......وقال الراوي:لم يشهد التاريخ تألق ملكات كثيرات بل هن معدودات على أصابع اليد الواحدة ولكن السلاطين كثر، بل هم أكثر من أن يعدون، وقبل أن نسرد قصة سيدهم...نعرج على يوميات وزرائه: مساء الجمعة "استوى" فوق الخشبة الثنائي" ياسر ومورينيو" في حلقة رائعة ومزيج جميل لطرب جمع أصنافا شرقية وغربية ولمتعة حصلت لنا بدون تكلف وودنا لو أن الحلقة طالت أكثر ...وطبعا لم يكن للعود أن يتسلطن في تطاون بدون الرجوع إلى أهل الفرات ...ومن قلب العراق تربعت مجموعة منير البشير للعود فوق مسرح اسبانيول ، وعلى خطى مدرستها الرائدة أتحفتنا بوصلات جميلة وبطرب مكتمل ، وتفاعل معها جمهور تطاون بشكل رائع ... وطربنا مرة أخرى..وكان ختام الجمعة فائز مغربي بجائزة زرياب للمهارات 2012 :فرقة خماسي رشيد زروال ، كانت عند الموعد وقدمت تقاسيم رائعة بالات عديدة من بينها الناي وطبعا تحت إمرة السيد : العود وعاد الراوي إلى أمسية العشق الأخير والى ليلة اكتمال البدر فقال:...وشهد مدخل المسرح حشودا اصطفت قبل الموعد ، تتسابق على جدار الحجز وتستعجل فتح أبواب القلعة، ولم يكن الأمر خافيا ولم يكن هناك من سر ، فقط تداولت الألسن ومند أمد بعيد قرب عودة الإمام المخفي ، داك الذي لحن ذات مرة :أحن إلى أمي، ومرة أخرى: مرفوع الهامة وفي أخرى : يعبرون الجسر... وقبل أن يفتح السرداب للمخفي ، استمتع أهل المدينة بلحظات فريدة لفنانة سمراء قدمت من بلاد العاج "ينيان توري"تعزف أناملها على آلة تدعى " القوس" -لها علاقة وطيدة بالسلطان العود ،-تستنبط منها ألحانا وتروي قصصا جميلة عن حب وسط الأدغال وووو..ثم تبعها فتى يدعى يونس الفخار وبروعة مزج موزار بالة العود واستخرج لؤلؤا وأعاجيب ,أطربنا كثيرا وصفقنا له كثيرا...وكان مدخلا ضروريا قبل اكتمال البدر وفي لحظة...وكالجالسون على الجمر ، هب الحاضرون : نساء ورجالا وقوفا واصطفافا كعسكر أمام جنرالهم أو كرعية أمام راعيها،صفقوا طويلا حتى قبل أن يهمس أو يتكلم ، لم يكن بحاجة إلى تقديم انه: مارسيل والمراسيل كثيرة ولكنه: خليفة ، وتحرم الخلافة لغيره حتى يرحل .... سيد السلاطين من لم تعرف" الموازين" وزنه.داك الذي اطرب الصغير والكبير وانطق آلة العود حبا وحربا ، داك الذي غنت لعوده كل الأطياف ، داك ... ظهر فجأة بتطاون العامرة وبقوة شخصيته اختفى وراء صولجانه حشمة ووقارا من الرعية ..كان يعرف انه محبوب ولكن ربما لم يبلغه المرسل كافة رسائل الغرام ، قبل أن يغني، شهد لتطاون بالحضارة، وختم على شهادته بان سمح للكل بمشاركته الغناء ، قفز فوق قانون مهرجان العود القاضي بالصمت المطلق وسمح لنا بمشاركته البهجة ،ومع رثا وبندقيته قفزنا عبر العيون ورددنا رثا رثا... وأحس السلطان بضعفنا أمامه ورأفة بنا صاح : هذه المرة سأغني لوحدي... ،وكان على صواب :أحن إلى خبز أمي لا تغنى جماعة وإلا وقع البأس وقد رأيت بعضه في عيون سلوى في الصف الأول ولم تكن الوحيدة ، حتى نجوم المهرجان من لبنان والعراق وساحل العاج وقفوا جميعا وطربوا مثلنا، وطاروا مثل قصيدة : يطير الحمام رائعة أخرى تضاف إلى المهرجان.... ووقفنا مرة أخرى لنقول له شكرا ولنطلب منه ألا يرحل وقال انه سيعود وهذه المرة لفضاء مفتوح يسع كل القلوب التطاونية وقال الرواي: وفي الختام رفض الكثيرون الانصراف وظل الكتاب ينتظرون لحظات السؤال والجواب... أما أنا ففضلت الانسحاب وفي مخيلتي ذكرى للابد، لا أحبذ أن تشوبها لعبة السؤال والجواب... كتب/يوسف بلحسن