أحبطت الغابون، الاثنين، محاولة انقلاب عسكري وقتلت اثنين من المشتبه فيهم في هذه المحاولة واعتقلت سبعة آخرين بعد ساعات من سيطرتهم على محطة إذاعية في مسعى لإنهاء حكم عائلة الرئيس علي بونغو المستمر منذ 50 عاما. أعلن ذلك الخبر جي بيرتران مابانجو، المتحدث باسم الحكومة. وكان متمردون من الجيش سيطروا على المحطة الإذاعية لفترة وجيزة، وبثوا رسالة تقول إن الرئيس بونغو لم يعد لائقا للحكم، بعد إصابته بجلطة دماغية في السعودية في أكتوبر. وقال محللون إن الفشل السريع للانقلاب وعدم وجود دعم واسع له يشيران إلى أنه ليس من المرجح تكرار مثل هذه المحاولات؛ لكن المحاولة في حد ذاتها تظهر تزايد الإحباط من الحكومة التي أصابها الوهن، بعد غياب الرئيس في رحلة علاجية والتكتم على حالته الصحية. وفي أول ظهور له على شاشة التلفزيون منذ إصابته بالجلطة، تلعثم بونغو (59 عاما) خلال إلقاء الكلمة، وبدا غير قادر على تحريك ذراعه اليمنى. ولم يتضح إن كان بوسعه السير. ويواصل علاجه في المغرب منذ نونبر. وفي بيان عبر الإذاعة الساعة الرابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (0530 بتوقيت غرينتش)، قال اللفتنانت كيلي أوندو أوبيانج، الذي وصف نفسه بأنه ضابط بالحرس الجمهوري، إن الكلمة التي ألقاها بونغو بمناسبة العام الجديد "عززت الشكوك في قدرة الرئيس على الاستمرار في القيام بمسؤوليات منصبه". وقال شاهد من رويترز خارج مقر الإذاعة إن جنودا مؤيدين للحكومة أطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 300 خرجوا إلى الشوارع دعما للانقلاب. وحلقت طائرات هليكوبتر في الأجواء، وكان هناك وجود كثيف للجيش والشرطة في الشوارع؛ لكن الهدوء ساد معظم أنحاء العاصمة. وقال متحدث حكومي إن الوضع تحت السيطرة، بعد الاعتقالات. وقال سكان إنه جرى قطع الإنترنيت. وصرح مابانجو لقناة فرانس 24 بالقول إن "الحكومة والمؤسسات تعمل كالمعتاد". وتحكم عائلة بونغو الدولة المنتجة للنفط منذ عام 1967. وتولى بونغو الرئاسة خلفا لوالده عمر، الذي توفي في عام 2009. وخيمت مزاعم تزوير واحتجاجات عنيفة على إعادة انتخاب بونغو عام 2016. وندد المجتمع الدولي بمحاولة الانقلاب؛ بما في ذلك فرنسا، التي طلبت من 8900 من رعاياها يعيشون في الغابون تجنب التنقل في أنحاء العاصمة ليبرفيل. وقالت أنييس فون در مول، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في بيان، "لا يمكن ضمان استقرار الغابون سوى بالالتزام الكامل بمواد دستورها". وأكد أيضا موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، على "رفض الاتحاد الإفريقي التام لأي تغييرات غير دستورية للسلطة". انتخابات متنازع على نتيجتها تداولت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا يوضح أوندو في استوديو إذاعي وهو يرتدي الزي العسكري ويقرأ البيان. وكان جنديان يحملان بندقيتين يقفان خلفه. وذكر أن الانقلاب نفذته الحركة، التي أعلنت نفسها باسم الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الغابون، ضد "هؤلاء الذين اغتالوا، بوضاعة، أبناء وطننا الشبان ليلة 31 غشت 2016"، في إشارة إلى أعمال عنف دامية اندلعت بعد أن تم الإعلان عن فوز بونغو في انتخابات متنازع عليها. وفاز بونغو في الانتخابات عام 2016 بأقل من ستة آلاف صوت؛ وهو ما أثار اشتباكات دامية بين محتجين ورجال الشرطة، تم خلالها إشعال النيران في مبنى البرلمان. وقال الاتحاد الأوروبي إنه وجد مخالفات خلال الانتخابات في إقليم أوت أوجو معقل بونغو، الذي فاز فيه بنسبة 95 في المائة؛ بعد أن سجلت نسبة الإقبال على التصويت هناك 99.9 في المائة. ولفرنسا قوة دائمة قوامها 300 جندي في الغابون. وأرسلت الولاياتالمتحدة، الأسبوع الماضي، نحو 80 جنديا إلى الغابون؛ لمواجهة العنف المحتمل بجمهورية الكونغو الديمقراطية بعد الانتخابات الرئاسية بها. واتّهمت حكومات أجنبية، في مرات كثيرة، بونغو وأعضاء حكومته بالفساد؛ لكنهم دأبوا على نفي ذلك. * أ.ف.ب