ساعتين من الأمطار الغزيرة والفيضانات القوية التي ضربت مدينة تطوان يومه الخميس 29 غشت 2013 ، كانت كفيلة يالكشف عن هشاشة البنية التحتية وسوء الخدمات والإصلاحات التي شهدتها المدينة خلال هذه السنة ، والتي لم تكن في المستوى المطلوب ولا ترقى لمعايير الجودة والسلامة حسب ما أكدته الجهات المختصة ، فالمدينة التي لا تفارق فيها المكانس أيادي عمال النظافة ، اختنقت فيها مجاري تصريف المياه وأضحت مدينة تحت رحمة الفيضانات والتي أتت على جمالية المدينة وأخذت معها الأخضر واليابس وخلفت وراءها خسائر مادية كبيرة أضرت بساكنة تطوان ، فالمصالح التقنية للجماعة الحضرية لتطوان وكذلك شركة أمانديس المفوض لها تدبير شبكة الصرف الصحي لم تقوم بأعمال الصيانة كما يجب، بل كانت في إجازة سنوية مفتوحة إلا من بعض الروطوشات المحتشمة بوسط المدينة التي تندرج ضمن خدمة زوق تبيع،وهي بذلك تبيع الوهم للمواطن التطواني الذي يؤدي الضريبة من جيوبة المثقوبة ، وحتى نكون منصفين حول ما جرى يوم الخميس الأسود لا بد لنا من الإعتراف بأن الساكنة تتحمل هي الاخرى جزء من المسؤولية المتمثلة في بعض السلوكيات والتصرفات اللأخلاقية لبعض الأشخاص الذين يقومون برمي القمامة والأثربة ومخلفات الهدم و…،حول البلوعات وداخل مجاري المياه الأمر الذي يؤدي إلى اختناقها وعدم قيامها بالدور الذي أنشئت من أجله . وبالتالي حدوث ما وقع يوم الخميس الأسود ، ورغم ذلك فمسؤولية الجماعة الحضرية لتطوان تبقى قائمة وكبيرة بإعتبارها الجهة المختصة فانونا بتدبير شؤون المدينة ، ولعل ما أثار انتباه الساكنة هو سرعة التدخل في جمع وطمس معالم الفيضانات على مستوى وسط ومداخيل ومخارج المدينة . وإهمال تام على مستوى الأحياء الهامشية الشعبية الأكثر تضرراً…، لماذا ؟ وعلاش ؟