حكت لي أمي مراراً..أنني عندما كنت صغيرا جدا..بالكاد أكمل عامي الأول..و قد قدم إلى هذا العالم أخي الأصغر مني..كنت أراها تحمله باستمرار..بعد ما أصبحت أحتل المرتبة الثانية في اهتمامها..كنت أجر ورائي المنديل المغربي الأمازيغي المخطط بالأحمر والأزرق..وأبسطه أمام أمي.. وأمام عجزي عن الكلام..كنت أشير عليها بيدي أن تضع أخي الوليد على المنديل..وتأخذني أنا في حضنها..أفعل هذا دون أن أبكي..أجرها فقط من ثيابها مرة تلو أخرى لعلها تعيرني الانتباه..وتلتف إلى ما أشير عليها به..كنت أفكر في سلوكي هذا بعد كل مرة تحكي لي أمي ضاحكة هذه الواقعة..وكنت أقول بيني وبين نفسي : ربما كنت أريد أن تحبني أمي وحدي دون أحد سواي..حتى ولو كان أخي..كنت أريد أن أنغمر بحب أمي وحنانها أنا وحدي..لا أحد غيري..ربما كنت أفكر هكذا.. رحمك الله يا أمي..لو تعلمين أنه حين رحلت راح معك جزء من جسدي..وراحت أيضا معك قطعة من روحي..لم تعد الحياة بعدك كما كانت معك..كما أن الموت أصبح ذلك الغريب الأليف عندي ولم أعد أهابه كما كنت..