ساعة واحدة من الأمطار في طنجة كانت كافية لتغرق الكثير من الطرق وتغمر المنازل وتعرض سيارات كثيرة للأعطاب. وأدت الأمطار، التي تهاطلت لأول مرة هذا الموسم على طنجة ليلة الثلاثاء – الأربعاء، إلى قطع عدد من الطرق واختناق عدد كبير من مجاري المياه، إضافة إلى عطب سيارات غامرت بدخول بحيرات تجمعت بسرعة في المناطق والطرقات المنبسطة. وفي كورنيش طنجة، أرقى مناطق المدينة، تكونت بحيرات بسرعة كبيرة وأصبح من الصعب تجاوزها من طرف المارة والسيارات، ونفس الشيء بالنسبة لمناطق أخرى مثل شارع مولاي عبد العزيز على طريق الرباط القديمة، حيث غرقت سيارة واضطر ركابها إلى الخروج منها سباحة. وفي عدد من مناطق المدينة بدا أن مجاري المياه مغلقة بالكامل وتتراكم فيها الأزبال، فيما خرج السكان لتنظيف المجاري بأنفسهم وبوسائل بدائية مثل العصي والمكانس. وفي المنطقة الصناعية مغوغة، التي كانت العام الماضي أكبر ضحية للمياه، قال عدد من العمال إنهم أصيبوا بالفزع لمجرد رؤيتهم الأمطار الغزيرة، وهي تتساقط ليلة الأربعاء، وحاول عدد منهم الانصراف إلى منازلهم مخافة تجدد الكارثة التي وقعت قبل عام ستتسبب في مقتل المئات لو استمرت الأمطار لفترة أطول بقليل. وبدا لافتا أن سلطات طنجة ومجالسها المنتخبة لم تستفد بالمرة من كارثة العام الماضي، حيث تعرضت طنجة لأسوأ فيضان في تاريخها في «الخميس الأسود»، الذي حدث في مثل هذا الشهر بالضبط، وهي الفيضانات التي أدت إلى ضحايا ومنكوبين بالعشرات. وفي مختلف مناطق طنجة، ورغم أن المدينة في عز موسم الشتاء، لم تقم السلطات أو الجماعات المنتخبة بأي مجهود استعدادا لموسم الأمطار، وتجمعت الأزبال والفضلات في المجاري بحيث اختنقت بالكامل بعد ساعة واحدة فقط من المطر. وينظر السكان في المدينة إلى السلطات والمسؤولين الجماعيين بكثير من السخط، ويعتبرونهم غير مسؤولين بالمرة ويتعاملون مع المدينة بكثير من الاستهتار وانعدام المسؤولية.