بيتراكيس"٬ وهي مجموعة مختصة في تقديم الفن الكريتي العريق في قالب فني مفعم بالمزج بين عناصر الابداع العريقة والتقليدية والحديثة مع استعمال التعابير المحلية٬ وهي اعمال٬ كما قدمتها الفرقة٬ تجسد كذلك ذاكرة الموسيقى بعمقها التاريخي والحضاري. كما استقبل نفس الفضاء مبدعين من ارمينيا من خلال الفنان "هايك يازجيان" ومجموعته٬ الذي سبق ان اصدر أولى ألبوماته سنة 1996٬ غير انه لم يحظ بالشعبية الا بعد ان شارك في العديد من المهرجانات الموسيقية الدولية٬ ويعتمد ريبيرتوار المجموعة على الطرب الشرقي الاصيل مع تلوينات موسيقية ارمنية قديمة ومعاصرة تعطي للمتلقي فكرة عن سيرورة تاريخ الفن بأرمينيا. كما احتضنت اليوم فضاءات دار الصنائع لقاء مفتوحا مع العازفين المغاربة الشباب٬ وهم الموسيقية والعازفة ماجدولين بنصغير من مدينة تمارة٬ التي تلقت اصول العزف على العود بالمعهد الوطني للموسيقى وشاركت مع فرقتي "شباب الاندلس " و"عشاق الاندلس" في العديد من المهرجانات٬ والفنان فهد بنكيران من تطوان٬ الذي نشأ وترعرع وسط اسرة عريقة حريصة على الحفاظ على الموروث الثقافي الاندلسي المغربي قبل ان يؤسس فرقة جوق شباب تطوان سنة 2012 جمع فيه خيرة الشباب العازفين المتمرسين٬ اضافة الى عصام سرحان من القصر الكبير٬ الذي ينتمي الى اسرة فنية٬ ويتميز عزفه بتنوع المدارس الموسيقية التي نهل منها٬ كما حصل لتميزه في التعامل فنيا مع آلة العود على عدة جوائز داخل المغرب. واكدت كلمة الاختتام ان الدورة٬ التي افتتحت اول امس الجمعة٬ وتقديرا منها لقيمة المبدعين ودورهم الرائد في ارساء دعائم نهضة فنية بناءة٬ كرمت هذه السنة٬ وعلى غرار التقليد الذي سنته طيلة الدورات السابقة٬ احد اعمدة الموسيقى والطرب المغربي العصري الفنان محمود الادريسي لعطاءاته المتميزة ومساهمته في اغناء الخزانة الموسيقية المغربية . وأشارت الى انه من مستحدثات دورة هذه السنة منح جائزة "زرياب للمهارات"٬ وهو ما تم تقديمه للفنان اللبناني مارسيل خليفة امس السبت٬ اعتبارا لمساره و لعطاءاته المتميزة. وكانت الجائزة قد منحت السنة المنصرمة لعازف الناي والكوالا المغربي رشيد زروال٬ وسنة 2011 لعازف العود المغربي ادريس الملومي ٬وسنة 2010 لعازف القانون التركي سافاس أوزكوك.