يندرج لقاء الرباط بالمركز الوطني للملتقيات يومي 20 - 21 ابريل 2017 في إطار تنزيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015 - 2030 وخاصة المشروع المندمج رقم 2 المتعلق بدعم التمدرس بالأوساط القروية والشبه حضرية والمناطق ذات الخصاص. اتخذ اللقاء » تحسين جودة وحكامة تدابير الدعم الاجتماعي «تيمة له، وتبنى المحاور التالية منطلقا لأشغاله: 1- تحسين جودة الخدمات بالداخليات. 2- قيادة وتتبع » المبادرة الملكية« مليون محفظة". 3- منظومة معلوماتية لتدبير وتتبع الدعم الاجتماعي.
كان الهدف من برمجة هذا اللقاء في هذا التوقيت بالذات هو: أ- تحديد مجالات التدخل ذات الأولوية في الموسم الجاري2017 - 2016 . ب - استشراف التدابير الضرورية للدعم الاجتماعي الذي تتكفل به الوزارة لفائدة المعوزين وانتقاء التقنيات الحضارية الكفيلة بتعزيز وتحسين الخدمة بالداخليات والمطاعم المدرسية وتفعيل الحياة المدرسية بهما في الموسم المقبل ...
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء أتى استجابة لمجموعة من المؤشرات الميدانية التي تعكس الصعوبات والاختلالات القائمة على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات، وعلى المستوى المسطري والتدبيري والتأطيري، وقد أضحى التفكير في إرساء آليات المواكبة وأدوات التتبع والمراقبة ودورات التأطير والتكوين ضروريا لتجاوز بعض الكبوات.
كما شكل هذا اللقاء مناسبة أتاحت للمشاركين إمكانية التعبير بصوت مسموع، والتفكير معا في أشكال حفظ توازنات رواد المدرسة عن طريق: * تقريب المدرسة من المتمدرس (النقل المدرسي). * ضبط حاجياته عبر التحري لتحديد معايير عادلة ومنصفة للمعنيين بالدعم الاجتماعي والنقل المدرسي والمحفظة الملكية، معايير تراعي الاستحقاق وتشجع التميز. كما تبنى اللقاء الدراسي المقاربة الحقوقية والتشاركية والتدبير المرتكز على النتائج، مستحضرا أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جانبها المتعلق بالتصدي للهشاشة الاجتماعية وحماية حق المتعلم في مقعد بالمدرسة وحقه في السكن بأقسامها الداخلية وحقه في النقل المدرسي وفق معايير موضوعاتية تكفل الإنصاف وتكافؤ الفرص، خاصة وقد أفادت بعد التقارير والدراسات أن متعلمينا بحاجة ماسة إلى برامج وخطط وتدابير متفهمة لحاجاتهم ومتطلباتهم النمائية. هذا واختتم اللقاء باستقراء التقارير الأولية للورشتين مع تقديم الخلاصات...
وملاك القول أن التفكير في الدعم الاجتماعي وتداعياته وتجويد الخدمات وحكامة التدابير دون التفكير في سبل إنشاء موازين جديدة لضمان "جودة البقاء" باعتماد أساليب مبتكرة للإبداع والتجديد والإنتاج مع تجاوز الأشكال الكلاسيكية التي تحول دون توفير المناخ التربوي والنفسي والسوسيو/اقتصادي الأنسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنة من خلال إعادة النظر في الحياة اليومية لمتعلمينا والتقنيات الموظفة وهيكلتها بما يخدم تطلعاتهم ويوفر لهم فرص التدريب على تحمل المسؤولية ويزرع بدواخلهم "حب المبادرة" واتخاذ القرارات الملائمة في الوقت المناسب، والتخطيط للمستقبل والمشاركة الإيجابية في الحياة المدرسية، وتدبير فضاءاتها عبر الخلق والإبداع والتزود بمهارات تكفل لهم بناء المعارف والمواقف الضرورية للعيش "السعيد" وتساعدهم على إدماج قيم المواطنة من قبيل احترام التضامن؛ المساواة والمشاركة في الحياة العامة.... إن الوقوف على "ما بعد الدعم" بات ضروريا، فالتراجع المهول للمدعومين وتسربهم ينذران بالخطر، إن "حب المدرسة والنجاح داخل وخارج أسوارها "مؤشر لنجاح السياسات التي تضع "الطفل" ضمن أولوياتها وتتخذ من العلاقات الاجتماعية أساسا لها، وتكرس الجهود لدراسة أحوال الجماعات وحاجاتها وتكشف القوانين التي تحكم تطورها، وتعمد الى الاهتمام بالجانب الإجتماعي في التربية متجاوزة الفوضى في التدبير ...
لقد أضحت تقنية» الحب« و »التضامن الإنسي «تفوق كل التحاليل السياسية وتتجاوز الارتباك في التعامل وتؤسس لفلسفة "البقاء" بكل تجلياته وأنساقه... »التربية «و»التربية الاجتماعية «ولادة، إذا كانت طبيعية فستغنينا حتما عن الجهود المهدورة والميزانيات الطائلة المرصودة لهذا الملف... وتهدينا وبسخاء" المتعلم السعيد" ساعتها يحق لنا ان نحتفل! والسؤال الذي يفور وبإلحاح: لماذا يقبل طفلهم على "المدرسة" ويدبر طفلنا رغم "الدعم"؟