أخنوش أصبح يتحرك في المجالات الملكية مستبقا انتخابات 2026.. (صور)    الجزائر تتجه نحو "القطيعة" مع الفرنسية.. مشروع قانون لإلغائها من الجريدة الرسمية    الصين: ارتفاع الإيرادات المالية بنسبة 1,3 بالمائة في 2024    فرص جديدة لتعزيز الاعتراف بالصحراء المغربية في ظل التحولات السياسية المرتقبة في كندا والمملكة المتحدة    تعيين أكرم الروماني مدربا جديدا لنادي المغرب الرياضي الفاسي    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    كل ما تحتاج معرفته عن داء "بوحمرون": الأسباب، الأعراض، وطرق الوقاية    سقوط قتيل وإصابات في جنوب لبنان    ترامب يقترح خطة لترحيل سكان غزة    وزارة التعليم تكشف تقدم حوارها مع النقابات في القطاع    وضعية السوق العشوائي لبيع السمك بالجملة بالجديدة: تحديات صحية وبيئية تهدد المستهلك    منتدى الصحافيين والإعلاميين الشباب يجتمع بمندوب الصحة بإقليم الجديدة    تلميذ يرسل مدير مؤسسة تعليمية إلى المستشفى بأولاد افرج    معرض القاهرة الدولي للكتاب .. حضور وازن للشاعر والإعلامي المغربي سعيد كوبريت في أمسية شعرية دولية    لقاء ينبش في ذاكرة ابن الموقت    الولايات المتحدة.. طائرات عسكرية لنقل المهاجرين المرحلين    الخارجية الأمريكية تقرر حظر رفع علم المثليين في السفارات والمباني الحكومية    طنجة.. حفل توزيع الشواهد التقديرية بثانوية طارق بن زياد    بطولة إيطاليا لكرة القدم .. نابولي يفوز على ضيفه يوفنتوس (2-1)    إسرائيل تفرج عن محمد الطوس أقدم معتقل فلسطيني في سجونها ضمن صفقة التبادل مع حماس    تدشين وإطلاق عدة مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية بإقليمي تطوان وشفشاون    الدفاع الحسني الجديدي يتعاقد مع المدرب البرتغالي روي ألميدا    تفكيك شبكة تزوير.. توقيف شخصين وحجز أختام ووثائق مزورة بطنجة    ملفات التعليم العالقة.. لقاءات مكثفة بين النقابات ووزارة التربية الوطنية    الكشف عن شعار "كان المغرب 2025"    أغنية "Mani Ngwa" للرابور الناظوري A-JEY تسلط الضوء على معاناة الشباب في ظل الأزمات المعاصرة    استمرار الأجواء الباردة واحتمال عودة الأمطار للمملكة الأسبوع المقبل    أوروبا تأمل اتفاقا جديدا مع المغرب    القنصلية العامة للمملكة بمدريد تحتفل برأس السنة الامازيغية    هوية بصرية جديدة و برنامج ثقافي و فني لشهر فبراير 2025    حصار بوحمرون: هذه حصيلة حملة مواجهة تفشي الوباء بإقليم الناظور    أيوب الحومي يعود بقوة ويغني للصحراء المغربية    هذه خلاصات لقاء النقابات مع وزارة التربية الوطنية    ملتقى الدراسة في إسبانيا 2025: وجهة تعليمية جديدة للطلبة المغاربة    الجمعية المغربية للإغاثة المدنية تزور قنصليتي السنغال وغينيا بيساو في الداخلة لتعزيز التعاون    أداء الأسبوع سلبي ببورصة البيضاء    فريدجي: الجهود الملكية تخدم إفريقيا    جبهة "لاسامير" تنتقد فشل مجلس المنافسة في ضبط سوق المحروقات وتجدد المطالبة بإلغاء التحرير    وزارة الصحة تعلن عن الإجراءات الصحية الجديدة لأداء مناسك العمرة    الأميرة للا حسناء تترأس حفل عشاء خيري لدعم العمل الإنساني والتعاون الدبلوماسي    من العروي إلى مصر :كتاب "العناد" في معرض القاهرة الدولي    فعاليات فنية وثقافية في بني عمارت تحتفل بمناسبة السنة الأمازيغية 2975    وزارة الصحة تعلن أمرا هاما للراغبين في أداء مناسك العمرة    إطلاق أول مدرسة لكرة السلة (إن بي أي) في المغرب    السياحة الصينية المغربية على موعد مع دينامية غير مسبوقة    المغرب يفرض تلقيحاً إلزاميًا للمسافرين إلى السعودية لأداء العمرة    مونديال 2026: ملاعب المملكة تفتح أبوابها أمام منتخبات إفريقيا لإجراء لقاءات التصفيات    لقجع.. استيراد اللحوم غير كافي ولولا هذا الأمر لكانت الأسعار أغلى بكثير    الربط المائي بين "وادي المخازن ودار خروفة" يصل إلى مرحلة التجريب    "حادث خلال تدريب" يسلب حياة رياضية شابة في إيطاليا    ريال مدريد أكثر فريق تم إلغاء أهدافه في الليغا بتقنية "الفار"    اثنان بجهة طنجة.. وزارة السياحة تُخصص 188 مليون درهم لتثمين قرى سياحية    بالصدى .. بايتاس .. وزارة الصحة .. والحصبة    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موت الديموقراطية
نشر في تطوان نيوز يوم 12 - 07 - 2013

التطورات الأخيرة للإنقلاب العسكري في مصر، والنكوص على مرحلة أولية من بناء الدولة الديموقراطية الحديثة ،أسس لمرحلة جديدة من تاريخ الفكر الانساني بدأت معالمها تتبلور في أفق المدى المتوسط .حقيقة أن الصراع الدخلي المصري هو صراع بين قوى محافظة لها مصالح وامتيازات من بقايا نظام سابق وبين أغلبية شعب تطمح للتغيير وللقطيعة مع مرحلة الاستبداد في عهد مبارك والعسكر ولكن عمق الصراع المصري يكمن في كونه مرتبط ارتباطا وثيقا بمصير منطقة بكاملها بل إن أي تطور يمكن أن يحدث في الجمهورية المصرية لا يمكنه أن يستمر بدون موافقة القوى العظمى نظرا للموقع الاستراتيجي لمصر: قناة السويس ولربطها مستقبل السلام مع اسرائيل بنوعية الحكم هناك…
الجزائر :لفهم ما جرى
ما الذي حدث بمصر حتى وقع الانقلاب العسكري بتزكية من طبقة الليبراليين واليساريين وبعض النخبة ؟وكيف قبل الغرب /ولو سلبيا /بهذا الرجوع عن اللعبة الديموقراطية..؟
لفهم ما يجري في مصر يجب الرجوع قليلا الى الوراء وإلى نهاية الثمانينات حيث تجربة وأد الديموقراطية بالجزائر ففي سنة 1990 اكتسحت الجبهة الإسلامية للإنقاد صناديق الاقتراع وفازت بأول انتخابات بلدية ديموقراطية معلنة عن بداية مرحلة جديدة ، وفي الدور الأول من الإنتخابات البرلمانية عاد الاسلاميون ليفوزوا ب188 مقعدا مشكلين القوة الأولى في البلاد .أمام هذه التطورات تحركت الالة العسكرية الجزائرية لتوقف مسار أول انتقال ديموقراطي عربي حقيقي ولتعمل على إعتقال كافة القيادات الاسلامية الجزائرية ولتدخل البلاد في حرب أهلية طاحنة كلفت الجزائر أكثر من 150.000شهيد وملايير الدولارات خسائر اقتصادية ولازال الوضع غير مستقر إلى الان…ولكن ألا نرى وجه تشابه خطير مع تجربة وأد الديموقراطية في مصر: المؤسسة العسكرية الجزائرية استعدت لمصادرة هذه النتائج وحركّت فيلقها السياسي قبل العسكري , وتحركت جبهات اليسار والبربر والفرانكفونيين وطالبت بالغاء الانتخابات كما طالبوا الجيش الجزائري بالتدخل , نفس الأمر تم في جمهورية مصر العسكر تدخلوا تحت غطاء مطالب الشعب والمظاهرات ليقوموا بانقلاب عسكري وأملهم أن يحظوا برضى الدول العظمى –تأكد أن الولايات المتحدة الامريكية كانت على علم وموافقة مبدئية لانقلاب العسكر بمصر..-لكن التطورات التي لا زالت تتفاعل لحد الساعة جعلت عددا من دول الغرب في حيرة من أمرها بين رغبتها في الدفاع عن مصالحها بالتعاقد مع المؤسسة العسكرية المصرية الحاكمة الفعلية في البلاد وبين خضوعها لقانون الديموقراطية التي نظرت له وفرضته على الدول العربية بقوة السلاح في كثير من الأحيان. فما العمل؟
يقول الحكيم كونفشيوس : دراسة الماضي تهمُّ مَن يريد تخطيط المستقبل.، وعليه فهل يمكن اعادة رسم نفس تجربة الجزائر في مصر؟ وما هي عواقب إعادة تمثيل نفس السيناريو؟
بالرجوع الى أحداث الجزائر وإلى كتابات عسكر ساهموا بشكل مباشر في مجازر البلاد يؤكد :
habib souaidia وهو عسكري /مظلي/ في القوت الخاصة للجيش الجزائري عاش يوما بيوم تك الحرب القدرة مند 1992
في كتابه الشهير la salle guerre
هذا العسكري يؤكد بالأدلة عمليات التعديب التي قام بها الجيش ويروي ما رآه من إعدامات وإبادات ، وتلاعُبات، واغتيال المدنيين. ويرفع الغِطاء خصوصاً عن أحد أكثر "المحرمات" في الماساة الجزائرية، التي حرصت السلطات الجزائرية على عدم الاقتراب منها الا وهي الآلة الداخلية لعمل الجيش الجزائري. يكشف الكاتب وقاحة الجنرالات في موضع تقدير العواقب، ودمويتهم ، وطرقهم لحشو الأدمغة لجنودهم للقيام بالمجازر باسم محاربة الارهاب،، وأيضاً يأس الجنود المُكرهين على القيام بأفعال بربرية، /بفعل المخدرات /وعمليات التطهير الداخلية. شهادة هذا العسكري(نشير الى أن تقديم الكتاب جاء من طرف احد أكبر رجالات اوروبا القاضي الايطالي الشهير فردينا ندو ايمبوسيماتو وهو نائب برلماني وسناتور سابق والرئيس الفخري للمحكمة العليا للجنايات في اطاليا ومتخصص في ملفات الارهاب والمافيا وحقوق الانسان في العالم)
سيكون لهذه الشهادة الاستثنائية دويٌّ كبير بعيداً عن التضليل الإعلامي الذي كثيراً ما منع الرأي العام الأوروبي من إدراك البعيد المخيف للحرب الدائرة فيما وراء المتوسط..طبعا هناك كتب أخرى كثيرة تعري فضائح العسكر في الجزائر نذكر منها : حرب الجنرالات،وكتاب"من قتل من في بنطلحة"لنصر الله يوس وغيرها..
ولكن ما الذي جعل الغرب يسكت على كل هذه الجرائم بالجزائر ؟ بساطة لأنه كان مشاركا فيها بشكل مباشر من خلال دعمه للعسكر خاصة فرنسا أو من خلال المحافظة على مصالحه هناك مقابل الصمت مثل الولابات المتحدة الامريكية..لاحظوا أنه ورغم الحرب القدرة لم تمس مصالح الولايات المتحدة بالجزائر ..نجاح الإنقلاب العسكري الجزائري تم اذن بموافقة الغرب وبحملة إعلامية ضخمة أظهرت الإسلاميين الجزائريين الفائزين بأول انتخابات ديموقراطية ،أمام العالم وكأنهم جملة إرهابيين لا يأبهون للديموقراطية/وبالفعل فبعض المتطرفين حملوا فكرة الحرب كأسس وحيدة للعودة الى الشرعية-/ولكن الكتابات اللاحقة وشهادات الكثيرين ، أظهرت أنه حتى الجماعات المتطرفة كانت متوغلة من طرف الجيش وأن بعضها كان مجرد آلة تنفيدية للقتل البشع لتبرير الحملة العسكرية للمؤسسة الرسمية..
الديموقراطية والحركات الاسلامية
فكريا ،في ذاك التاريخ ،ظهرت نظرية "نهاية التاريخ والانسان" لفرنسيس فوكوياما والذي مختصره هو أن النظام الديموقراطي الرأسمالي الليبرالي قد انتصر وانتصر الغرب معه فلا جديد بعد الآن بعد انهيار الماركسية الصينية وتفكك الاتحاد السوفياتي وبالتالي فقد اقفل باب التاريخ.
ولكن انظروا معي: يضيف فوكوياما: أن الأصولية الإسلامية هي أحدث تحد فكري سياسي للنظام الليبرالي…لكنه تنبأ له بالفشل الدريع، لأنه-حسب رأيه- يرمي إلى العودة الى قيم قديمة مما يعني عجزه عن التآلف وهضم الحديث. –
الأستاذ المقرء ابوزيد الإدريسي أكد في احدى محاضراته أن الغرب لا يتصرف بمحض الصدفة , وأن منظريه وفلاسفته يرسمون أفق العالم المستقبلي عبر كتابات ومقالات تنشر بسنين قبل حدوت التغيير وعليه فان الغرب كان يعرف مسبقا أن صراعه القادم هو صراع حضارات وهنا ظهرت عبقرية المفكر المغربي وعالم المستقبليات الدكتور المهدي المنجرة –كتاب الحرب الحضارية الأولى 1991-الذي أسس لهذه النظرية قبل أن يقول بها صمويل هنتغتون1993.
الغرب لن يقبل بأي تغيير في سياق النظم الحكمية ما لم تكن تابعة له وبداية التبعية تأتي في فرض نهج وفكر الديموقراطية مقابل نمادج أخرى من التدبير السياسي شرقيا كانت أم جنوبية…
الديموقراطية تعني حكم الشعب ولكي يكون بلد ما ديموقراطيا يجب توفر جملة أمور خلصها روبرت دال /المفكر الامريكي/بوجود مسؤولين منتخبين ووجود انتخابات حرة نزيهة وحق شامل في الانتخااب(لا يستتنى السود مثلا كما حدث في الولايات المتحدة الامريكية مند عهد غير بعيد) والحق في الترشيح للمناصب المختلفة وحرية التعبير والحصول على المعلومة والاستقلال الذاتي ..
الحركات الاسلامية لم تؤمن في بداية نشأتها بفكرة الديموقراطية لتعارضها الكلي مع أسس الحكم الاسلامي وخاصة نظرية الحاكمية لله..ونجد هنا رجالا بارزين في الفكر الاسلامي رفضوا مفهوم الديموقراطية مثل أبو الاعلى المودودي ،وحتى السيد قطب كتاب /معالم في الطريق/ الذي اعتبر المسلمين وغيرهم في حالة شبيهة بعصر الجاهلية واعتبر الاسلام هو الحضارة بعينها
لا ننسى هنا أنه حتى بعض المفكرين الأكاديميين /الغير المسلمين/ يقولون باستحالة توافق الديموقراطية مع نظم الحكم الاسلامي نذكر من بينهم "برناد لويس" الذي يؤكد بأنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة الاسلامية خلافا لما حدث في العالم المسيحي والى أن يحدث ذلك يستحيل تنزيل الديموقراطية على العالم المسلم.
لكن تطورات كثيرة أفرزت تغيير جدريا في نسق الفكر الاسلامي لذى جملة منظريه الكبار، فبعد صراعات وفشل في تحقيق الإنتقال إلى الدولة الاسلامية مباشرة انتقل مفكروا الاسلام إلى البحث عن أسس للمشاركة الفعلية في الديموقراطية كوسيلة أنجع لتحقيق الحكم وللوصول إلى السلطة بأقل ضرر ..وهنا يجب أن نسجل مواقف مهمة لحركة الاخوان المسلمين العالمية..لقد تمكنت هذه الحركة وبعد تطوير نسقها الفكري أن تحدث الانتقال النوعي من فكرة الحاكمية لله الى فكرة الديموقراطية،(ونعنقد أن ما يوازي هذه النقلة هو نظرية "ولاية الفقيه" في الفكر الشيعي) اقتناع الحركة كان له تأثير كبير على فئة عريضة من تيارات الحركات الاسلامية بل وصل تأثير الاخوان في المشاركة السياسية حتى إلى جناح السلفيين الذي يؤكدون أن الديموقراطية كفر…، وأبدت حركات إسلامية اخرى عادة لا تشارك في اللعبة السياسية مثل الهجرة والتبيليغ وبعض مريدي الصوفية اقتناعا بفكرة الاخوان وبالتالي مساندتها في الانتخابات التي تمت بعدد من الدول العربية.طبعا الكل ظن واقتنع بأن الغرب لن يتركهم يتحركوا ما لم يؤمنوا بفكرة الديموقراطية ولكن ما لم يفهم الاسلاميون هم أن نظرية صراع الحضارات تجعل من المستحيل أن يقبل الغرب بأية دولة عربية تركب على الديموقراطية لاقامة دولة دينية ولو اختراها الشعب في انتخابات نزيهة.لنتذكر هنا مقولة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، عقب حرب البوسنة والهرسك: أوروبا لن تسمح بقيام دولة اسلامية في وسطها..هذه المعطيات ربما غابت عن أصدقاء مرسي أو ربما أن تصورهم لقضايا الصراع كان دغمائيا وغير واقعي خاصة عندما اعتقدوا بامكانية تحقيق ثورة بدون دماء كثيرة وهو الأمر الذي لم يحدث في أية ثورة عبر التاريخ
هل أخطأ الرئيس مرسي
عندما نسمع من بعض المثقفين أن مرسي يريد " أخونة الدول" نتساءل وهل أنكر مرسي يوما ما أنه اخوانيا؟ ومن أوصله الى كرسي الحكم؟ثم هل شاهدنا في أي نمودج غربي لرئيس دولة عند توليه الحكم أنه أنكر انتماءه وايديولوجيته؟يبدو الأمر وكانه غير منطقي لكن المتريث والناظر بعقل يرى أن فكرة جعل مصطلح الاخوان يعادل "الخيانة" كان مدروسا على الأقل من الناحية الإعلامية وتم تمريره بشكل مستفيض حتى أصبح الرئيس نفسه يحاول أن يتربأ من انتمائه..
لنرى وجه تشابه بين الحملة الاعلامية الجزائرية على الفيس وحملة اليوم على الاخوان جاء في كلمة احمد غزالي رئيس الحكومة الجزائرية عقب الانقلاب/الاستقالة1992: ولن يفوتني وأنا أتوجه الى الضباط وضباط الصف والجنود في جيشنا الوطني الشعبي أن أؤكد ما سبق لي أن قلته في تصريح يوم 05 حزيران – جوان – 1991 وفي تصريحات أخرى أنّ هذا الجيش قد أثبت بالفعل والممارسة أنّه سليل جيش التحرير الوطني وأنّه يمثل مكسبا عظيما لهذه الأمة , فهو يمناها العتيدة والأمينة في الحفاظ على سيادتها وعلى وحدتها وعلى ثوابتها بما في ذلك دينها الحنيف وعلى حماية أهلها وسلامتهم . "
ولكن أين أخطا مرسي؟أكبر خطأ وقع فيه الرئيس مرسي أو بالأصح جماعة الإخوان المسلمين هي اعتقادها بامكانية تجنيب الشعب المصري الكثير من الدماء من خلال التفاهم مع العسكر، فأثناء الثورة وعندما كان الشعب يريد أن يقتلع أسس الحكم السابق من جدوره رأت جماعة الاخوان المسلمين أنه يمكن تجنب البلاد ثورة دامية من خلال التفاهم مع المؤسسة العسكرية على إنتقال ديموقراطي سلسل يحافظ لها على مصالحها على أساس أن تبتعد عن اللعبة . وهنا كانت بداية خطأ الاخوان فالعسكر في نهاية المطاف هم اللاعب الرسمي في النظام السابق وهم أول من كان يجب أن يحيدوا من اللعبة في الثورة وقبل انتهائها وتركهم يشاركون تحت شعار "الجيش مع الشعب" كان بداية انكسار فكرة الاخوان…
الرئيس مرسي قام بتغييرات كثيرة ربما أهمها احالة وزير الدفاع الرجل الخطير حسن طنطاوي ورئيس أركان القوات المسلحة سامي عدنان الى التقاعد…ولكن الذي لم يعرفه مرسي هو أن الشخص في المؤسسة ومهما بلغت مرتبته يظل فقط عملية واحدة وسط كم العمليات : المؤسسة العسكرية كبيرة ورجالاتها ومصالحهم أكبر من شخص او شخصين.
لقد عرفت المؤسسة العسكرية ان استمرار مرسي في الحكم لاربع سنوات قد يعرض مصالحها للخطر خاصة ان الرئيس الجديد بدأ يصدر أوامر خطيرة من شاكلة احالة 5000 عقيد ولاء من عناصر الشرطة على المعاش المبكر مع انشاء جهاز جديد في وزارة الداخلية..فادا كان الأمر كذلك في هذه فكيف سيكون في المؤسسة العسكرية؟.
موت الديموقراطية:
لنرى هذه المفارقة في" فقه اليدموقراطية "، بعد الانقلاب العسكري على الرئيس مرسي تم تعيين رئيس للدولة الذي هو رئيس المحكمة الدستورية فكتب أحدهم على صفحة الفايس
مصر تحقق معجزة إنسانية غير مسبوقة :
1- رئيس منتخب يعين وزيرا للدفاع
2- الوزير المعين يعزل الرئيس
المنتخب.ويعطل الدستور
3- الوزير يعين رئيس
4- الرئيس المعين هو رئيس المحكمة
الدستورية والمحكمة بدون رئيس
5- المحكمة تختار لها رئيس طبقا للدستور
اللى تم تعطيل العمل به ثم يحلف أمامها
اليمين كرئيس للمحكمة
6- رئيس المحكمة يحلف اليمين كرئيس
للجمهورية أمام المحكمة وأمام نفسه
كرئيس لها
7- الرئيس سيعين حكومة تحلف أمامه
اليمين وها يكون فيها وزير الدفاع اللى عين
الرئيس فهل سيحلف وزير الدفاع اليمين أمام الرئيس اللى هو عينه أصلا
هذه اللخبطات القانونية تفسر مدى التيه الذي يعيشه العسكر وربما أكبر تيه وقع فيه الثوار هو عندما اكتشفوا أنهم كانوا يحلمون بانتخابات رئاسية سريعة فادا بهم امام أمد لم يحدد بعد ،والمصيبة أن مرسي كان قد وعد بانتخابات برلمانية في أفق ثلاثة أشهر وطبقا للدستور الجديد فمن حق الأغلبية سحب الثقة عن الرئيس يعني أن مصر في عهد مرسي كان ممكنا أن تنظم انتخابات رئاسية في أفق ثلاثة اشهر أما اليوم فحتى في أفق سنة فلن تتحقق ، لذلك أعلن شباب ثورة تمرد عن رفضهم للاعلان الدستوري الجديد بل والادهى ان العسكر عينوا البردعي نائبا للرئيس وهو الذي لا يحظى بين الشعب وبين تمرده بأية مصداقية ولا ننسى أنه في الانتخابات الاخيرة انهزم بشكل ملفت.فكيف تسند له الرئاسة ؟.
مستقل مصر غامض وربما السيناريو الأكثر بشاعة هو اعادة تنزيل النمودج الجزائري؟ وربما أن ما يحول بين تطبيقه مرة أخرى على مصر هو العمق الاستراتيجي لمصر وقناة السويس فالغرب لا يريد ان تشتعل حرب اخرى لا يعرف تيهها خاصة ان الجماعات المصرية المتطرفة التي كانت قد اعلنت رجوعها عن فكر تكفير الامة والحاكم قد تعود بقوة وقد تجد لاتباع الظواهري وعمر عبد الرحمان ما يجعل بئر النفط المصري مشتعلا لعقود …
وكما سبق ان قلت ان ما يحدث في مصر( أم الدنيا على الأقل بالنسبة للعرب )يجعل نظرية "الدومينو" أكثر تحققا فما كاد العسكر ينقلبون على الديموقراطية في مصر حتى وجدنا تأثير ذلك في اقصى الغرب الاسلامي فقد جاء في كلمة للشيخ الحدوشي وهو وجه سلفي بارز ومعتقل سابق في اطار السلفية الجهادية :ان صنم اليدموقراطية قد سقط واضاف: "سقطت نظرية التدرج الإخوانية، وصدق نبأ الجهاد في أرض الكنانة مصر عمرو بن العاص يحكمها نصراني، وجاء دور النصارى، والخونة، وجاء دور أعداء الإسلام، وجاء دور الراقصات من الفنانين العفنين".
الان ومن الناحية الفكرية والايديولوجية يمكننا ان نبدأ الحديث من الان عن عهد وفكر ما بعد الديموقراطية..فالمفهوم القديم لها والمعتمد على الانتخابات وحكم الاغلبية/ولو صوريا/تجاوزه الغرب بقبوله بالانقلاب العسكري المصري الذي سيجد له نفسا في ،المدى المتوسط ،لدى مفكري وشعوب أوروبا وأمريكا..
.نحن نعيش ادن عهد :موت الديموقراطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.