ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة فريدة بقلم المشمولة برحمة الله الدكتورة آمنة اللوه
نشر في تطوان نيوز يوم 10 - 09 - 2015


قدمه للقراء الدكتور يوسف الحزيمري:
[سبق وأن نشر الأستاذ عبد القادر الإدريسي عن ذات الموضوع بعنوان (مكرمة الدكتورة آمنة اللوه) بجريدة العلم سنة 1987، ونشر الموضوع أيضا بجريدة الشمال في حلقتين لشهر غشت سنة 2015 بعدد 799 وعدد 800 ونعيد نشره تعميما لهذه الرسالة أن تقع من القلوب موقع العبرة حتى لا نغتر بالفاني وندع الباقي وراء ظهورنا].
من جميل الذكريات ولطيف الأحاديث التي تمتعك بها سيدة الأفضال والفضائل الدكتورة أمنة اللوه رحمة الله عليها، كلما جمعك بها مجلس، أو التقيت بها في محفل علمي أو منتدى أدبي، حديثها المشوق عن دارها التي وهبتها لعمل تربوي هادف مبني على القرآن الكريم وعلومه، تنفيذا لوصية لم تحد عنها والتزام لم تتردد في الوفاء به، عقدته مع قرينها الأستاذ الأديب إبراهيم بن علي الإلغي الدرقاوي (ت 1405ه/ 1985م)، وتلك الدار هي التي كان الزوجان الراحلان يأويان إليها كلما حلا بمدينة طنجة، وبها كان معتكف الدكتورة آمنة السني، تلجأ إليه كلما حز بها أمر أو أحست بضغوط نفسية ألمت بها، تخلو فيه إلى نفسها الليالي والأيام ذوات العدد، مستغرقة في التأمل والتدبر في ملكوت الله، وتتفيأ في محراب الذكر والتذكر ظلال الأنوار الربانية والإشراقات النورانية،
وحديثها عن هذه المكرمة التي بادرت إليها لا يُمَلُّ، وسردها لتفاصيل هذا الحدث التاريخي الذي أوقع أثراً عميقا في نفسها لا يسأم المرء من الإصغاء إليه، وظلت تعتبر هذا الحدث محطة فاصلة في حياتها. وذاك العمل العظيم الذي أقدمت إليه كان هو ديدنها في كل المجالس، ولا تفتر عن الدعاء والتضرع إلى المولى تعالى أن يجعل لها بهذا العمل المبرور بيتا في الجنة، وهو عمل جليل لا ينهض به إلا الأصفياء من عباد الله ممن أيقنوا كل الإيقان أن ما عند الله خير وأبقى، و(ما عندكم ينفذ وما عند الله باق). وحديثها في هذا الموضوع ضرب من الكلام الحلو المكرر، والمكرر أحلى، تطرب الآذان لسماعه وتتشوق إلى معرفة المزيد عنه، فقد أوتيت رحمة الله عليها بلاغة السرد البهي وجمال التعبير الصادق عن خلجات نفسها الشفافة المطبوعة بنفس صوفي راق، اكتسبته من الصحبة المثالية لزوجها إبراهيم الإلغي: ابن البار للزاوية الإلغية الدرقاوية.
و(ما زالت السيدة آمنة…تثير إعجابنا ودهشتنا..سواء تحدثت بلسان عربي مبين..أو كتبت ببهاء لغوي وجماليات ألفة عن سيرتها الفكرية وموقفها من العالم..) على حد الوصف الجميل الذي عبر به الصديق الدكتور عبداللطيف شهبون عن كتابات ومواقف الأستاذة الراحلة.
و من بديع رسائلها رحمة الله عليها خطاب لطيف وجهته إلى العلامة سيدي عبدالله كنون (بتاريخ 17 مارس 1987م)، وهو يومئذ رئيس رابطة علماء المغرب، وكانت تجمعه بقرينها الأستاذ الإلغي علاقة ود وإخاء مثاليين، تجيش تلك الرسالة بالمعاني السامية، وتطفح بالأحاسيس الصادقة والمعبرة عن نشوة السعادة والحبور التي حييت لحظاتها النورانية، يوم تم تدشين العمل التربوي الهادف بمنزلها العامر.
والجدير بالتنويه أن الدكتورة آمنة اللوه رحمة الله عليها، قبل تسليمها الدار إلى جمعية التوعية الإسلامية، قصد إصلاحها وإدخال التحسينات عليها، في دجنبر 1986م، عقدت اتصالات عديدة وباشرت استشارات كثيرة هنا وهناك مع علماء ومفكرين و مع خاصة معارفها، حول الخطوة التي ستخطوها، وتستطلع أحوال الأشخاص الذين سيضمون أيديهم إلى يدها لإقامة صرح علمي شامخ يشع نوره على هذه المدينة، وكان العلامة عبدالله كنون رحمه الله هو المستشار الأمين الذي التجأت إليه، و(ما خاب من استشار وما ندم من استخار)، فأوقد ذاك العالم الجليل جذوة الحماس في نفسها، وأكبر عملها وحثها على المضي في مشروعها، مزكيا أعمال الجمعية المذكورة (تأسست في رمضان 1402ه/ يوليوز 1982م)، من خلال سعيها الحثيث إلى خدمة القرآن الكريم، ونشر قيمه، مثنيا على خصال أفرادها ونبل أخلاقهم.
وقد جاء في رسالتها إلى العلامة سيدي عبدالله كنون الآنفة الذكر:
«.. صدقني سيدي، يُخَيَّل إلي أن ما حدث يوم [السبت 7 رجب 1407ه] 7 مارس1987م ( يوم تدشين العمل في المنزل المذكور) قد غيَّرَ مجرى حياتي، وطهَّرَني من الأدران المادية، ويُخَيَّل إليَّ أيضا أن الأنوار الربانية قد أشرقت عليَّ فمحت ما بالنفس الأمارة من ظلمات واكتسحت بوهجها المقدس بقايا حياة لاهية عابثة كانت ما تزال ترتع في ثنايا الأعماق..
عشت لحظة من السعادة الحقة، ورشفت من رحيقها الذي أسكرني كما سكر بها قبلي أهل التصوف، وهم يعيشون مراقي الحب الإلهي إلى حيث الوصول والفناء إلى حيث سدرة المنتهى..(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحا ترضاه..).
إنني أطمع وأحلم، والحقائق وليدة الأحلام، أن تكون هذه المؤسسة مصدر نور إسلامي يشع على هذه المدينة طنجة التي أحبها زوجي كثيراً.
أحلم أن تعيد هذه المؤسسة لتقاليدنا دورها ووهجها، هذه التقاليد التي طغى عليها "التغريب" وجار عليها فاندثرت أو تكاد..».
ولما كانت ذكرياتها الجميلة مع هذه المكرمة تُستعاد لحظاتها بين الفينة والأخرى، وتفاصيل عرضها تقدم من زوايا مختلفة، التمست منها في إحدى المرات كتابة سطور عن كيفية انبثاق فكرة جعل هذا البيت بالذات مركزا للدراسات الإسلامية، وكيف سلمته إلى جمعية التوعية الإسلامية. ولم تمض إلا فترة وجيزة عن ذلك الالتماس حتى تلقيت من قبلها رحمة الله عليها، وهي ما تزال تقيم في مدينة الرباط، بخطاب رقيق جاء في بعض سطوره: « .. فتلبية لرغبتك في معرفة الأسباب التي انبثقت فكرة وقف (داري) بطنجة على الدراسات الإسلامية، والظروف التي واكبتها، يسعدني أن أبعث إليك بهذه الوريقات التي حاولت فيها أن أوضح الفكرة لتكون على بينة منها وفي معرفة الأطوار التي مرت منها إلى أن استوى عملا قائما يؤتي ثمره بإذن الله.. ».
وبين سطور تلك الأوراق (بلغ مجموعها 7 ورقات) تلمس صدق إيمان المرأة ورسوخ عزيمتها في مواصلة العمل، والوفاء بالعهد الذي قطعته مع نفسها في تنفيذ وصية زوجها، وصلابة المواقف التي لا تلين أمام المثبطين الرامين ثنيها عن تسليم تلك الدار لتكون مركزا للدراسات الإسلامية، ووضوح رؤية العمل الذي عاشت من أجله وناضلت في سبيله، واختلفت مع محيطها في سبيل إنجازه.
وشَّحَت تلك الوريقات بالآية الكريمة: (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) من سورة التحريم. الآية11. وجعلتها عنوانا لموضوعها، فما أجملها من قصة تقرأ بين سطورها لعمل مبرور بادرت إليه سيدة محسنة كريمة.
وفيما يلي نص ما خطته بقلمها السيال سيدة الأفضال الدكتورة آمنة اللوه، جدد الله عليها الرحمات وبوأها من الجنان أعلى المنازل، وحفظ لها بيتها ليبقى منارة العلم والعرفان بامتياز كما كانت تأمل له. آمين.
{رب ابن لي عندك بيتا في الجنة} صدق الله العظيم
بقلم: المشمولة برحمة الله الدكتورة آمنة اللوه
من مميزات الجلسات التي كانت تجمعني والأستاذ إبراهيم الإلغي أنها جلسات ذات نفع وفائدة بالإضافة إلى مسحتها الأدبية التي لم تكن تخلو من أبيات شعرية (1) يرتجلها الإلغي للمناسبة .
في إحدى هذه الجلسات، وكانت في طنجة (2) ، وفي هذه الدار بالذات، فاجأني بقوله:أتريدين بيتأ في الجنة ؟ أجبته وأنا جذلى: ومن منا لا تتمنى أن يكون لها بيت في الجنة.حتى المكرمون في القرآن الكريم يتمنون ذلك، فهذه امرأة فرعون تناجي ربها: (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) (3) ، قال والرضى باد على وجهه: إن كنت تريدين ذلك حقا، فأوقفي هذه الدار أو قصرك الصغير هذا على القرآن الكريم والدراسات الإسلامية وبذلك تضمنين لنفسك بيتا في الجنة وتؤمنين لنفسك صدقة جارية تنفعك في اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. فوجئت بهذا الاقْتراح، فقد استشعرت عظمة الفكرة، ولم أكن أنتظرها فكان تعليقي: نِعْمَ ما أشرت به عليَّ.. وقبل أن أُتمَّ كلامي، أسرع يقول: إذاً فأنت اقتنعت بالفكرة، فعلى بركة الله….
كنت أعرف أنه قبل ذلك كان يسعى لتوظيف الدار موضوع الوقف في مشروع تجاري تعليمي يُدر علينا دخلا إضافيا، وكنت أعرف أيضا أنه كان يجري اتصالات مع ذوي الخبرة في هذا الشأن… وآخر من اتصل بهم بعض الإخوان العراقيين المقيمين في طنجة من أجل الشراكة في مشروع مدرسي كان يخطط له بجد ..
ولكنه وبكيفية غير منتظرة، تخلى عن الفكرة، فكرة التجارة، ولم يعد يهتم بها، فقد صدم بالنوايا غير الحسنة عند كل الأشخاص الذين فاتحهم في الأمر، واستنتج بحدسه الذي لا يخطئ، أن الحوار معهم لا فائدة ترجى منه، والتعامل معهم لا يجدي، شخصيا أعتقد أن هذه المثبطات التي صدته عن المشروع التجاري يمكن أن تنطبق عليها الحكمة القائلة: رب ضارة نافعة !
انصرف عن المشروع التجاري نهائيا لفترة طويلة إلى أن فاجأني بالسؤال المذكور آنفا !
ومر عام أو أكثر على الاقتراح الذي ألقى إلي به في الجلسة التي احتضنتها طنجة، قضاه في إصلاح البناية وإضافة قاعات جديدة إليها وإعدادها لتكون صالحة للتدريس.
و أدركتنا عطلة الصيف، صيف 1985، قضيناها في إسبانيا وبالتحديد في منطقة الأندلس.. تفقد خلالها كل الأماكن التي سبقت لنا زيارتها في فترات سابقة، و وقف على بعض المآثر العربية وأنشد فيها أشعارا رقيقة مؤثرة يتذكر فيها أياما جميلة قضيناها بين أحضانها في ماضي العمر(4)..هل كان يشعر بدنو الأجل ؟
وكان ينوي زيارة البرتغال أيضا.. ولأن علامات الإعياء كانت بادية عليه، فقد رجوته أن تقتصر عطلتنا على إسبانيا، ونؤجل زيارة البرتغال إلى فرصة أخرى..وقد استجاب لرغبتي..
وعدنا إلى المغرب، وفي طريق العودة إلى الرباط (وكان ذلك يوم الخميس 12شتنبر1985) التفت إلي وكان يسوق السيارة بنفسه، وسياقة السيارات كانت إحدى هواياته وقال في نبرة حادة وحاسمة: لا يمكنك أن تتصوري مدى رغبتي في أن أرى المشروع وقد تحقق..لذا فبمجرد وصولنا إلى الرباط سأتصل بالأوقاف لتسوية قضية الوقف المتعلق بدارك بطنجة ، ثم استدرك قائلا: ولكن ليس الآن، فجل الوزارات الآن في عطلة وسأنتظر عودة الموظفين والتحاقهم بمكاتبهم لأباشر الموضوع مع الوزير..وأضاف: البناية وما يحيط بها من حديقة و أراض كلها ستحبس على الدراسات القرآنية، باستثناء الدار الموجودة فوق البنك (كان هناك بنك في الطبقة الأولى) فستبقى على ذمتنا، وذلك من أجل المشاركة في العمل ومراقبة سيره والتأكد من التزام الذين سيشرفون عليه بكل البنود المتفق عليها..أجبته: حسنا ستفعل بإنهاء قضية الوقف، والله يحقق المراد .. ولكني أرى أنه قبل ذلك يجب أن ندرس المشروع جيدا وبكل التفاصيل، ونضع الخطوط العريضة لمنهج العمل التعليمي،عند ذلك نقدم الملف جاهزا و بكل الشروط التي يجب أن تلتزم وزارة الأوقاف. قاطعني بحدة: ذلك عملك أنت، فأنت التي ستضعين البرامج ومنهجية العمل وتسهرين على تنفيذه، بعد أن يبدأ العمل في المؤسسة. وأضاف: ألست خريجة كلية التربية وعلم النفس؟.
أدركت أنه مصمم على إنجاز الوقف في أقرب وقت وقبل أي تخطيط ..لذلك رأيت أنه من الأفضل أن نغير دفة الحديث، فقد قرر ولا فائدة من النقاش..فلو تماديت معه في النقاش، لأوَّل ذلك بأنه تراجع مني عن الوقف لا قدر الله!
واصلنا السير وأنا مأخوذة ومبتهجة بما سمعت، وأخذت أفكر في المسؤولية التي حملني إياها، مسؤولية إعداد دراسة وافية عن المشروع القرآني ..
ولكن كل شيء في هذه الحياة يجري بقدر الله ومشيئته، فبعد أسابيع قليلة من هذا الحوار، أتى أمر الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد (5).
ورغم اللظى الذي كنت أتقلب فيه من جراء فراق صنو حياتي وقد مرت علي أيام بل شهور عصيبة احتسبتها لله فإنني لم أنس المشروع، بل ازداد حدة وقوة، ولازمني ليلا ونهارا، وأخذت أعرض الفكرة على الزائرين والزائرات الذين كانوا يفدون علي بالرباط لتقديم العزاء. فكانت معظم الآراء مجمعة على أن المسؤولية جسيمة وأنه من الصعب أن أجد أناسا تتوفر فيهم شروط الأمانة والصدق والاستقامة لأغامر معهم في تنفيذ المشروع.. وأنه من الخير لي أن أنصرف عن الموضوع نهائيا حتى لا أدخل في متاهات لا علم لي بها ، وأن الحل المناسب هو أن احتفظ بالدار لنفسي، وأنه في حالة بيعي للدار أن أخصص مبلغا من المال لتوزيعه على الكتاتيب القرآنية أو على المراكز الدينية..
وللحقيقة أقول بأن كل هذه الأجوبة لم تقنعني، ولم يطمئن لها قلبي .. فأنا قطعت عهدًا على نفسي أمام الله وأمام زوجي أن أهب الدار للقرآن الكريم لتكون مركز إشعاع للدراسات الإسلامية، فكيف أخيس العهد والعهد كان مسؤولا؟ وكيف أحرم نفسي من صدقة جارية أرادها الله لي على يد زوجي؟
وعشت أياما وليال أستعرض المشروع من كل جوانبه، وأحيانا كانت تنتابني أفكار تكاد تعصف بي، فالإنسان كثيرا ما يضيع إذا تكاثرت حوله الآراء والنصائح ودائما فيها الغث والسمين.. وقد بلغ بي الأمر في بعض المرات أن شككت في قراري..
وكدت أضيع لولا رحمة الله بي، وهو وحده الذي يعلم سرائر النفوس ..
وفي ليلة من الليالي التي لا تنسى، رأيت فيما يرى النائم، أنني أوجد في طنجة وقد وقفت أتطلع إلى البناية من الخارج ، فإذا بالإلغي يتراءى لي على سطح الدار يجري من هنا وهناك وهو ينشر لافتة بيضاء ضخمة مكتوب عليها بحروف بارزة: مركز الدراسات الإسلامية، واستيقظت على هذه الرؤيا الملهمة، وقد زال الكابوس الذي كان يجثم على صدري، ويقض مضجعي، وشعرت بالاطمئنان، وأيقنت بكيفية لا تقبل الشك أن الفكرة يجب أن تنفذ، وأن المشروع يجب أن يظهر للوجود، فالأستاذ الإلغي يذكرني من وراء الغيب بالعهد!
وأوقفت كل الاستشارات، وأبلغت الجميع أنني قررت و لن أتراجع عن قراري هو: الدار للدراسات القرآنية !
لم أرد أن أُخضع رؤياي للتحاليل النفسية وأفسرها تفسيرا يتماشى مع تفكيري اليومي في المشروع الذي اقترن عندي بالأستاذ الإلغي، فقد اعتبرتها (أي الرؤيا) فتحا مبينا من الله، وإلهاما منه سبحانه وتعالى لي بأن أمضي قدما في تنفيذ ما خططه لي رفيق حياتي ..
أعود فأقول بأن جانبا من العبء الذي كان يثقل كاهلي قد انزاح بهذه الرؤيا، وبقي التفكير في كيفية التنفيذ دون الاعتماد على نصائح الغير…
وصرفت النظر عن تسليم الدار لوزارة الأوقاف وذلك لأسباب عدة لا داعي لذكرها.
وشاع الخبر بين الناس بأن الدار أصبحت ملكا للقرآن الكريم وكم كنت سعيدة بهذا الإنجاز !
ووصل الخبر إلى جمعية التوعية الإسلامية عن طريق أحد أعضائها وهو الأستاذ(م. ش)، وكانت الجمعية يومذاك تبحث عن مقر لها .
وإذا أراد الله شيئاً هيأ له أسبابه ..
فقد زارني الأخ المذكور موفداً من قبل الجمعية وحدثني عنها وعن برامجها واحتياجها إلى مقر تمارس فيه أنشطتها …
أبديت أسفي للأخ وقلت له: إن لي مشروعاً قرآنياً أريد تنفيذه وتحقيقه في هذه الدار، وحسب ما سمعته منه، فبرامج الجمعية تختلف عن مشروعي، وتمنيت له وللجمعية التوفيق.
وقد تفهم الأخ الكريم أسباب امتناعي عن تسليم الدار للجمعية، ونقل الخبر إلى الأعضاء وانتهى الأمر…
ولكن، وبعد مرور أيام قليلة على هذا اللقاء،(وكان بالرباط) اتصل بي هاتفيا المحسن…(ع. ط) وفاتحني في الموضوع ذاته وهو أيضا من أعضاء الجمعية فاعتذرت له و أبديت له الأسباب التي تحول بيني وبين تسليم الدار للجمعية. ولكنه ألح علي في أن أحدد له موعدا للقائي، وتم ذلك في الرباط، فحدثني عن الجمعية وأهدافها المستقبلية. قلت له: أهداف الجمعية نبيلة وقيمة. أما ما يتعلق بالدار فأنا لا أسلمها إلا لمن يلتقي مع برنامجي ويعمل معي على تنفيذه، واعتقد أن برنامجي يختلف عن برنامجكم …
أجابني بإلحاحه المعروف: إننا لا نختلف، بل نلتقي معك لأننا أيضا نخدم القرآن.
قلت له: إن لي شروطا لا أدري إن كنتم مستعدين لقبولها وتنفيذها ؟
قال: شروطك مقبولة مسبقا، ونعدك بأننا سنلتزم بها وإنها فرصة أيضا لنا لنعمل على خدمة كتاب الله، ثم حدثني عن مسجدهم، …، وما يقام فيه من أنشطة دينية الخ…
لم أقتنع كثيرا بأقواله، فطلبت منه التريث لأفكر قبل أخذ القرار…
وقضيت أياما أخر أفكر وأقدر، والشيخ (ط) يطاردني هاتفيا صباحا ومساء، وأنا أسوفُهُ، ومما أذكره عنه قوله لي في إحدى المكالمات الهاتفية وبصوت توسلي: يظهر يا سيدتي أننا في الجمعية سنمارس عملنا في خيمة ننصبها في العراء إذا لم تتكرمي بتسليمنا الدار..
ودائما كنت أطلب منه التريث وأن يترك لي الفرصة لأتخذ قراري دون ضغط أو إلحاح من أحد …
وهكذا مضت الأيام بين مد وجزر، وأنا أفكر وأعيد التفكير ..
لماذا كنت أتريث في اتخاذ القرار ؟
فقد كنت أخشى أن أحيد عن الخطة التي رسمها لي الأستاذ الإلغي فيفشل المشروع، وذلك ما كنت أتجنبه وأتقيه .
كنت أريد النجاح والاستمرار للمشروع، فكان الاحتياط واجبا ..
وبعد فترة تأمل اقتنعت نسبيا وقلت: ليكن ما أراد الله، فلا شك أنه سبحانه وتعالى هيأ لي هذه الجماعة الخيرة من المؤمنين لأشد بهم أزري أشركهم في أمري وأستعين بهم ومعهم على تحقيق أمنيتي وأمنية زوجي في خدمة كتاب الله.
فكانت الموافقة، وتلاها اجتماع مع أعضاء الجمعية في الدار بطنجة. وبعد أول لقاء، انتقلت الجمعية إلى مقرها الجديد.. وبدأ العمل على بركة الله ، ثم تكررت اللقاءات بيني بين الأعضاء (في البداية) فقد كان حرصي شديدا على نجاح الفكرة وبلورتها بكيفية ترضي الجميع..
كيف تلقى الناس الخبر ؟
أذكر هنا بعض الحكايات التي رافقت ظروف تسليمي الدار للجمعية، أثبتها هنا للعبرة لا غير ..
1. أذكر أنه في هذه الأثناء، وقد انتشر تسليم الدار للجمعية، اتصل بي أحد السماسرة وهو من طنجة، وكنت أعرفه من قبل، وأبدى استغرابه وامتعاضه مما أقدمت عليه وقال لي بالحرف: إن البناية تساوي حاليا سبعمائة مليون فرنك 700.000.000 فرنك و الشاري موجود ومستعد لدفع المبلغ حالا ، أرجوك لا تضيعي الفرصة، فالفرص لا تسنح دائما. نظرت إليه مليا وقد استصغرته وقلت في نفسي: هذا شيطان في ثوب إنسان دائما. اللهم نجني من همزات الشيطان، ثم توجهت إليه قائلة: اسمع ما أقوله لك جيدا: والله لو جئتني بمال الدنيا كلها تغريني به والمال يغري! لأتنازل عن قراري ما تنازلت عنه، أنت تدعوني إلى عرض الدنيا، وعرض الدنيا زائل، وأنا بقراري وعملي أرجو ما عند الله، وما عند الله باق لا يفنى!
ذُهلَ الرجل من جوابي الحاسم، فلم ينبس بحرف، ثم أحنى رأسه، وانصرف مدحوراً..
1. أذكر أيضا أن أحد المحامين الكبار بالرباط وكان صديقا لزوجي بل من تلامذته النجباء، زار دار طنجة وذلك بعد تسليم الدار للجمعية واطلع على مرافقها، ثم عاد وزارني في بيتي وقال لي وهو مندهش: لماذا فعلت هذا ؟ إن تسليم الدار لجمعية تدعي الإسلام شيء لا يصدق ! كان يجب عليك أن تتريثي قبل اتخاذك هذا القرار. أجبته: إنه عهد قطعته على نفسي أمام أستاذك وأستاذي فكيف أتراجع عنه؟
قال: البناية تصلح لعمل تجاري كبير يدر المال الكثير. البناية ومعها تلك المساحة المهمة المحيطة بها يمكن أن نؤسس فيها جامعة نموذجية تطل على الضفتين، هيا نشترك معا لإقامة صرح علمي شامخ وسأشرف عليه بنفسي، أما المشروع القرآني فيمكن أن نبني له قاعة مجاورة للبناية القائمة تخصص للأطفال يتلقون فيها القرآن. علقت على كلامه وأنا أبتسم: يعني (المسيد.!).
ثم أردفت: لا أقول لك إنك جئت متأخرا، فحتى لو جئت قبل تسليم الدار لما تراجعت عن قراري، فأنا مسؤولة عن العهد، وكان عهد الله مسؤولا..
أجابني وهو منزعج من قولي: فكري جيدا فيما عرضته عليك فأنا لك ناصح أمين، ووفائي لأستاذي سيدي إبراهيم يفرض علي أن أخلص لك النصح.. فكري جيدا فلن تندمي، ثم إن الجامعة أيضا عمل مبرور ففي تأسيسها خدمة للعلم، والعلم جزء من الإسلام (6).
كنت احترم الرجل لكفاءته العلمية ولوفائه لأستاذه الإلغي، ولذلك أجبته جوابا مرنا وفي أعماقي دعاء إلى الله أن يثبتني: لا عليك، سأنتظر في الأمر، وعندما أصل إلى القرار المناسب ستعلمه في حينه .
ثم نسيت الموضوع بل تعمدت نسيانه حتى لا أتعرض لهمزات الشيطان و نزغه (فإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله).
1. وأذكر أيضا أن دكتورا كبيراً له شهرة علمية واسعة، وأجله كثيرا لعلمه ولمواقفه الوطنية، ثار و استنكر قراري بعد أن أبلغته له وقال لي محتجا: مالك والجمعيات الإسلامية، هل خدعتك العناوين؟ ابتعدي عنها فالله وحده هو الذي يعلم ما تخفيه وراءها … أنصحك ببيع الدار، والتمتع بمالها، وأضاف (برعي نفسك ) وابتعدي عن البشر ولا تشركي معك أحدا..
هذه نماذج فقط مما كنت أواجهه من انتقادات، وكأنني بعملي هذا اقترفت شيئا نكرا..
لقد كثرت علي الإغراءات والاستنكارات، ولكنها كلها ذهبت أدراج الرياح:
(فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) .
إيماني القوي بالله كان صمام الأمان، فلم أتزعزع عن موقفي إلى أن خفتت الأصوات شيئا فشيئا ثم سكتت نهائيا بعدما علم الكل علم اليقين أنني صامدة وأنني ماضية فيما اختاره الله لي.. غير أنني كنت أسمع أيضا كلمات المديح والاستحسان والإعجاب بما أقدمت عليه ودعوات صادقة بالتوفيق والنجاح: وهذا ما كان يثلج صدري ويزيد من حماسي ويطمئن له قلبي .
هذه هي القصة باختصار، بدأت الفكرة ببساطة متناهية إلى أن استوت عملا قائما بذاته يعطي ثمره بإذن الله، فكرة لمعت وبرزت في جلسة من جلسات طنجة التي لا تنسى !
فالله تعالى يتقبل منا جميعا . آمين
الرباط ذو الحجة 1424 ه/ فبراير 2003م
الهوامش :
1. كنموذج، أذكر هنا أبياتا قالها ونحن نتناول شاي العشية بتطوان المحروسة:
حضر الشاي فكبيه بأكواب هنية
تصرف الهم وتأتينا بأنس في العشية
أو قوله ونحن في إحدى جلساتنا اليومية :
ليت هذا العيش يصفو= مثل صفو الثغر منك
ليت هذا الدهر يبقى= غافلا عني وعنك
إلى غير ذلك من الأشعار الرقيقة التي كانت تزين جلساتنا التي لن تتكرر أبداً..!!
1. كانت طنجة قريبة على نفسه، تستهويه، وفي الأيام الأخيرة كان مدمنا على زيارتها، والإقامة بها وخاصة بعد شرائنا الدار التي تمتاز من بين ما تمتاز به، بموقعها الرائع المطل على البوغاز .. وصارحني عدة مرات بأنه يريد الاستقرار فيها وخاصة بعد تقاعده .. ولم يمنعه من ذلك إلا ارتباطي بعملي الرسمي في الرباط، وكثيرا ما كان يمازحني قائلا : لماذا لا تطلبين التقاعد النسبي؟ كفاك عملا، فقد قدمت لبلدك ما يكفي، فمنذ نعومة أظفارك وأنت تعملين بكيفية لا تعرف الكلل..وآن الأوان لتستريحي وأستريح معك ونستقر في طنجة…أحيانا كان يخشى ألا أوافقه على الاستقرار في طنجة، وبروحه المرحة يقول: لا بد أن نرحل عن الرباط ونستقر في طنجة، وإذا لم توافقي على طنجة فسيكون الاتجاه نحو أكادير وبها يكون الاستقرار .. فتخيري ..!
2. سورة التحريم. الآية: 10
3. كنموذج لهذه الأشعار أثبت هنا بعض المقاطع يقول في أحدها تحت عنوان : كأس الذكريات قدم لها بما يلي: " زار الشاعر وزوجته قصور الحمراء، وتوقفا عند بهو السفراء يستذكران أيامهما الأولى، فأنشد مرتجلا :
انظري للبهو يا أنس الحياة = وهو يلقانا بكأس الذكريات
يوم أن كنا نزلنا دوحه = في غداة العمر، أنعم من غداة
هي عندي ليلة القدر كما= وصفت"خير من ألف" ومآت
وفي قصيدة أخرى أقتطع منها هذه الأبيات :
ولا بد من عودة تستعاد = إلى حيث مختلسات الفؤاد
[نصوغ الحياة وصفو الزمان = وإشراق نجم المنى والمراد
وبسمة عمر وبهجته] = نعم، ذكريات لنا تستعاد
بغرناطة.. كلأتها العيون = وجادت عليها الغوادي الجياد
بحيث استهل سنا حبنا = وذقنا بها العسل المستجاد
[وعشنا بها ومضات الهنا] = نشاهد.. حب لنا في ازدياد
ألا تذكرين حبيبة روحي = يوم حللنا بها من بعاد
أتينا على صهوات الغيوم = نسرع لا صهوات الجياد
لننزل جنة عدن بها = أعدت لنا دون باقي العباد
ونمرح في جنبات "العريف" = زهوا .. تباركنا في تناد
............
............
ألا تذكرين.. ألا تذكرين = ألا فلتجيبي ورب العباد
بلى قد ذكرت.. معاذ الهوى = أكون بناسية أو أكاد
إلى غير ذلك من القصائد والأشعار الرقيقة التي قالها في كل زيارة لنا إلى الأندلس.
1. توفي الأستاذ إبراهيم الإلغي يوم الخميس 2 صفر الخير 1406ه موافق 17 أكتوبر1985م بالرباط.
2. وهنا، وهو يعرض علي مشروع الجامعة، لمعت في ذهني فكرة أرجو الله أن يحققها، وهي: ألا يمكن أن يتحقق المشروع القرآني إلى جامعة للتخصصات الإسلامية؟ طبعا لم أكشف عن هذا لمحاوري، وإلا تعلق بالفكرة، ومن الصعب الفكاك منه …


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.