انقلبت بالأمس في سابقة من نوعها حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة "فيتاليس" الجديدة على الطريق الرابط بين عين الحصن و مدينة تطوان. لكنها لم تسفر ولله الحمد عن ضحايا في الأرواح، و أصيب العديد من الراكبين بجروح متفاوتة الخطورة، أكثرها حالتين لازالت قابعة بالمستشفى لحد كتابة هذه السطور. الغريب في الأمر أن لا أحد ذكر هذه الحادثة و كأنها لم تحدث ، مما يطرح العديد من التساؤلات- و يستحيل أن يكون مرده للولاء الجماعي للشركة الجديدة بطبيعة الحال- على كل ليست هي الأولى من نوعها لأنها أتت بعد سلسلة من الحوادث التي ارتكبها سائقوا الشركة الجديدة على مستوى عدة خطوط آخرها الحادثتين الأليمتين الواقعتين على مستوى خط تطوانمرتيل و خط تطوانالفنيدق ،حيث تشاركا السائقان بينهما في مدة الحبس النظري الذي تصل لحدود الأربعين يوما، لأنهما أودتا بحياة شخصين: الأول أب لثلاثة أطفال دهسته الحافلة في الوسط الحضري لمدينة مرتيل، و الأخرى قبلها بأيام قليلة أودت بدورها بحياة بحار متجه نحو الميناء للعمل، دهسته هي الأخرى على ممر اللراجلين. يبدو أن توالي هذه الحوادث له خلفيات متعددة أبرزها عدم تثبيت السائقين الذين يتم تنقيلهم على مدى كل يوم أو يومين من اتجاه لآخر، مما لا يدع لهم المجال للتعود على الطرقات التي يعملون فيها، كما لا يسمح لهم للاحتكاك بالراكبين الذين نعلم جميعا بأنه من صالحهم التعرف و التقرب لسكان المناطق التي يتجهون إليها لتخلق بينهم الألفة و التسامح والتآخي ويتم يربط العلاقات الطيبة بين الجميع. أضف إلى هذا إلى كون السائقين الشباب يتم إرسالهم لمثل هذه المناطق الصعبة الملتوية ليتم الاستغناء عن ذوي الخبرات السابقة ممن هم الأجدر لتجاربهم الكثيرة السابقة الملمة بوعورة الطريق و كيفية التعامل معها و مع ساكنتها. ملاحظة أخرى انتبه إليها مستعملو هذه الحافلات و هي تقاطرها كالشتاءعلى بعض المناطق كمرتيل و المضيق مثلاو غيابها بشكل كلي عن أخرى، لأنه مقابل مرور عشر حافلات لهذه المناطق تستعمل واحدة في اتجاه الخط( 7) على سبيل المثال. اما لمناطق الكاريان، بوجراح ، اللوزيين، سمسة و الولاية فحدث عن عد ساعات الانتظار بدون حرج. من هذا المعطى تتوجه ساكنة تطوان للتساؤل عن أسباب التوزيع المجحف هذا، لكل من لجنة التتبع التي يرأسها السيد رئيس الجماعة الحضرية و للمجتمع المدني للنظر في الموضوع و حل هذا المشكل وذلك بتقصي حقائق توالي هذه الحوادث. و كذلك النظر في أمر بطأ تغطية خطوط يئس أهلها من قدوم بشائر أي حافلة، حتى بدت معجزة عبرت عنها سيدة بتعليق طريف مضمونه "بأن السلحفاة بكت فرحا عندما علمت بأنها أسرع من خطوط "فيتاليس"… فمن المسؤول عن هذه الخروقات المتعلقة بقطاع حساس بهذه المدينة في مصلحة السير و الجولان الخاصة بتسيير هذه الشركة، و كيف سيتم تجاوز مثل هذه المشاكل لساكنة استبشرت بالتغيير خيرا لتجده وبالا و نقمة عليها؟؟؟