في إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة ، نظمت جمعية " المرأة المناضلة " يوم أمس السبت 30 مارس 2013 ، جلسة فكرية متميزة بقاعة غرفة التجارة الكائنة بجوار مسجد الحسن الثاني ، هذه الجلسة الفكرية التي تأتي في سياق تكريم ابنة تطوان البارة ، الأستاذة و الباحثة خلود السباعي ، صاحبة كتاب " الجسد الأنثوي و هوية الجندر " هذا اللقاء الفكري المتميز ، ضم قراءتين تحليليتين لكتاب الباحثة ،الأولى كانت للأستاذة الزهرة الخمليشي أستاذة علم الإجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ، و التي استخلصت من الكتاب أن الجسد محددا للهوية ، و أن هوية الأنثى ترافقها صفات ثقافية غالبا ما تجعلها ناقصة مقابل هوية الرجل . عرجت بعدها على مفهوم الهوية البيولوجية و هوية الجندر التي أبرزت من خلالهما طبيعة التمييز الحاصل بين الجنسين على المستوى الطبيعي و الثقافي معتبرة أن هذا التمييز كان سببا في توزيع أدوار لا متساوي ، لذلك فإن مقاربة النوع قد خلخلت هذه المفاهيم السائدة . انتقلت بعد هذا المحور من الكتاب إلى الشق الميداني فيه ، عبر تناول نموذج " واد لاو ّ" إذ اعتبرت أن واقع القرية عمق من أزمة البحث عن المساواة بين المرأة و الرجل ، إلى أزمة البحث عنها بين المرأة و المرأة ، موضحة أن هذا البحث يمكن تقسيمه إلى جزئين ، جزء يتكلم عن الهوية الواقعية بكل ما يرتبط بها من دونية و إحباط و أزمة و ألم ، و جزء يتكلم عن هوية الجسد التي تزيد الأزمة عمقا و ارتباطا بما هو غير ثابت . مؤكدة في نهاية قراءتها على ضرورة تحرير المرأة من قيود التنميط في المجتمعات النامية و تحرر الجسد مما ارتبط به من تمثلات . القراءة التحليلية الثانية كانت قراءة تفاعلية من تقديم الأستاذ مصطفى شكدالي أستاذ علم النفس الإجتماعي بالمعهد الدولي للسياحة بطنجة ، و الذي نوه بهذه المبادرة المتميزة ، معتبرا أن طبيعة الإحتفالات باليوم العالمي للمرأة هي عادة ما تكون منمطة و أن الإعلام المحتفي بهذه الأخيرة هو نفسه الذي يكرس و يزكي وضعيتها ، و مؤكدا على أن أنسب و أرقى طرق الإحتفال بالمرأة هي تلك التي تكون من خلال البحث العلمي كما هو شأن هذا اللقاء . الأستاذ مصطفى شكدالي اعتبر أن المشكل القائم هو مشكل نمطي فكري و لس مشكل رجل و امرأة ، لأن الصراع الحقيقي و العميق ليس قائما بينهما بدليل أن المرأة نفسها هي الضحية/الجلاد داخل الأسرة ، و موضحا ان التنشئة لها تأثير كبير في تنميط الأدوار و توجيه كل من الرجل و المرأة . و حول مسألة الجسد في بعده القيمي ، فقد اعتبر أن هذه القيمة تتأرجح بين المقدس و المدنس ، متسائلا عن دواعي لبس الملابس ، هل لإظهار الجسد أم لإخفائه ؟؟ مسترسلا أن العلاقة بين الجسد و الملابس هي علاقة وطيدة تحمل خطابات متعددة و أنه ليس ضروريا أن يعكس اللباس هوية حامله . هذا و أشار إلى أن مسألة التمثل لها صلة قوية بالسلوك ، معتبرا الكتاب قيما متعدد المواضيع والحمولات العلمية قد تفرز أبحاثا علمية أخرى ، و أن الحديث عن الجسد هو حديث متشعب يأخذ أبعادا متعددة على المستوى القيمي و الجمالي ، خاتما قراءته الشيقة بخلاصة مفادها أننا نشكو من مجتمع بدوي لأن المدينة في العمق ليست بمدينة ، و موضحا أن الإنسان المقهور دائما ما يتقمص دور المتسلط . الحضور الذي حج بكثافة للإصغاء إلى هذه القراءات الفكرية المتميزة كان له أفكار و آراء ترجمها عبر تدخلات قيمة ، ليختتم اللقاء بتكريم الأستاذة و الباحثة ّ "خلود السباعي" ثم تقديم هديتين رمزيتين كتذكار للأستاذين المشاركين فيه .