جاء الهجوم الذي نفده مسلحين، اليوم السبت 14 من فبراير، على الساعة الرابعة مساءا تقريبا. وهما لا يزالان فارين إلى حد الساعة دون تمكن الشرطة من اعتقالهما؛ على شكل إطلاق نار عشوائي متسرع وخاطف، لما لا يقل عن أربعين رصاصة رشاش، صوبت تجاه واجهة المبنى الذي تم فيه نقاش حول الإسلام وحرية التعبير وقد خلف قتيلا واحدا من المدنيين، وإصابات طفيفة لعنصرين من رجال المخابرات أو الحراسة الخاصة، بالإضافة إلى شرطي واحد، حسب آخر تصريح لشرطة العاصمة. وقد جاء هذا الهجوم حسب نفس المصدر، إثر استضافة إحدى دور الثقافة جنوب العاصمة كوبهاجن، لجولة نقاش حول "التجديف ضد الأديان وحرية التعبير"، أطرها رسام الكاريكاتير السويدي "لارس فيلكس" الذي رسم صورا مهينة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم سنة 2002، وهي لا تعبر في الحقيقة سوى عن فكره الهجين وتخيله المريض. كانت إحداهن على صورة كلب حاشاه صلى الله عليه وسلم. وكان السفير الفرنسي المعتمد في كوبهاجن طرفا مشاركا في الحوار، بالاضافة إلى نخبة من رجال الفن والفكر والسياسة. ويأتي هذا اللقاء، بعد أن منعت السلطات السويدية الرسام من إلقاء المحاضرات في السويد، إثر الإحتحاجات المستمر على لقاءاته، خوفا من تبعاتها غير المحسوبة. ويبدو أن هذه اللقاءات تصب في خانة الدعم المباشر والتعاطف الواضح مع صحيفة "شارلي إيبدو". الشرطة الدنماركية في بداية الحادث تحفظت كثيرا، وكانت تصريحاتها متروية وحذرة إلى أبعد الحدود، لكن ضغط الإعلام، جعلها تُسرع من إجراءاتها وبحثها وفحصها لكل مخلفات الحادث، لتخلص لتصريح مفاده: أن الهجوم له دوافع إرهابية، وهو نفس ما صرحت به رئيسة الوزراء السيدة "هيله تونن سميث" عندما وصلت في زيارة تفقدية لمكان الحادث. وفي استجواب صحفي لها في عين المكان، عندما سألت عن: هل أنت قلقة على وضع الدنماركيين المسلمين؟. أجابت بلغة خشبية مسندة: أنا قلقة على جميع الدّنماركيين. ولا زال البحث جاريا من طرف شرطة العاصمة، بالتعاون مع الشرطة السويدية التي هرعت إلى مكان الحادث في تعاون مع شرطة العاصمة، من أجل القبض على المهاجمين. إلا أن آخر الأخبار تحدثت عن مهاجم واحد فقط، اعتمادا على تصوير الكاميرات المثبتة في عين وشوارع مكان الهجوم. والذي وصف على أن ملامحه عربية؛ وهو تصريح خطير ومزعج للجالية المسلمة، لأنه قد يتيح الصيد في الماء العاكر، ويقوي من عزم خلايا الجماعات العنصرية والمتطرفة الكارهة للتواجد الإسلامي. وقد شُددت الحراسة على نقاط الحدود مع السويد وألمانيا خوفا من تسلل المهاجمين خارج الحدود… من جانبنا، لا يسعنا إلا أن نقول: يجب على الشرطة أن تقوم بواجبها، وتلقي القبض على الجاني، وتقدمه للعدالة لتقول كلمتها فيه. لقول تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى. صدق الله العظيم.