رغم بلوغي السن القانوني للتصويت من زمن ورغم مرور استحقاقات انتخابية من قبل لم أشارك بحياتي في أي من الاستحقاقات الماضية, لأني كنت مثل العديد من المغاربة والشباب خاصة مقاطعة ولا أرجو أي أمل لا في السياسة ولا سياسيين, لكن يوم 01/07/2011 كنت من أوائل المصوتين وأدليت بصوتي على الدستور الجديد. إن الربيع العربي والحراك الشعبي الذي قام به شباب عربي من المحيط إلى الخليج غير المفاهيم وغير نظرت الفرد العربي نحو السياسة, وبما أني واحدة من هدا الشعب تغيرت رؤيتي نحو المشهد السياسي أيضا وبت أشعر أني مكلفة بأن أقوم بدوري كمواطنة في الاختيار السياسي و تبين لي جليا أن المقاطعة هي من بين الأسباب التي أدت إلى وجود مشاكل ووجوه معينة أو اسر معينة تحكم دون غيرها لان الأغلبية من أفراد الشعب اختارت المقاطعة وبالتالي علينا أن نعترف أننا كأفراد أخطأنا ولدينا جانب من المسئولية في كل المشاكل التي نعيشها اليوم, ربما اعتبر نفسي محضوضة بشكل أو بأخر لأني أعيش بالمغرب هدا البلد الذي شكل استثناءا بين البلدان العربية حتى لو كان البعض يخالفني الرأي إلا إني احترم كل الآراء لان هدا ما تعلمته من وطني المغرب ...وبالتأكيد من يرجع إلى التاريخ سيجد أن المغرب هو استثناء مند فجر التاريخ فالإمبراطورية العثمانية استعصى عليها استعمار المغرب ووقفت حدودها عند شرقه...و عند انهيارها وبعد الحرب العالمية الثانية في عهد الانتداب بالشرق والحماية التي فرضتها علينا فرنسا ومعها الدول التي استعمرتنا أرادوا أن يعينوا لنا حاكما غير الملك محمد الخامس كما فعلوا مع معظم دول الشرق لكن المغرب لم يقبل أن يختار له الاستعمار حاكمه فقمنا بثورة مسلحة حتى رجع الملك محمد الخامس, فعلاقة المغاربة بالملكية تمتد الى 1200 سنة كأقدم الملكيات بالعالم , فطبيعة المغاربة السلم والتعايش والحوار وعلاقتهم بالحكام علاقة حب واحترام لان الحكام العلويين من سلالة النبي عليه الصلاة والسلام وهده نقطة تزيد من قوة العلاقة, كما ان الملك محمد السادس كان تجاوبه سريعا وأعطى كل ما تستوجبه اللحظة في دستور ساهم فيه الجميع حتى لو كان البعض يرى العكس لكن أنا كمواطنة مغربية ومدونة اشعر أني ساهمت بشكل أو بأخر في تغيير الدستور أو على الأقل كل النقط التي كنت انتقدها في الدستور القديم تم تغييرها وعلى سبيل المثال دونت على توتير و على الفايسبوك وايضا كتبت تدوينه على مدونتي انتقدت فيها الفصل39الذي كان كارثة بكل المقاييس اد كان البرلماني شخص مقدس حتى لو لم تكن كلمة قداسة موجودة بل كانت له حصانة برلمانية يفعل بها ما يشاء وهده الحصانة كانت سببا رئيسيا في وجود نسبة عالية من التزوير في الانتخابات ووجود رشاوى ووصول فقط أصحاب المصالح وأصحاب المال والجاه إلى البرلمان من أجل مصالحهم الخاصة وليس من اجل مصالح الشعب, فجاء الدستور الجديد ليلغي الحصانة على البرلماني ويبقى فقط حصانة حرية التعبير والرأي واعتقد هدا كل ما يحتاجه شخص يريد الدفاع على الصالح العام, هده فقط نقطة من نقط كثيرا رايتها ايجابية في الدستور الجديد ورأيت انه فعلا جاء من أجل التغيير الفعلي, وأكيد فالدستور هو مجموعة قوانين تحتاج لمن يطبقها وهو خطوة أولية في طريق طويل من أجل الوصول إلى ديمقراطية حقيقية والى كل ما يرجوه المغاربة. هند السباعي الإدريسي https://hindapress.wordpress.com