كتب : سعيد المهيني الحلقة الأولى من : هنا أما في المغرب ففي اعتقادي ، فان الامن يحاول دائما التوجس من الاعلام المستقل وينحو مباشرة الى الاعلام الرسمي ، من قبيل وكالة المغرب العربي للأنباء التي يعين مديرها بظهير ملكي ، او عبر قنوات التلفزة الرسمية ، أو بعض الجرائد اليومية الصادرة بالعربية و الفرنسية و المقربة من الجهات العليا ، وذلك بهدف الاعلان عن بعض منجزاته او توقيفه لعصابات او اشخاص مبحوث عنهم او تجار المخدرات ثم الاعلان عن تفكيكه لخلايا ارهابية او متطرفة ، لكن يبقى السؤال المشروع هو لماذا اقصاء الصحافة المستقلة من حقها في الوصول الى المعلومة رغم ان الدستور الجديد يكفل لها ذلك من خلال الفصل 29 من الدستور ... أن المعلومة و الحق في المعلومة سواء بالنسبة للصحافي او بالنسبة للراي العام ، هي حق اساسي لا يمكن التنازل عنه تماما ومن تم فان النقابة الوطنية للصحافة كجزء من المنظومة الاعلامية ترى ان المصالح الامنية بالأساس مطالبة بالانفتاح على محيطها لتكون المعلومة صحيحة بعيدا عن تلك الاحكام الغير الناجعة التي تصدر في كثير من الاحيان نتيجة غياب المعلومة والخبر بالنسبة للصحافيين ... اننا في النقابة الوطنية للصحافة المغربية كنا سباقين لمراسلة السلطات الأمنية وفتح حوار معها بهدف ان تنير الراي العام بشكل عام ، لتكون المعلومة المنقولة صحيحة ، لأنني اقول واكرر ان سبب تهويل بعض الاحداث و الوقائع ليس مرتبط بشعور او انطباعات الصحفي كاتب المقال لكنه يكون في غالب الاحيان ناتج عن ضعف المعلومة ، او رد فعل عن عدم تزويده بالمعلومة المطلوبة .... في منطقتنا ككل ساهم الإعلام و الاعلاميون بشكل كبير في تقويم العمل الامني وقد نكون في بعض الاحيان مبالغين في طرح بعض القضايا ، ونسارع للحكم بالانفلات الامني او تدهور الوضع الامني لكننا في الاصل لا نريد بذلك النقص من معنويات رجال الامن او التقليل من العمل الدي يقومون به على مستويات مختلفة ، لكن فقط لنبث فيهم الحماس الاكبر للتحرك وننقل له انطباعات المواطنين ، وسنكون سعداء ان يزودونا بعملياتهم التي يقومون بها وما يحققونه من منجزات في محاربة الجريمة وتفكيك بعض الشبكات فلن نبخل في اظهار هذا المجهود الذي نعرف انه واجب اولا ، ومع ذلك يستحق الاهتمام والتنويه لكن للأسف عدم وصول المعلومة يجعل نشر الاخبار السلبية هو الطاغي ، كما ان استعمال مصطلح الانفلات الامني وتدهور الوضع الامني بالنسبة للصحفي هو " مجازي " فوقوع عملية سرقة واحدة او اعتداء عرضي لا يمكن ان يحسب لدى العارفين بالشأن الامني انفلات او تدهور ، في حين اننا يمكننا استعمال المصطلح في كثير من الاحيان والمناسبات سواء كان مترجما للحقيقة ام لا .... يتبع