روجت بعض وسائل الإعلام المغرضة والأخرى المدعية للموضوعية معلومات عبارة عن إشاعات تافهة مفادها أن الجنود المغاربة هم الذين أفشلوتا الانقلاب العسكري، صباح أمس بدولة الغابون، وهي إشاعات لا تستقيم مع منطق الوقائع والحقائق على أرض الواقع، التي تفيد أن القوات المسلحة الغابونية والأمن في هذا البلد هم من قام بالسيطرة على الوضع ونفت مصادر مغربية أي حضور عسكري للمغرب بهذا البلد الإفريقي، واستغلت وسائل الإعلام، التي تبني مقالاتها على الشائعات، وجود جلالة الملك محمد السادس في هذا البلد لتروج لهذه المعلومة المغرضة والمسيئة للبلدين. ليس الغابون بلدا قاصرا حتى يحتاج إلى تدخل من بلد آخر، بل هو بلد يتوفر على كل مقومات الأمن والاستقرار، ناهيك عن الإنقلاب العسكري أمس الاثنين كان عبارة عن مزحة ثقيلة، إذ لم توجد حركة انقلابية أصلا، فقط خمسة ضباط سيطروا على مبنى الإذاعة وألقوا بيانا فتم اعتقال أربعة منهم بينما فر شخص خامس وانتهت القصة، وبالتالي لم يكن الأمر تدخلا من الجيش أصلا، فقط القوات المساعدة أو الأمن أو الدرك يمكن لأي جهاز منهم أن يبعث فريقا صغيرا لإنهاء الحدث. يمكن القول إن الانقلاب كان ظاهرة إعلامية تم الترويج لها بشكل كبير في انعدام تام لكل مقوماته، كما تم الترويج لإشاعة مشاركة الجيش المغربي في إفشال الانقلاب، وهو أمر لا يوجد إلا في أذهان بعض وسائل الإعلام، التي تسعى للوقيعة بين البلدين، اللذين تربط بينهما علاقات قوية وكبيرة منذ ستينات القرن الماضي، وهي علاقات كانت تربط بين المرحومين جلالة الملك الحسن الثاني والحاج عمر بونغو واستمرت بين جلالة الملك محمد السادس وعلي بونغو، وهي علاقات مبنية على المبادئ الكبرى بين بلدين إفريقيين جمع بينهما النضال التحرري تم الدفاع عن حقوق إفريقيا المنهكة من قبل الاستعمار. وكان خمسة ضباط قادوا أمس الاثنين انقلابا وهميا حيث لم تكن لديهم حركة ولا تنظيم وظلت حركتهم منعزلة حيث لم ينظم إليهم أحد من الجنود.