كثيرا ما يصرخون في وجهي : "ادخل سوق راسك ..!"..عندما أدخل "سوق راسي" لا أجد فيه سوى أسئلة حادة جارحة تحيل على "السوق الخارجي" الجماعي..لا خارج مطلق..لا داخل مطلق..كل داخل يحيل على الخارج..وكل خارج يشير إلى الداخل..ليس هناك داخل إلا بالنسبة لخارج ما..ولا خارج إلا في علاقة مع داخل ما..هذا يستمد معناه من ذاك..وذاك لا يستقيم معناه إلا من ذاك..في كل خارج مفاعيل من الداخل..وفي كل داخل مفعولات من الخارج.. ليس "سوق راسي" سوى صدى للسوق الخارجي..مع فارق أساسي هو أن "سوق راسي" لا يضج إلا بالأسئلة والذكريات الأليمة وبعض صور الأحبة..أما السوق الخارجي فيكتظ بالدجالين والمحتالين والمنافقين والانتهازيين والمنبطحين المسايرين..وتتراكم فيه آهات المعدمين وصرخات الكادحين..وقبضات المعتقلين السياسيين..ومكر المسؤولين المستبدين..السوق الخارجي هو الصورة الأخرى لألم مزمن وجودي معربد في "سوق راسي".....