بعد إصرار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل عن عدم الإدلاء بالتقرير المالي لميزانية الكلية خلال فترة عمادته الممتدة منذ سنة 2010، رغم إلحاح أعضاء مجلس الكلية على ذلك في كل دورة يعقدها هذا الأخير، ونظرا للحالة المزرية التي آلت إليها مرافق هذه المؤسسة الجامعية، وعلى رأسها المرافق الصحية التي أصبحت في وضعية جد متردية يستحيل على الطلبة والأساتذة والأطر الإدارية ومرتادي الكلية الولوج إليها، لم يجد عميد الكلية من حل سوى الاستنجاد بأحد الأساتذة في شعبة الدراسات الإسلامية بالكلية، وهو برلماني سابق عن دائرة تطوان وأمين مال إحدى الجمعيات الخيرية المعروفة بالمدينة، لإنقاذ ماء وجهه، مطالبا منه التدخل لإصلاح مراحيض الكلية من مال الجمعية التي تعتمد مداخيلها على هبات المحسنين ومنح المؤسسات العمومية والمنتخبة، وهو الأمر الذي احتج عليه أعضاء هذه الجمعية، لكونهم "لا يثقون في شخص العميد" الذي يرفض الكشف عن التقرير المالي للكلية، مما يطرح عدة تساؤلات حول كيفية تدبير وصرف هذه الميزانية، ولماذا هذا الغموض في تدبيرها، الشيء الذي يثير إشكالية الترشيد والحكامة والشفافية، ويدعو إلى ضرورة تدخل المجلس الجهوي للحسابات من أجل افتحاص هذه الميزانية والتدقيق في حسابات الكلية، كما تثار إشكالية دور مجلس الكلية في إعداده لاقتراحات تتعلق بميزانية الكلية كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من المادة 2 من الفصل الثاني من القانون 00.01، فضلا عن دور لجنة تتبع الميزانية المنصوص عليها في المادة 17 من نفس القانون فيما تشهده هذه الأخيرة من اختلالات. هذا الأمر يكشف بالملموس مدى تورط إدارة الكلية في تبذير الميزانية المخصصة لها بشكل غير قانوني وغير مسؤول.. ومما بلغ إلى علمنا، أن أخبارا تروج بقوة داخل مصالح الكلية مفادها عزم عدد من رؤساء المصالح بهذه المؤسسة تقديم استقالاتهم احتجاجا على التسيب والفوضى وسوء التدبير الذي يطبع إدارة الكلية، فضلا عن الخصاص المالي في التكفل بمصالح الكلية الإدارية واللوجيستيكية وغيرها.. وتأتي هذه المشاكل التي أصبحت تتخبط فيها هذه الكلية، والتي لا يبدو لها حل في الأفق القريب ما لم تتدخل الوزارة المعنية على الخط لإيجاد مخرج لهذا المأزق الذي آلت إليه على يد مسؤولين يفتقرون إلى الكفاءة الإدارية والدراية القانونية اللازمة توافرها في الأشخاص المتقلدين لهذه المناصب الحساسة، (تأتي) في أفق دورة ربيعية تتطلب الحزم والجد في العمل والاستعداد للقيام بأنشطة الكلية الموسمية من ندوات ومحاضرات ومهرجانات وأنشطة ثقافية وفنية أخرى…